لعنة «الأدوية الجنسية» تصيب إسرائيل.. والإضراب العام يشل الحياة
الانتهاك وسلب الحقوق يلحق بالإسرائيليين
يأتي الإسرائيليون اليوم ليشربوا من نفس كأس الانتهاك والتعسف وسلب الحقوق، ولكنهم يعانون من أنفسهم فأصحاب الشركات الكبرى يسلبون حقوق الموظفين الصغار، حيث قامت إحدى الشركات الكبرى بتسريح ما يقرب من 1750 موظفًا، مع نيتها فصل دفعة جديدة من الموظفين، وفي البحث أسباب هذا التعسف نجد أنها تتركز في صفقة “أدوية جنسية”.
فتشهد إسرائيل منذ صباح اليوم الأحد، حالة من الشلل التام في كافة مناح الحياة، بسبب إضراب عام وشامل في جميع المرافق الحكومية والعامة، وذلك تضامنا مع العاملين في مجمع شركات “طيبع” أو “تيفاع” للأدوية واحتجاجا على قرار إقالة 1750 موظف في الشركة وإغلاق ثلاثة مصانع لها في إسرائيل، والذي كان نتيجة صفقة أدوية جنسية أجهضت أرباح الشركة.
وبدأ الإضراب بقرار من نقابة العمال الموحدة «الهستدروت» من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية عشرة ظهراً في كافة المرافق الحكومية والعامة، وسيعطل العمل في مطار إسرائيل الدولي «بن غوريون» وفي الدوائر الحكومية والبنوك وشركات التأمين والبورصة والدوائر الصحية وجهاز المحاكم والنيابة العامة والسلطات المحلية، ويشمل الإضراب أيضا المعابر الحدودية بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر.
تظاهرات واحتجاجات
وتزامنا مع هذا الإضراب تشهد مدن مختلفة، تظاهرات وإغلاق مفترقات طرق، من قبل عمال مصنع “طيفع” ، احتجاجا على خطة التسريح التي اتبعتها الشركة، ففي القدس، تظاهر المئات من عمال الشركة على مفرق “غولدا مئير”، وتتواجد الشرطة في المكان لتنظيم حركة السير والحفاظ على النظام.
وقام المئات من موظفي شركة «طيفع» بتنظيم مظاهرات احتجاجية على قرار الشركة فصل الالاف من الموظفين بموجب خطة الاشفاء التي وضعتها الشركة، حيث قام المتظاهرون بإغلاق شارع رقم 57 في مدينة نتانيا ، اضافة الى ذلك تظاهر عدد من موظفي الشركة في مدينة أشدود على مفرق «هآورغيم»، كما قاموا بإغلاق احد الشوارع المركزية في المدينة.
وسيقوم موظفو الشركة بسلسلة من النشاطات الاحتجاجية بالتنسيق مع نقابة العمال في الأيام المقبلة في حال لم يتم اتخاذ قرار بتراجع الشركة عن فصل الموظفين فيها.
حالات الاستثناء
من جانبه قرر رئيس النقابة العامة «الهستدروت»، استثناء المواصلات العامة وحركة القطارات والتعليم الخاص ومؤسسة نجمة داود الحمراء للإسعاف من الإضراب ، فيما ستعمل المستشفيات وفقا للنظام المعمول به أيام السبت والأعياد.
وبالتوازي مع هذا الإضراب المقرر «لأربعة ساعات»، فسيتظاهر موظفو تيفاع في مناطق متفرقة في إسرائيل، أبرزها القدس، بيتاح تكفا «مركز»، أشدود والنقب «جنوب».
مطار بن غوريون
وحول الأوضاع في مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، والذي يشمله الإضراب أيضًا، أكد الإعلام العبري أن الرحلات المغادرة للمطار، ستنطلق قبل الإضراب لتقليص الضرر على المسافرين.
وتم إلغاء 7 رحلات بشكل إجمالي، إحداها لشركة أركيا للارنكا، رحلة لإيروفلوت لموسكو، 4 رحلات لويز إير، ورحلة للخطوط الجوية التركية”، وستستأنف الأعمال في المطار المذكور في الساعة 14:30، إذ أن الفحوصات الأمنية ستبدأ رأسا في الساعة 12:00، كما هو مقرر.
من هي “طيبع” ..وأسباب التعسف؟!!
وتعتبر شركة «طيبع» أو «تيفاع» من أكبر الشركات في إسرائيل وتعدّ أكبر مشغّل في السوق الإسرائيلي بـ6800 موظّف، ومن أكبر الشركات العالمية، ويقدر رأس مالها بأكثر من ستين مليار دولار أمريكي، حيث تمر بأزمة مالية حادة وتراكمت عليها ديون تُقدر ب 6 مليرات دولار في الربع الثاني من العام الجاري.
وهنا نتوقف قليلا حول أسباب هذا الإضراب، والقرارات التعسفيه الممنهجة بإسرائيل التي لم تقتصر فقط على انتهاك حقوق الفلسطينيين وانما تفاقمت لتصل إلى الإسرائيليين أنفسهم، فقال رئيس الهستدروت آفي نيسينكورن: «إن الشركة الإسرائيلية العملاقة لتصنيع الأدوية أعلنت أن 1,750 من موظفيها في إسرائيل زائدين عن حاجتها ضمن مخطط لإلغاء 14 ألف وظيفة في العالم خلال سنتين».
وأوضح نيسينكورن، الذي التقى إدارة تيفاع، أنه سيتم تسريح 1,250 موظفا في إسرائيل في 2018 و500 آخرين في 2019، وتمتعت شركة تيفاع بتخفيضات ضريبية بلغت 6,2 مليار دولار منذ العام 2006.
وكشفت الشركة التي يقع مقرها الرئيسي شمال شرق تل أبيب، عن خطة ضخمة لإعادة الهيكلة في مواجهة انخفاض أسعار الادوية النوعية المنتجة بدون براءة اختراع، وقالت:«إنها ستعلق توزيع الأرباح على حملة الأسهم العادية، ولن تدفع أيضا المكافأة السنوية لعام 2017»، مضيفة أنه سيصل تخفيض الوظائف إلى أكثر من 25% من العاملين في فروع الشركة على مستوى العالم، علما أنها تعد أكبر منتج عالمي للأدوية النوعية المنتجة بدون براءة اختراع.
وعن سبب هذه القرارات، فكانت بسبب الديون حيث اثقلت الشركة بالديون في أعقاب صفقة عملاقة كلفتها 40 مليار دولار استحوذت بموجبها على قسم الأدوية الجنيسة «الجينيريك» في شركة ايلرغان المنافسة العام الماضي، وتلاها انخفاض أسعار الأدوية الجنيسة عالميا خصوصا في الولايات المتحدة، التي تعد سوقا رئيسيا لهذا النوع من الأدوية.