شعبان عنتر يكتب_الرجوع الى الله
قبل أن نطلق الألفاظ والمسميات هكذا علي عواهنها وهكذا جزافا وإسرافا وإسفافا فعلينا أن نقوم بتحديد المرادفات والمسميات وتحديد المفاهيم والغوص في بحار المعاني لكي نلتقط جواهر ودرر المعاني عن مفهوم ومسمي حضارة فلابد من تحديد ماهو مفهوم وماهو المعنى الحقيقي لمصطلح الحضارة من منظور ووفق رواية إسلامية محضة وصرفة بعيدة عن هالة التعريفات السوقية المنتشرة والمتداولة فمن روعة الإسلام .
وأنه يحدد المفاهيم ويعرفها التعريف المنطقي والصحيح فليس في الإسلام شيء متروك ومطلوق علي عواهنه فإن كانت أمة ما من الأمم التي ظهرت على وجه الأرض وعلى مر الزمان والتاريخ تستحق أن يقال لها وتوصف بأنها أمة التثبت والضبط فهي أمة الإسلام بدون منازع ولا أي منافس فعندما تغيب شمس المعرفة الرابطة والماثة والمربوطة بالشرع والنهج النبوي الرباني تتوه وتضل وتتفرق السبل بالأمم وعندما تختل المبادئ والمثل والقيم تنهار الشعوب وعندما يحل ويطغي الظلم بكل وشتى أشكاله ومظاهره يحكم على الأمم بالإندثار والزوال وهذا ماهو واقع في هذا العالم التائه والمختل ومع ذالك تظن أممه وشعوبه وبلدانه أنها تعيش زعما منها رقيا وحضارة.
فالحضارة الحقيقة تخدم وتبني وتشيد الإنسان قبل البنيان البشر قبل الحجر القيم قبل القوانين والأنظمة المثل قبل العقاب السلم والسلام قبل الحرب والخراب معرفة الله قبل معرفة مجهرية الدرة ومكنونات المجرة فبالمختصر المفيد فالحضارة هي كل ما يفعله الإنسان من قول وعمل وسلوك قبل أي شيء اخر والذي يقدمه ويحضره بين يدي ربه وقبل أي أحد كائنا من كان فالتحضر يجب أن يكون مع الله وفي إتجاه الله قبل أي أحد غيره وذلك بإتباع أوامره وتطبيقها والإنزجار عن نواهيه كيفما كانت وإجتنابها كذلك وهذا هو المعنى الجوهري والعميق لمفهوم الحضارة والتحضر من منظور ورؤية إسلامية الذى نحن ندين به ونعتقد به ونسوس به أمورنا وشؤوننا والذي إتخذناه منهج حياة والذي لن نرضى ولن نرضى له عوضا ولابديلا هذا يجب ويتحتم أن يكون متوفرا ومترسخا في الأمة والمجتمع المسلم وفي واقعه المعاش قبل أن تسبر وتمتطي ركاب الخلق والإبداع والإبتكار وتغوص في بحار الإختراع وقبل أن تمخر عباب الصناعة والتصنيع وتلجه من أوسع أبوابه ومن أفسح مسرابه فشراع الحضارة الحقة وليست المزيفة لايفتح إلا بالأخلاق والمثل والقيم وليس بالمادة والماديات والإنغماس فيهما إلي حد السكر .
فكم من أمة وكم من حضارة مزيفة حطمها ونسفها وأبادها إنغماسها وإسرافها ومجاوزتها للحد في المادة والماديات فكان فيها حتفها ومصرعها فمن أسباب إستمرار وبقاء وإنتشار وإتساع رقعة الإسلام أنه كان مدرسة للأخلاق والأخلاقيات والروح والروحانيات قبل أي شيء اخر هنا إستوقفني صديقي مليا وهزني فكريا وثقافيا ومعرفيا فعاد بي إلي سؤاله الذي طرحه علي من قبل والذي ظن أنني لم أجبه عليه بمافيه الكفاية وقام بطرحه علي مجددا لعله يجد عندي الجواب الكافي والشافي والمقنع لكل تساؤلاته وكل إستفساراته فقال لي أظن أنني قلت لك من بعد كل هذا الذي قلته وأسلفته أنني أريدك أن تعرفني وتقول لي عن الحل الجذري والوحيد لكل هذه المشاكل والعلل التي يتخبط فيها العالم ويصطلي بنارها ليل نهار .
فقلت له الحل يكمن في العودة الكبرى والإنابة القصوى والتوبة النصوح لهذه الإنسانية إلى الله والتي ستقودها لامحالة إلي رضي وإرضاء ربها والذي سيعود ويرجع لها هو أيضا فرحا مسرورا بها من بعد أن طال وإستطال عهدها ووصالها به كيف ذلك ببساطة ووضوح هو عودتها إلي دين ربها ومنبع عزها والذي يصون كرامتها وشرفها ألم يقل عمر إبن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم إن الله أعزنا بالإسلام فإن إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله فهاته المقولة الذهبية لوحدها لو تأملها الإنسان بحكمة وعمق لكان فيها البغية والكفاية لما نحن ندندن حوله ونبحث عنه لكي يداوي لهذه الإنسانية أسقامها وعللها المستشرية في جسدها حد ولغاية الموت الزؤوام فالإنسانية عليها أن تعرف عن دراية وعن حق أنه لامفر لها ولامناص لها من العودة لربهاوالإعتصام بحبله الذي هو طوق نجاتها وسبب سلامتها ومنبع عزها كيف بالدخول في هذا الدين أفواجا وزمرا وجماعات .
وذلك بتطبيق وتنزيل دين ربها الذي بعث به رسول الله صل الله عليه وسلم وعليها أن تعلم وتفهم أن كيد الشيطان ضعيف وواهن وعليها أن تعرف معرفة حقة لا لبس ولاجدال فيها أنه هو عدوها الأزلي والأبدي وأنه ليس لها بولي ولا صديق ولايملك لها صرفا ولاعدلا ولانفعا ولاضرا وذلك بالتطبيق الحرفي والصارم لمنهاج رسولها والذي هو ليس ملكا لأحد ولم يحفظ بإسم أي أحد ولم يكن ضمن ممتلكات أية أمة ولا أية فئة ولا أية قبيلة كي تحتكره وتجعله من ممتلكاتها ومن رموزها بل هو ملك للإنسانية جمعاء.
حفظ الله مصر وجيشها وشعبها.