سلوي محمد علي تكتب : ماذا لو هانت العشرة ..
من المفترض أننا جيل مرهف الاحساس ثؤثر فيه المواقف النبيلة و الخضوع للعادات و القيم الأصيلة التي نتوارثها عبر الأجيال .
لكن …و اه مما ياتي بعد لكن … !!
اري العجب العجاب من نماذج لا تصدق نهايتها عندما تتذكر بدايتها أو تروي لك قصتها … و تجد الان منها ممارسات بعيدة تماما عننا …وهي حالة هوان العشرة و ترك العشيرة و البعد المقيت الذي تزيد فجوته بمرور الساعات و الايام و السنين.
ماذا حدث في بعض علاقاتنا اللصيقة بذاتنا …. علاقة الزوج بزوجته الي اشتركت معه حلوه و مره … رغده و تقشفه … نعيمه و شقاءه ….ماذا حدث في رحمتنا بعضنا البعض …في قدرتنا علي التخلي علي أنانية أنفسنا في أن نحيا ما يطيب لنا و نطوي ذكريات العمر و ننسي سنوات البناء و نكرس أنفسنا و كل أسلحتنا في أن نهدم دون هوادة السكن و المودة و الرحمة التي طالبنا بها الله عزو جل وننسي سنوات الدفء و الحنين و اللين .
هل هانت العشرة … ؟! علي من و لماذا …؟!.
ماذا حدث في أن ينسي الاب ابوبيته و رعايته و حمايته و دوره المحوري في إحداث التوازن النفسي قبل المادي لأبنائه و القيام بدوره في الاحتواء و خلق النفس السوية التي تستطيع مواجهة الآخرين …. أو أن تصبر و تتحمل الزوجة قبل أن تكون الام من البداية الإهانة أو المعاملة غير الكريمة وتضغط علي نفسها بحملها الثقيل حتي تصل إلي عدم استيعابها لحياتها وتبدا في نزع كل أواصر العلاقة ثارا علي جرحها الغائر لادميتها المهدرة .
هل هانت العشرة ….؟! علي من و لماذا …؟!.
ماذا حدث في كيان الأسرة المصرية و ترك التراكمات في أن تحدث شروخ و تصدعات في جدار البيت الواحد لايلتئم ولا يتناسي اي منهم أخطائه حتي تسير مركبنا مثلما كان يفعل قدوتنا السابقة .
هل هانت العشرة ….؟! علي من و لماذا ؟!.
وجب البحث و بجدية عن مسببات هذا الخلل … و اعتقد ان البداية يحب أن تكون في ان يقوم كل طرف بدوره الحقيقي الذي خلق من أجله …كفانا تناوب للأدوار … حتي تاهت بيننا القيم و الأصول.
باختصار أن يرجع الزوج …زوجا ليس ندا بل هو قائد السفينة …. و الاب ….أبا يتحمل تبعات مسئولية بيته و ابنائه و بنزع الأنانية الذكورية و يركز علي الأبوية الفطرية و الزوجة …و الزوجة أو الشريكة و الحبيبة ليس ندا …. لا تلعب دور السوبر وومن الذي ينزعها اهم صفة فيها و هي أنوثتها و نعوميتها الفطرية و تخرج لتواجه و تخربش و تنساق للعب كل الأدوار التي لم تخلق لها ….
و يأتي هنا دور الأبناء …اغلي ما في الحياة … في أحداث الترابط و التناغم وفي إعطاء الحياة مذاقها الجديد و الهدف الاسمي في الاستمرار و التكاتف لإنجاح الرسالة و اخراج نماذج سوية تم إشباعها نفسيا و معنويا تستطيع تحدي المتغيرات المتلاحقة في سوق العلاقات و المترادفات المتداخلة .
انها منظومة عمل متكاملة لا يمكن لطرف أن يتخاذل حتي تكون الحياة سوية و نستمتع فيها بما قدر لنا من مقادير بعد أن أخذنا بالاسباب .
تحياتي …
مدير كام مساعد بشركة مصر للبترول و سفيرة مؤسسة بهية للتشخيص المبكر للأورام و سفيرة التكيف المناخي.