«عهد التميمي».. المقاومة في ثوب الطفولة

تعرضت هي وعائلتها للضرب والإهانة والاعتقال، وحملت القضية الفلسطينية على عاتقها منذ نعومة أظافرها دون أن تبالي بما سيحدث لها، انضمت مع المقاومة الشعبية في مقاومة جنود الاحتلال الإسرائيلي مع «أطفال الحجارة».

إنها المناضلة الطفلة عهد التميمي، فتاة فلسطينية تنتسب إلى عائلة التميمي إحدى أشهر العائلات الفلسطينية بقرية النبي صالح غرب رام الله، حيث اشتهرت تلك العائلة بالمقاومة والتضحية السلمية.

تستقبل عامها الـ16 دون أن تمل من الدفاع عن أرضها المغتصبة، اشتهرت في فلسطين والعالم أجمع بشجاعتها وفدائيتها، واشتهرت أكثر حينما انتشر فيديو لها على موقع «اليوتيوب» وهي تصفع جنديا إسرائيليا على وجه.

عُرف عن عائلة التميمي حبها للمقاومة فتعرض والدها إلى الاعتقال ما يقرب من 9 مرات، أما والدتها فاعتقلتها سلطات الاحتلال 5 مرات وأخيها مرتين، بخلاف ما عانته من فقدان للعم والخال بسبب الاستشهاد، وأصبحت العائلة مستهدفة من الإعلام والسلطة الإسرائيلية.

نالت العديد من الألقاب والجوائز، أبرزها عندما كرمتها بلدية «باشاك شهير» بتركيا وأهدتها جائزة «حنظلة للشجاعة»، وتم استقبالها كالأبطال، وارتدى أطفال تركيون قمصانا مطبوع عليها صورتها، شعرت حينها بالفخر وبقدرتها على إيصال صوت السلام، ورسالة فلسطين.

تحزن عهد على فراق الراحلين، ولكنها تؤمن أن هذا هو المصير، فتقول: “بحزن بس شو بدنا نعمل، هيك الله كاتب لنا.. كل شىء فدا فلسطين”، فهي لا تنسى حينما اعتقل جنود الاحتلال أخيها الأكبر وناضلت وصرخت بوجوههم تسأل عنه، وكانت وقتها لم تتعد الـ12 عاما، كما لم تغفل ذاكرتها عند اعتقال أمها، التي زرعت في نفسها الصبر والجلد والشجاعة، وسجلت كاميرات التليفزيون حينها «عضتها» التى تركت أثرها على يد الجندي الإسرائيلي، واستطاعت أن تمنعه من اعتقال أخيها بمساعدة والدتها وعمتها.

فلا يمر يوم الجمعة دون أن تخرج مع عدد من أهالي القرية في مسيرات رافضة للمستوطنات ولوجود المحتل، باتت لا تخشى الاعتقال أو الاستشهاد، وتؤمن أن لهذا الحراك نتيجة، فتقول: «أؤمن أن فلسطين راح تتحرر»، وترى أن الخروج والتظاهر وسيلة قوية تعلن لإسرائيل أن هناك أجيالا قادمة محافظة على العهد، ومستمرة في النضال.

وفي فجر اليوم، الثلاثاء، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 12 فلسطينياً في الضفة بينهم الطفلة عهد التميمي، وتناقلت وسائل إعلامية إسرائيلية فيديو تظهر فيه التميمي وهي «تصفع» جندياً إسرائيلياً.

كما نشر والد عهد على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مشاهد لجنود الاحتلال لحظة اقتحامهم منزل العائلة لاعتقال عهد، ومصادرة كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير وأجهزة الاتصال الخاصة بهم، وقام الجنود بالاعتداء بالضرب على الجميع وتفتيش المنزل.