تقرير صحيفة إنجليزية يتغنى بـ« صلاح » : نجم الكرة « المتواضع » الذي لم ينس فضل قريته
تغنى تقرير لصحيفة « ديلي ميل » الإنجليزية بنجم منتخبنا القومي « محمد صلاح »، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، والذي يتصدر قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز، وأبرز التقرير ملامح من قرية « نجريج »، بمحافظة الغربية، مسقط رأس « صلاح » والتي شهدت انطلاقته نحو التميز في عالم الساحرة المستديرة.
بدأ التقرير بوصف لملعب كرة بتلك القرية، غير مجهز بشكل إحترافي، كأغلب ملاعب الشباب في قرى مصر، يكسوه الغبار، يرتاده شباب القرية لقضاء وقت ممتع في ممارسة الرياضة التي يحبونها، اشار تقرير الصحيفة الإنجليزية انه و على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها أهل القرية إقتصاديًا، فإنهم ودودون وطيبون و سُعداء، ولم يكونوا يومًا أكثر فخرًا مثل ما هم فخورون الآن، وذكر التقرير بأن من بين ظلال تلك الإمكانيات المتواضعة صعد نجم محمد صلاح.
وأشارت الصحيفة الإنجليزية الى أن نجاح « صلاح » أعطى المثل لشباب قريته، والأمل في أن يأتي يومُ تُحاكي قصصهم في عالم الكرة قصص نجومهم العالميين كتوتي و زين الدين زيدان و رونالدو.
« صلاح » لم يكتف فقط في تقديم القدوة الى شباب القرية، هذا هو ما أكده التقرير فأشار الى قيام الجناح المصري الشاب بتوفير صالة لياقة بدنية « جيم » في مركز الشباب الذي يحمل اسمه بالقرية، كما تكفل بكافة تكاليف انشاء ملعب لكرة القدم، في مدرسته محمد عياد الطنطاوي، حيث كان يدرس.
خير « محمد صلاح » الذي أغدقه على اهل قريته لم يتوقف عند هذا الحد، فوصل الى مساعدته المُقبلين على الزواج على إتمام تجهيزات الزفاف، وتكاليف المعيشة، كما انه يساهم في الجهود الخيرية لأبناء قريته المحتاجين.
والتقت الصحيفة الإنجليزية، مع عدد من أبناء قرية نجريج، وأكد أحدُ منهم على مداومة « صلاح » على زيارة مسقط رأسه، في كل شهر رمضان، لتقديم الهدايا للأطفال، ليضيف بأنه يأتي ليلعب التنس ، ويقوم بإمضاء التذكارات لمحبيه.
« بسيوني » أضاف لمحرر الصحيفة البريطانية ذائعة الشهرة قائلاً بأن « صلاح » اعتاد اللعب مع أبناء قريته، بصحبه شقيقه، ذاكرًا بأنه كان من الصعب استخلاص الكرة منه، وتابع بأنهم كانوا يعلمون أنه سيُصبح يومًا من الأيام من الأفضل في العالم.
وأشار التقرير الى بدايات « صلاح » ، حيث اشترك في مسابقة شركة المياه الغازية الشهيرة، لتلتقطه أعين كشافة نادي المقاولون العرب، لتبدأ مسيرته مع الكرة تأخذ مسار الإحتراف فعليًا، وأبرزت أن والده كان يأخذه في رحلة سفر لمدة خمس ساعات، لقطع ما يساوي 200 ميل، لحضور التدريبات، وشدد التقرير على جهود نادي المقاولون العرب في دعم الشباب، فلفتت الى توفير النادي مقار سكنية لللاعبين المغتربين امام ستاد عثمان أحمد عثمان، تطل على الملعب.
الصحيفة الإنجليزبة أبرزت كذلك تلقيب صلاح بـ«الهادي» في أثناء لعبه للنادي القاهري، قائلة بأنه كان يميل الى العودة الى المنزل عقب نهاية عمله، وذلك بعد تناوله لوجبته المفضلة والتي تتكون من الشوربة و الدجاج المشوي و السلطة الخضراء.
ولفت التقرير الى أن طبيعة يوم صلاح في ليفربول لم تختلف كثيرًا، فيومه المثالي، هو أن يقضي مزيد من الوقت مع زوجته ماجي و طفلته مكة، وأوردت في هذا الشأن تصريح للمدرب حمدي نوح، مدربه الأول في المقاولون، والذي اشار الى ان « صلاح » كان على استعداد أن يضحي بكل شئ من أجل هدفه.
