“صناعة الأمل.. وليس صناعة اليأس”
كتب- محيي النواوي.
بات السائد في الفكر السياسي العربي.. والراسخ لدى الشعوب العربية التي ذاقت ويلات الحروب.. أن الماضي أفضل من الحاضر، وأن ما كنا عليه أفضل مما نحن عليه الآن.. وأن العنوان العريض الذي يصف المستقبل هو “الغموض”.. ومصيرنا فيه مجهول!فإن الدمار قد أصاب الحجر والبشر.. وبات حالنا يشبه قصائد الشعر الجاهلي.. البكاء على الأطلال بعد رحيل الأهل عن الديار.. مرورًا برثاء الموتي.. وصولًا لذكر الحبيبة “الأوطان”.. إن خريطة اليأس تمتد وتمتد .. ضاع الماضي.. فلا حاضر ولا مستقبل!. إن خريطة اليأس في بلادنا أمتدت إلى بعيد حتى باتت أبعد من حدود النظر.. قتلي في كل مكان.. ولاجئين بلا حدود!
إن هذا الواقع البائس لن يستمر طويلًا.. إن لكل مرحلة جديدة للإصلاح مصاعبها.. وخسائرها.. فلننظر إلى ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الأولى.. إن ألمانيا قد انتهت جزئيًا بعد الحرب العالمية الأولى، ثم انتهت كليًّا بعد الحرب العالمية الثانية.. فلننظر إلى أوسع.. فاليابان خاضت تجربة لا سابق لها حين تم ضرب هيروشيما ونجازاكي بقنبلتين ذريتين.. ثم تجاوزت اليابان هذا الوضع الذي هو أبعد من البؤس بكثير.. وها هي اليابان الآن تسابق الزمن!
إننا لابد وأن نصنع الأمل في هذا الوطن من جديد.. لا يجب أن نذرف الدموع على الماضي.. ولا نلطم الخدود.. لا يجب أن يتمكن اليأس منا ويزرع بداخلنا الخوف وتكسير العزيمة.
إننا بحاجة إلى صناعة الأمل من جديدة.. للتغلب على ما صاغه المتطرفون من دمار وقتل.. وتشويه صورة الإسلام.. بحاجة إلى صناعة الأمل لبناء ديارنا وزراعة أراضينا بالأشجار والورود بعد أن تم زراعتها بالقذائف.. بحاجة إلى صناعة الأمل لعودة مكانتنا وسط الأمم من جديد… نحتاج لصناعة الأمل لكي نفتت المعادلة البائسة التي صاغها الغرب وقاموا بتحضيرها في مختبر “المؤامرات السياسية” وفتتوا بها أوطاننا.