ترامب: على السعودية تعويض الانخفاض في إمدادات نفط إيران
هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) منبها إياها إلى ضرورة الكف عن التلاعب بأسواق النفط العالمية، كما زاد من الضغط على السعودية حليفة واشنطن لزيادة الإمدادات من أجل تعويض انخفاض الصادرات من إيران.
وكان ترامب قال على موقع تويتر يوم السبت إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وافق على زيادة إنتاج النفط.
وفي وقت لاحق، تراجع البيت الأبيض عن تصريحات الرئيس قائلا إن ملك السعودية قال إن بلاده يمكنها زيادة إنتاج النفط إذا اقتضت الضرورة.
ويوم الأحد، جدد الرئيس الأمريكي في مقابلة مع برنامج ”صنداي مورنينج فيوتشرز ويذ ماريا بارتيرومو“ الذي تبثه قناة فوكس نيوز دعوته للسعودية إلى زيادة الإنتاج لمستوى قياسي جديد، وحثها على ضرورة مساعدة الولايات المتحدة في خفض أسعار الوقود في الوقت الذي تساند فيه واشنطن الرياض في صراعها مع طهران.
وقال ترامب ”يجب ألا ننسى أن الجانب السلبي الوحيد في (الانسحاب من) اتفاق إيران هو أننا نخسر الكثير من النفط، وعليهم تعويض ذلك. من هو عدوهم الأكبر؟ إنها إيران. نعم. فكروا في الأمر. إيران هي عدوهم الأكبر، ومن ثم سيتعين عليهم القيام بذلك“.
وأضاف ”لدي علاقة جيدة جدا مع الملك (السعودي) وولي عهد السعودية والمحيطين بهما وسيتعين عليهم ضخ مزيد من النفط“.
وارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بفعل مخاوف من أن يؤدي فرض عقوبات أمريكية على إيران إلى إخراج كميات كبيرة من النفط من الأسواق العالمية بينما يرتفع الطلب العالمي على الخام.
وفي وقت سابق هذا العام، قال ترامب إن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع قوى عالمية مما أغضب حلفاءه الأوروبيين.
وانخفض سعر خام القياس العالمي برنت اليوم الاثنين نحو واحد بالمئة لكنه لم يبعد عن 79 دولارا للبرميل، في الوقت الذي حذر فيه المحللون من ضآلة طاقة الإنتاج الفائضة اللازمة لتعويض حالات التعطل المحتملة للإمدادات.
وقد يمثل ارتفاع أسعار البنزين مشكلة سياسية لترامب قبل انتخابات نوفمبر تشرين الثاني، إذ يتعارض مع ما يقوله الجمهوريون من أن تخفيضاته الضريبية وتخفيفه للقواعد التنظيمية الاتحادية ساهما في تعزيز الاقتصاد.
وعلى قناة فوكس نيوز، ألقى ترامب باللوم على أوبك التي تضم السعودية بين أعضائها. ولدى سؤاله عما إذا كان هناك من يتلاعب بأسواق النفط، قال ترامب ”100 بالمئة. أوبك تفعل، والأفضل لها أن تتوقف عن ذلك لأننا نحمي تلك الدول، كثيرا من تلك الدول“.
وأضاف ”أوبك تتلاعب، وسمحت كما تعلمون (بزيادة الإنتاج) بوتيرة أقل مما كنا نعتقد الأسبوع الماضي. في رأيي، عليهم أن يضخوا مليوني برميل أخرى“.
وكان ترامب يشير إلى قرار أوبك زيادة الإنتاج مع حلفائها من خارج المنظمة نحو مليون برميل يوميا، وإن كانت السعودية تعهدت منذ ذلك الحين بزيادة الإنتاج إلى مستوى قياسي.
وضخت السعودية نحو عشرة ملايين برميل يوميا في الأشهر الأخيرة، وقالت مصادر قريبة من السياسة النفطية للمملكة إنها قد ترفع الإنتاج إلى 11 مليون برميل يوميا.
وتعني تلميحات ترامب أنه يريد من الرياض أن تزيد الإنتاج إلى 12 مليون برميل يوميا، وهو ما لم تفعله المملكة من قبل.
من المقرر أن يزور ترامب أوروبا هذا الشهر للاجتماع مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي، والذين انتقدهم انتقادا شديدا لعدم إعطاء اهتمام يذكر لمنظومة دفاعهم المشتركة.
ومن المرجح أن تلقي التوترات التجارية بظلالها على الجولة الأوروبية. وكان ترامب فرض رسوما جمركية على واردات الصلب والألومنيوم ردا على ما يصفها بأنها ممارسات تجارية غير عادلة من أوروبا وكندا وغيرهما من الحلفاء في العالم والذين ردوا بعقوبات من نفس النوع.
وعلى صعيد التجارة، قال الرئيس في مقابلة فوكس نيوز إنه ليس راضيا عن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) ولن يوافق على اتفاقية جديدة إلا بعد انتخابات نوفمبر .