علي جمعة: العلم والجهل ليس بكثرة المعلومات وإنما بما يوصلك إلى الله
آمال طارق
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العلم والجهل ليس بكثرة المعلومات؛ وإنما بما يوصلكُ إلى الله.
وأضاف “جمعة” عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك أن أصل المعاصي الرضا عن النفس، وأصل الطاعات عدمُ الرضا عن النفس ومحاولة إصلاحها وعدم اليأس منها.
وتابع المفتي السابق، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، حتى لو تُبْتَ إلى الله مائة مرة.
وواصل: يعلمنا سيد الخلق المصطفى الكريم المجتبى الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم {إِنِّى أَسْتَغْفِرُ اللهَ فِى الْيَوْمِ مِائةِ مَرَة}، وهو قد غُفِرَ ما تقدمَ من ذنبه وما تأخر.
وأردف: وإنما ذلك لرسمِ الطريقِ إليه سبحانه، فيقول أَصْلُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوَةٍ الرِّضَا عَنِ النَّفْسِ؛ فإذا الإنسان لم يرض عن نفسه تخلص من حجابه وكُشِفَت له أسرار،
واستطرد: لكن يجبُ عليكَ أن تستمر في عدمِ الرضا عن نفسك أبدا إلى أن تَلْقَى الله، لا ترضى عنها بعد أن أَبَتْ إِلاَّ نَقْضَهَا، فإذا نقضت نفسها رضيتَ عنها فقد وقعتَ في المحظورِ الذي منه فَرَرْت.
وأشار إلى ما قاله أهلُ الله: مَثَلُ ذلك كَمَثَلِ مَنْ هَرَبَ مِن الْمَطَرِ فَوَقَفَ تَحْتَ الْمِيَزاب.
وأكمل: من هرب من المطر وهو رذاذ لطيف خفيف فوقف تحت الميزاب الذى يقوم بتركيز المياه عليه فوقع في المحظور بعد أن كان قد هربَ من خفيفِ المطر. أليس هذا بأحمق، قائلا: “لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ إِلاَّ الْحَمَاقَة أعْيَت مَن يُدَاوِيهَا”.
وأوضح أن النجاه إذن في مخالفة النفس، يقول و أَصْلُ كُلِّ طَاعَةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ عَدَمُ الرِّضَا مِنْكَ عَنْهَا، وَلأَنْ تَصْحَبَ جَاهِلاً لاَ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ عَالِمًا يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ.
ولفت إلى ما قيل: رُبَّ مَعْصِيَةٍ أَوْرَثَتْ ذُلاً خَيْرٌ مِنْ طَاعَةٍ أَوْرَثَت كِبْرًا، فإذا صَلَّيْت وَصُمْت وتَكَبَّرْت على خلق الله تكون مصيبة، فَلا يَدْخُل الْجَنَّة مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ْمن كِبْر.
واختتم كلامه بدعاء.. اللهم الطف بنا وتقبلنا على ما نحن عليه واعف عنا واستر عيبنا واغفر ذنبنا وشفع فينا حبيبك يا أرحم الراحمين.