fbpx
الرأي

سلوي محمد علي تكتب :حديث الذات

ميز الله عز و جل الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل و يترجم ما يؤمن به و يفكر فيه بلسانه و هو اداه تحويل الأفكار الي معاني و أفعال .

ان النفس لأمارة بالسوء .. تسهل عليك كل شقاء و تسخر و تهون و تبسط لك كل سوء .. بمنطق مغلوط يماثل شهوة الخلود لأبو البشر أدم وأمنا حواء .

لذا يجب أن نتمسك بهويتنا المتفردة في أن نحاكي أنفسنا، و أن نتحاور مع بعضنا البعض حتي تستمر الحياة كما أرادها الله عز وجل .. و أن نعين أنفسنا علي تجاوز نقاط ضعفنا و تقبل زلاتنا و فرض فرصتنا و تغيير دروبنا التي لا تناسب قدرتنا ، و نؤمن بأنه مع مرات المحاولة و عدم التخاذل ستنتهي نقاطنا المتراجعة و ستتحول رويدا رويدا اسهمنا إلي عنان السماء .

فالحوار مع الذات من أهم وأصعب درجات الصفاء .. و معاتبة و محاسبة النفس فهي أولي درجات السمو و النقاء .

الخرس الإنساني الذي نمارسه الآن هو السبب الاوحد في عدم الحوار و عدم المصارحة و المكاشفة لما تدور به خواطرنا ..و تركنا أنفسنا حبيسة جدران الصمت في أسوأ عقاب لمخالفة المألوف عن الطبيعة البشرية الحائرة بين أن تحاور نفسها و تنطق بما تهفو و تريد ، أو أن تستكين الي سحب بساط هوية الانسان ، وهل من مزيد ؟.

دعونا نعود لفطرتنا التي خلقنا بها ..دعونا نخرج من قوالبنا الصماء التي صنعناها بأنفسنا و غذينا بها عقولنا ومارسنا ببراعة نمطية التفكير .

دعونا نتحاور و نصر علي تحطيم أصنام الخوف و نكتشف أنفسنا من جديد و نجعل الحوار هو ملاذنا الوحيد في التعبير عن ما نريد .

دعونا نترك هواتفنا الإلكترونية الموجهة الي تدمير ثقافة الحوار و من خلالها يختبئ وراءها كل ألسنة العالم و يبث كل منهم ما يحب أن يفرضه بقوة العالم الافتراضي الذي يداعب الخيال و يصنع القوة من الفراغ و من أساطير المستحيل .

دعونا نرجع الي حضن طاولة العائلة والي الحوار الدافئ بين كل الأطراف ..الي التمسك بتعميق كل الصلات التي حست عليها نصوص الأديان .

دعونا نتكلم و نتصارح و نخرج ما بداخلنا من كلمات مبعثرة هي بمثابة المفاهيم المركبة التي تراكمت عبر السنين لا تتغير الا بقراءة جيدة راغبة في التعديل .

دعونا نبدأ بالنبت الجديد ..أن نعلمهم كيف يتحاورون ..كيف يفهمون أنفسهم و يعبرون …كيف يتخطون حاجز الصمت الي خارج الحدود .

دعونا نتكلم و نتحاور و نحن واثقون من أننا سنجني ثمار التحويل .. بمداومة الحوار نصنع المستحيل ..و ستشهد الايام القادمة ما اقول .

كاتبة المقال مدير عام مساعد بقطاع البترول و عضو الاتحاد العربي للعمل الإنساني و التنمية المستدامة التابع لجامعة الدول العربية و سفيرة المناخ.

زر الذهاب إلى الأعلى