حقوق الإنسان تنعي المناضل نعمة جمعة
احمد عادل
ببالغ الحزن والآسي، تلقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان نبأ وفاة المناضل الحقوقي اللبناني الأستاذ “نعمة جمعة” المحامي وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة سابقاً ورئيس الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان.
وتنعي المنظمة إلى الزملاء الحقوقي المناضل الكبير الذي لطالما كان نموذجاً ومثالاً للمناضل الحقوقي المدافع عن قضايا أمته العربية ووطنه اللبناني وحقوق الإنسان دون تمييز على اساس النوع أو الدين أو المذهب أو الانتماء السياسي.
كان الراحل في مقدمة صفوف أبناء جيله مدافعاً عن القضية الفلسطينية، وانتسب في مرحلة شبابه لحركة فتح، وشارك أبناء جلدته في جنوب لبنان في المقاومة ضد العدوان والاحتلال الإسرائيلي، ما قاده لخوض تجربة الاعتقال الرهيبة في معتقل أنصار في العام 1982، مسجلاً تجربة الاعتقال والفظاعات التي عاناها ورفاقه في الأسر بعد تحريره في كتاب أسماه “وادي جهنم”، والذي يعد واحداً من أبرز الكتب في مجال أدبيات السجون.
وما لبث الراحل أن أصبح ضحية الاعتقال مجدداً على يد النظام السوري، والتي ما كاد لينتهي منه حتى انضم إلى كتيبة مناضلي حقوق الإنسان العظام من أمثال “جوزيف مغيزل” و”إبراهيم العبد الله” بالانتماء إلى الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان وتقلد رئاستها في العام 2005، وكذا بالانتساب المبكر إلى عضوية المنظمة العربية لحقوق الإنسان، التي انتخب عضواً في مجلس أمنائها في العام 2004، وفي لجنتها التنفيذية بداية من العام 2008 وحتى العام 2014، حيث أقعده المرض عن مواصلة الكفاح منذ العام 2012.
عُرف الراحل باعتباره محامياً شرساً عن قضايا الضحايا، وخاصة من الفقراء المهمشين، حتى حمل لقب “محامي الفقراء”، وكانت مسيرة كفاحه ونضاله على المستوى العربي ودفاعه المتواصل عن القضية الفلسطينية السبب الأرجح في استهداف طيران العدوان الإسرائيلي لمنزله في مسقط رأسه في بنت جبيل جنوبي لبنان في عدوان صيف 2006.
وتتقدم المنظمة إلى أسرة الراحل ورفاقه وزملائه في حركة حقوق الإنسان في لبنان والمنطقة العربية بأخلص التعازي، داعين المولى أن يتغمده بواسع رحمته.