مصر لن تنسي الغزو الصدامي للكويت تاريخ مشرف للشعب المصري
عنتر أحمد
من بداية أزمة الاجتياح الغاشم وقف شعب مصر بأكمله إلي جانب القيادة السياسية المصرية وأيد بالإجماع تدخل الجيش المصري لمساندة ودعم الكويت بتقديم كل ما يلزم من الجنود والعتاد والشهداء من خيرت الجنود المصريين البواسل الذين استشهدوا أثناء عملية التحرير بعاصفة الصحراء صحبة اخواتهم الكويتين والعرب والدول الصديقة الذين قدموا أرواحهم هدية من أجل تحرير دولة الكويت الشقيقة 2 أغسطس 1990 اليوم المشهود ذكرى الخميس الدامي والتاريخ المشؤوم الخالد في ذاكرة دولة الكويت التي لم تنام في هذة الليلة العصيبة صحيت على فاجعة الغزو والاحتلال وصحت مصر العروبة والأمة العربية والعالم علي كارثة عربية إنسانية بكل المقاييس وبكل ما تحمل الكلمة من معاني الآلم والحسرة والغدر والخيانة، حينما استباحه اخ وجار شقيق دم أخوة في العروبة والإسلام وانتهك أرضه وعرضه واعتدى على ماله وممتلكاته الخاصة والعامة مرت 30 عام على فاجعة الاحتلال الأليم والعدوان الهمجي وكأنه البارحة الله لايعيدها أيام سواده، 209 يوم عاشتها دولة الكويت وأهلها في جحيم وعذاب دامي ، أيام صعبة مرت على كل الكويتين تحت الاحتلال الغاشم الذي كان حديث العالم، وكانت الدول العربية كعادتها منقسمة على نفسها حتي وهما يرون الحق، البعض منهم حايد الظالم، وناصر الباطل ضد الحق الكويتي ، ووقف الي جوار المحتل الغاصب .. ولكن كان على الجانب الآخر جانب مشرق مضيئ أخوة عرب مخلصين شرفاء وقوف إلي جانب الحق الكويتي ، فتحوا أبواب حدودهم ودولهم علي مصرعيها لاستقبال الإخوة الكويتين، وجيشوا الجيوش لمحاربة المحتل الغازي، ومساندة الكويت وأهلها الذين تعرضوا للقهر والظلم والاعتداء وكانت مصر الشقيقة الكبري للكويت صاحبة المواقف العربية المشرفة الحاسمة الدرع الواقي للكويت ، في طليعة الدول العربية المشاركة ، ورابع أكبر قوة عسكرية مشاركة في التحرير علي مستوى دول قوات التحالف من حيث عدد الجنود واللواءات والذي بلغ 35 ألف جندي مصري مقاتل استشهد منهم الكثير من الجنود المصريين الذين ارتوت دمائهم الذكية واروحهم الطاهرة أرض الكويت الطيبة لمناصرتها في حربها واستعادة حريتها وأرضها المغتصبة من يدي المعتدي الاثم.. مصر التي لم تبخل ولم تتخلي ولن تترك دولة الكويت شاركت منذ اللحظة الأولي بكل ما تملك من قوة سياسية وشعبية وعسكرية ومعنوية على رأس المدافعين عن الكويت إلى جانب الكثير من دول التحالف في مقدمتهم المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي وصل عدد الدول المشاركة في حرب تحرير الكويت فبراير 1990 الي 32 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لقد استحقت الكويت وشعبها الطيب البلد المعطاء التي مدت أياديها البيضاء للعالم بأثره من أقصاها لاقصاها عبر أبنائها ومؤسساتها الخيرية العريقة، استحقت وقفت وتضامن العالم اجمع معاها ومع عدالة قضية الكويت الوطنية، وأيضا لقيمة الكويت ورصيدها الكبير وتاريخها المشرف الذي امتد لمشارق الأرض ومغاربها نظرآ لعطائها الخيري اللامحدود مع الكثير من الدول الفقيرة. فأينما ذهبت واينما تواجدت واتجهت داخلياً أو خارجيا تجد شعاع ونور العمل الإنساني الخيري لدولة الكويت بارقة امل متجددة في تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية للبسطاء والمحتاجين والنازحين والأطفال المشردين حيث حولت المؤسسات الخيرية الكويتية في معظم بقاع الأرض اليأس إلي أمل جسد روح الأخوة الحقيقية التي تميزت بها دولة الكويت بلد الإنسانية، التي تعرضت في لحظة للغدر والخيانة ولاغتيال نفسي ومعنوي، شكّل إحدى الصفحات السوداء في تاريخ الكويت والأمة العربية ووصمة عار للغزو الصدامي الغاشم ستظل الكويت غالية على قلب كل مصرى، ندعوا الله العلى العظيم أن يرحم شهداء حرب التحرير الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وسالت دمائهم في سبيل تحرير الكويت وطن النهار التي سيظل بريقها وشعاعها نور يضئ العالم باثره، والمصريين والحكومة والقيادة السياسية المصرية سيظلون علي وعدهم لاشقائهم مسافة السكة وعلى العهد باقون في حماية أمن واستقرار ورفعة دولة الكويت الشقيقة ضد اي معتدى اثيم .. وستظل مصر والكويت نسيج واحد وقلب واحد وايد واحده لن تفرقهم اي مهاترات وأي ترهات صبيانيه لأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم المريضة، وسيظل ترابط البلدين عبارة عن جسد وكيان واحد متضامنين دائماً ومتحدين معا على السارة والضارة ضد كل من يتآمر ويتربص بوحدة وجمال ومتانة علاقة مصر بالكويت ولن ينجح الاعداء في زرع الفتنه بين الشعبين المصري و الكويتي