متسرحوش العمالة
بقلم الإعلامية
كريمة الحلفاوي
الأزمات تكشف دائما معادن البشر، ليست مقولة عابرة لكنها واقع عشناه بسبب “كورونا” والتي كشفت على سبيل المثال عن وهم الأنظمة التي تعتبر نفسها ديمقراطية، وهي تختار من سوف يعالج ومن سيحرم من أجهزة التنفس ، يقررون من يبقى ومن يرحل بسبب المرض!!! هذا أحد أشكال الظلم ، ولكني لن أتحدث عنه، ففي واقع الأمر استوقفني ظلم آخر ، هو ما يحدث للعمال والطبقات الكادحة ولموظفي القطاع الخاص، كيف يمكن لرئيس شركه إستفاد من عماله وموظفيه ومن امتيازات تمنحها له الدولة حتى يجنب الملايين، أن يطلب بتقليل العمالة وتسريح بعضها أو أغلبها ؟! وكيف يطلب تقليل راتبه ؟! كيف له ألا يتحمل مسؤوليته وقت الأزمة ؟! .
وهل تصور شكل الحياة، في حال قام كل رجل أعمال بتقليل الرواتب أو تسريح عمالة ؟؟ سيجتمع الفقر والدين والمرض في أركان الدوله ، التي أساسها تلك الطبقة العريضة من العمال والموظفين، إذن كيف ستكون الأمور ؟ هل يضمن عدم ارتفاع نسبة الجريمة ؟ هل يضمن كم سيزيد الألم على تلك الأسر؟!.
الأمر لم يقتصر على رجال أعمال مصريين كونوا ثرواتهم بفضل أبناء مصر، لكن امتد أيضا لبعض أغنى رجال العالم ثروة والذي طالب بالتبرع لموظفيه؟!.
إذن أين المسئولية الاجتماعية والإنسانية؟! .
وفي واقع الأمر هناك مبادرات حكومية وفردية لإعانة أسر من المتضررين خاصة عمال اليومية والدليفري ممن أغلقت أعمالهم لأجل غير معلوم حتى الآن، أغلبهم يعول أسر كبيرة ، لكن هذا لايعفي أصحاب الأعمال من مسؤوليتهم، وإن لم يلتزموا بها طواعية، يجب أن تتدخل الدولة حتى لا تقع الكارثة، وعلى قدر كل الامتيازات التي حصل عليها هؤلاء الأثرياء ، يجب أن يقوموا بدورهم وقت الحرب، الجميع يجب أن يتكاتف ، من أجل بقاء الإنسانية، لا وقت للأنانية، فالمصير بات واحدا ، رفع الله عنا البلاء والوباء.