وقال « نوح » بأن لاعبه المصري حينما بدأ في ممارسته الكرة مع ناديه، اشار اليه مدربه الى لابد أن يستخدم قدمه اليمنى بعد أن لاحظ استخدامه المكثف لقدمه اليسرى، وهنا كانت إجابة اللاعب الناشئ بالإلتزام بنصائح مدربه، ليعلق المدرب السابق قائلا بأن كان دومًا يتحلى بالأدب.
وذكر المدرب بأنه كان يُخبر« صلاح » بضرورة التدريب بإستمرار حتى يكون محترفًا وليس هاو، واخبره بأنه كل ما كان تدريبه أكثر كل ما زادت فرصه في أن يكون لاعبًا مشهور، واختتم « نوح » حديثه بالقول أن لاعبه محمد صلاح عاش كما يبنغي أن يعيش، كان يصلي ومن ثم يذهب للنوم مُبكرًا، وذكر المدرب بـأنه ليس من صنع صلاح، ولكن نجم ليفربول انصت لتعليماته كما فعل مع الجميع.
وأورد التقرير حديثًا لمدير اكايديمية المقاولون العرب، ومُساعد المدرب السابق علاء نبيل، والذي أشار الى أن « صلاح » كان تواقًا للعب في اوروبا، عوضًا عن الحلم المُعتاد لللاعبين المصريين في اللعب لناديي الأهلي و الزمالك، وهو ما تحقق بالفعل بالإنتقال لنادي باسل السويسري ومن ثم انتقاله لنادي تشيلسي الإنجليزي، والذي لم يحقق فيه نجاحًا كبيرًا، فشد الرحال لبلاد الطليان والتي أعاد فيها اكتشاف نفسه، مع ناديي فيورنتينا و روما.
الإشارة الى تأهل « مصر » بفضل أقدام « صلاح » الى مونديال روسيا 2018 كان له نصيب من التقرير، وأوردت الصحيفة هنا تصريحًا لمحمود فايز، المدرب المساعد لهيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب القومي، والذي أكد على أن محمد صلاح كان هو المؤهل لتسديد ركلات الجزاء قبل مباراة الكونجو الختامية في حلم المونديال الذي طال انتظاره.
وقال « فايز » : « لقد كانت واحدة من اللحظات التي لا تنسى في حياته، وكان الجميع على ثقة فيه»، وأشار الى انه يوم قبل المباراة، وعندما علم « صلاح » بأنه اللاعب رقم 1 في قائمة مسددى ركلات الجزاء تدرب عليها، ليُعلق « فايز » على ركلة صلاح التاريخية « لقد كانت رائعة » .
واصل « فايز » وصلة مديحه لمحمد صلاح قائلاً عنه أن السر في عبقريته هو التواضع، موضحًا بأنه نجم فوق العادة ولكنه يعيش كإنسان بسيط، وأتبع قائلاً بأنه يُسخر إمكانياته لمساعدة وطنه، معقبًا :« يُمكن أن ترى ذلك وهو ينشد النشيد الوطني للبلاد قبل المباريات الكبرى ».
واختتم « فايز » حديثه بالقول أن صلاح يكافح في كل ثانية وكل لحظة، في كل تسديدة وكل انطلاقة بالكرة هذا هو «صلاح »، ولهذا هو بطل كل المصريين.
وتغنى التقرير بموقف صلاح من سارق والده، فأشارت الى انه و أثناء لعبه في مباراة المنتخب بالإسكندرية، تعرض والده لجريمة سرقة، وحينما علم « صلاح » بما حدث، إلتمس من والده التنازل عن بلاغه ضد السارق، وعوضًا عن ذلك أعطى السارق أموالاً، وساعده في إيجاد عمل يسد حاجته.
ويعيش « صلاح » أفضل فتراته الكروية هذه الأثناء، فبعد تأهل تاريخي شاق، كان لقدمه اليسرى الفضل الأكبر فيه لمنتخب مصر الى كأس العالم المقبل بروسيا 2018، انتزع الجناح المصري احترام الجميع بعد الأداء غير العادي مع ليفربول الإنجليزي في أولى مواسمه بقميص الريدز، وذلك في الدوري الإنجليزي، والذي يتصدر قائمة هدافيه، أو بطولة دوري أبطال أوروبا.