الطقس الأن

موجة شديدة الحرارة تجتاح المحافظات «شوارع خالية والخروج للضرورة القصوى»

خلت معظم الشوارع من المارة، أمس، بسبب ارتفاع درجة الحرارة واضطر الأهالى إلى الالتزام بالبقاء داخل المنازل وعدم الخروج منها إلا فى حالة الضرورة القصوى، فيما أكد الخبراء أن الرى صباحًا يؤدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة ١٧.٣٪، وحذروا من الرى أثناء الظهيرة خشية تبخر المياه، وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية عودة الموجة الحارة نهاية الأسبوع الجارى رغم انخفاض درجات الحرارة لنحو درجتين، أمس.

لجأ العديد من المواطنين إلى قضاء احتياجاتهم «ديليفرى» وأجلوا خروجهم من المنازل لشراء متطلبات المنزل إلى ساعات الليل بسبب ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة، وشهدت مدن ومراكز المحافظات ارتفاعًا كبيرًا فى درجات الحرارة، ووصلت درجات الحرارة المحسوسة إلى ما يزيد على ٤٤ درجة مئوية.
وشهدت محافظة أسوان ارتفاعًا فى درجات الحرارة على مدار اليومين الماضيين بعد حالة من عدم استقرار الأحوال الجوية حيث وصلت درجة الحرارة العظمى إلى ٤٥ درجة مئوية، وحرص المواطنون على عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس والتزموا منازلهم خلال فترة الظهيرة وحتى العصر وعدم الخروج إلى الشوارع تجنبا للتعرض لضربات الشمس والإجهاد الحرارى، فيما شهدت محلات العصائر والمرطبات إقبالًا كبيرًا من المواطنين للتخفيف من حرارة الطقس وشدة الحرارة مع ارتداء الملابس القطنية والخفيفة.

وتسبب ارتفاع درجة الحرارة فى الوادى الجديد فى خلو الشوارع من المارة، بعد أن بلغت درجة الحرارة ٤٥ درجة خلال ساعات النهار، واضطر الأهالى إلى الالتزام بالبقاء فى المنازل خشية الإصابة بضربة شمس، واعتمد عدد كبير من المواطنين على خدمات «الدليفرى» وطلبات «الاونلاين» للحصول على احتياجاتهم من السلع والمنتجات الغذائية وغيرها من الاحتياجات واللوازم الأسرية حتى الأدوية من الصيدليات.

وشهدت مدن ومراكز الأقصر ارتفاعًا كبيرًا فى درجات الحرارة والتى تتخطى حاجز ٤٢ درجة مئوية، ولجأ عدد كبير من الأهالى إلى الهروب من الطقس الحار إلى الشوارع الفرعية للسير فى الظل بعيدا عن أشعة الشمس كما نشطت حركة البيع لمحلات بيع العصير الطازج والمياه المثلجة.

ولم تؤثر ارتفاع درجات الحرارة على حركة السياحة حيث حلقت أكثر من ٤٠ رحلة بالون زينت سماء المدينة بعد الفجر وحتى مطلع الشمس ولم تتأثر الرحلات بحرارة الجو والتى استمتع بها أكثر من ١١٠٠ سائح من مختلف الجنسيات.

واستقبلت الغردقة وسفاجا المئات من السائحين الأجانب والمصريين يوميًا بالإضافة إلى عشرات اللنشات السياحية التى تقلهم إلى شواطئ الجزر البحرية والمحميات الطبيعية، هربًا من موجات الحر الشديدة التى تضرب المنطقة، والتى تجاوزت درجات الحرارة فيها ٤٥ درجة مئوية خلال الأسبوع الجارى.

من جانبها أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن انخفاض درجات الحرارة بقيم تصل إلى درجتين مئوية، مُحذرة من استمرار ارتفاع نسبة الرطوبة الأمر الذى يساعد على زيادة الإحساس بحرارة الطقس.
وقالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامى للهيئة العامة للأرصاد الجوية، إن الأيام الماضية وخاصة الأربعاء والخميس والجمعة تأثرت البلاد بالكتل الهوائية الصحراوية والقادمة من البحر المتوسط بجانب ارتفاع نسب الرطوبة فى الجو وهو ما يؤدى إلى الإحساس بارتفاع درجات الحرارة.

وأضافت «غانم» فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» بدأ انخفاض درجات الحرارة من أمس بقيم تتراوح من ٣ إلى ٤ درجات، ولكن مازالت نسب الرطوبة مرتفعة وهو ما يجعلنا نشعر باستمرار ارتفاع درجات الحرارة، لافتة إلى أنه ابتداءً من بعد غد، فمن المتوقع أن تبدأ درجات الحرارة فى الارتفاع مرة أخرى، لتتجاوز المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام بنحو ثلاث إلى أربع درجات مئوية، وقد تصل درجات الحرارة العظمى فى القاهرة الكبرى مع نهاية الأسبوع إلى ما بين ٣٨ و٣٩ درجة مئوية فى الظل وتصل درجات الحرارة المحسوسة إلى ٤١ درجة فى القاهرة، وتوقعت خلال الأيام المقبلة أن البلاد تشهد أجواء شديدة الحرارة نهارًا على أغلب الأنحاء، مع طقس حار ورطب على السواحل الشمالية، ومائل للحرارة ورطب ليلًا، خاصة فى الساعات الأولى من الصباح.

فى سياق متصل، أكد الدكتور محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ التابع لمركز البحوث الزراعية مصر أهمية اتباع تطبيقات البحوث العلمية للحد من تأثير الموجه الحرارة التى تشهدها البلاد حاليا على مختلف المحاصيل، مدفوعًا بظواهر مناخية إقليمية مثل ظاهرة النينو والاحترار المتوسطى.
وحذر من خطورة رى المحاصيل الزراعية سواء الحقلية أو البستانية وقت الظهيرة فى الموجات الحارة، مشيرا إلى خطورتها وعدم فعاليتها وذلك لتسببها فى فقدان المياه بسبب التبخر السطحى وقت الظهيرة، ما يؤدى إلى تبخر فورى للمياه المُضافة، قبل أن تتسرب لجذور النبات.
وأشار رئيس مركز معلومات المناخ إلى أنه فى ظل موجات حر متتالية خلال يوليو وأغسطس (درجة الحرارة وقت الظهيرة تجاوزت ٤٢ مئوية) أكدت النتائج أن الرى صباحًا أدى إلى زيادة الإنتاجية بنسبة ١٧.٣٪ وتحسن واضح فى نسبة العقد ونمو الثمار.

زر الذهاب إلى الأعلى