في ذكرى حادث المنشية …الإخوان يفشلون في قلب نظام الحكم وعبدالناصر يصمد أمام رصاص الإرهاب

كتب- احمد عبدالوهاب:
تحل اليوم الاثنين في 29 أكتوبر 1954، ذكرى لاصدار الرئيس الأسبق الراحل جمال عبدالناصر قرارا بحلّ جماعة الإخوان المسلمين، نتيجة محاولة اغتياله في ميدان المنشية بالإسكندرية، التي نفذها محمود عبداللطيف، أحد أفراد التنظيم السري للجماعة.
فلم تكن التسع رصاصات التي خرجت من مسدس محمود عبد اللطيف، لتصيب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أثناء إلقاء خطاب له في ميدان المنشية بالإسكندرية، يوم السادس والعشرين من أكتوبر عام 1954، لرباطة الجأش التي كان يتحلى بها الرئيس الراحل، وتردد الإخوان في تنفيذ تلك العملية. حتى صرخ عبدالناصر قائلا:”أيها الرجال فليبقى كل في مكانه”، فهى كلمات نطق بها عبد الناصر فور محاولة اغتياله، كي لا تفسد احتفالية الإسكندرية بجلاء آخر جندي بريطاني عن مصر.
فوقف صامدا لم تخفه الرصاصات ووقف أمام الحشود كالطود الشامخ، لكن ما وقع بعد الحادث من إعدامات بالجملة وبلا أي أدلة ضد كوادر الإخوان أفسد القوة التي ظهر بها عبد الناصر في وجه رصاصات الغدر، وصنع مجالًا كبيرًا للقيل والقال والإدعاء بأن محاولة الاغتيال كانت مسرحية.
ويعتبر حادث المنشية الاسم الذي عُرفت به تلك الواقعة وقت ذلك بين الصحف والإعلام، والتي وقعت في 22 أكتوبر 1954، أثناء إلقاء عبدالناصر خطابا جماهيريا بميدان المنشية بالإسكندرية في ذكرى ثورة يوليو، ليطلق عليه عضو الجماعة الرصاص في محاولة لقتله، إثر توقيعه قبل أيام من الحادث لمعاهدة الجلاء مع إنجلترا والتي تقضي بجلاء البريطانيين بالكامل عن مصر في غضون عشرين شهر من توقيع الاتفاقية، وانقضاء معاهدة التحالف التي كانت قد وقعت في لندن في عام 1936، وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية المصرية، طريق مائي له أهميته الدولية من النواحي الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية.
وفى ذلك الوقت تم إلقاء القبض على الإخواني منفذ محاولة الاغتيال الفاشلة، وفيما بعد جرت محاكمات لقيادات الجماعة انتهى معظمها بالإعدام، كما تصدر قرار حلّ الجماعة عناوين الصحف، ليصبح الثاني في تاريخها.
وقد ذكرت صحيفة الأهرام بعددها الصادر في 2 نوفمبر 1954، أن عامل بناء صعيدي يُدعى “خديوي آدم” وجد المسدس الذي حاول به الإخواني سالف الذكر اغتيال عبدالناصر، وسرعان ما سافر من الإسكندرية إلى القاهرة ليُسلم المُسدّس بنفسه إلى الرئيس بعد أسبوع من الحادث