كريمة الحفاوي تكتب _الحكومات تفتح أبواب بلادها للأوكرانيين أما اهل سوريا والعراق لا مكان لهم
بقلم الإعلامية _ كريمة الحلفاوي
إشتدت المعارك والحروب ففر الملايين ونزح ملايين وقتل الملايين ، هذا حال سوريا والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان وغيرها، وحين نزح وفر البعض من ويلات الحرب، صرخت أوروبا خوفا من استقبالهم .. واتخذت عدة دول قرارات شديدة ضد استقبال اللاجئين من الدول العربية والشرق الأوسط .. وأعلنها بعض القادة صراحة … البحر أولى بهم صور ومآسي لأطفال فقدوا في البحر وابتلعتهم الأمواج ، بكاء ونجيب لأسر تكافح الأمواج من أجل البقاء، وتقابلهم أوروبا بنيران حرس الحدود!! .
هل تذكرون تلك المشاهد المؤسفة؟! هذه الدول التي اعتبرت اللاجئين العرب والمسلمين كابوسا يجب التخلص منه ، حتى أن تركيا إبتزت أوروبا كلها بهذه الورقة، مشهد الخيام التي تجمع فيها اللاجئون.. الطقس السيء شديد البرودة الذي تسبب في موت أسر بالكامل ، صغار تجمدوا وفقدوا أعمارهم .. ولم يحرك العالم ساكنا، ألهذا الحد لا يرانا الآخرون ؟؟ هذا الآخر فتح أبوابه على مصراعيه لاستقبال الأوكرانيين.. فتحت الحكومات أبواب بلادها لاستقبال الأوكرانيين وأعدت لهم خياما مجهزة لإنهاء اوراقهم وتم اتخاذ قرارات سريعة وعاجلة لاستقبال النازحين ، واستقبلهم سكان الدول بالطعام والمؤن والأغطبة والملابس والحفاضات، حملات تطوع تجاوزت مئات الآلاف في أقل من ٢٤ ساعة، الجميع حضر ليساعد .. مسؤولون ومواطنون ، وكأن الأوكراني فقط هو الإنسان.. أما العربي فهو لا يرقى لجزء بسيط من تلك المعاملة .
حتى الناجي منهم وإن تم دمجه في المجتمع الاوروبي تظل معاملته مسار تقييم دائم ، فمتى يفيق العربي ويقدر أن الأولوية للعربي مثله ؟ متى نشهد وحدة عربية مثل تلك الأوروبية ؟ متى نحدد مكانتنا عالميا نحن بأيدينا.. وليس بيد الآخر .. الذي لا يرانا .. الذي يرى أن البحر أولى بلاجئينا..