نيفين عصام تكتب : الإسفاف لغة العصر..!
عندما تكون من جيل ما قبل الفضائيات والإنترنت حين كان البطل الأوحد هو التليفزيون المصري الذى كان يجمع شمل الأسرة المصرية كطقس يومي مقدس ، نجلس امامه لنشاهد أروع البرامج التليفزيونيه الهادفه “عالم البحار” و “العلم والإيمان” و”نادى السينما” و “حياتي ” و “حكاوي القهاوي” وغيرها من البرامج الرائعة مع عمالقة تلك الفترة من كبار المذيعين والمعلقين.
لتصحو على كابوس فـ تجد ان هناك فجوة زمنيه رهيبه بين جيل تربى على القيم والمبادئ والأخلاق والترابط الأسرى ، وجيل الفضائيات والإنترنت الذى ينظر إليك كما لو كنت قادم من كوكب آخر وغير مواكب لأى تطور ويباغتك بعبارتة الشهيرة “انت قديم اوى”..!!
قالها عادل امام فى فيلم عمارة يعقوبيان ” نحن فى زمن المسخ ” فلم تعد القيم المجتمعيه التى نشأنا عليها لها اى قيمه وسط هذا الكم الهائل من الإسفاف والإنهيار الأخلاقى الذى نعيش فيه الآن ، واصبح الجيل الحالى ينظر لقيمنا ومبادئنا كأنها شعارات لا محل لها من الإعراب ولا تغنى ولا تثمن من جوع.. ! وأصبح الشباب يسعى للشهره ويتسارع لركوب “التريند” مهما كانت التضحيات والتنازلات كأقصر طريق للشهره وجنى الثروة ، فى عهد نبر وان وحمو بيكا وحسن شاكوش وغيرهم .!
فنجد الزوج الذى يظهر مع زوجته فى غرفة النوم ، والإبن الذى يتراقص مع امه ، والفتيات التى تتسابق لعرض مفاتنها أو عرض ملابسها الداخليه ، والألفاظ الخارجه والخادشه للحياء كنوع من “الروشنه” .
بيوتنا وحرماتنا اصبحت منتهكه بعد ان اصبحت مواقع التواصل وسيلة لهتك ستر البيوت وكشف العورات وتبرير القتل و “الردح” ، والترويج للدعارة والشذوذ ، والأفكار الغريبه..! والجميع يتسابق لركوب “التريند” لحصد الشهره والمال بأسهل وأسرع الطرق.!
إنها حرب شنعاء من الداخل والخارج للقضاء على قيم مجتمعاتنا العربية وهدم مبادئ الأسرة المصرية والعربية .. كيف تقنع جيل كامل وأخشى ان أقول الأجيال القادمه ان لكل مجتهد نصيب ، وان من جد وجد .! وان التعليم والتفوق هو السبيل الحقيقي للنجاح ، بعد أن اصبح الإسفاف والعري أسهل طريق لجنى الشهره والمال ، فى عصر انتش وإجرى واركب اول موجه فى سكة الأموال ..!! .
وخصوصا عندما تجد شركات شهيرة تتسابق لدعم هذا الإسفاف بمبالغ طائلة ، والبرامج التليفزيونيه تتسابق للحصول على لقاء مصور ، والمواقع الإخباريه تسعى للحصول على سبق صحفى ..!! .
مأساه حقيقه عندما تجد الجميع تخلى عن دورة الحقيقي فى نشر الوعي والثقافة والعلم الا من رحم ربي ، واصبح هو الآخر يتسابق لركوب التريند ..!! .
فتسأل نفسك “أروح لمين” على رأى الست..!