وسط كارثة تهدد باندثارها.. 7 محطات ترصد «بحيرة قارون»
«الصرف الصحي والتلوث» و«اختفاء الأسماك نهائيًا» أزمات تواجه بحيرة قارون – أكبر البحيرات الطبيعية في مصر – وتهدد باندثارها وفنائها، مما تسبب في تعالي أصوات الاستغاثة التي طرقت أبواب البرلمان.
ممارسات خاطئة
وفي البداية نسلط الضوء على ما تشهده البحيرة من ممارسات خاطئة، حيث تواجه فساد نوع الزريعة، وقلة العدد الذي يلقي في البحيرة، وتلوث المياه نتيجة الصرف الصحي للقرى المجاورة والمنشآت الحكومية والمنشآت السياحية التي تلقي مخلفاتها مباشرة بالبحيرة دون معالجة.
وأسفر اختفاء الأسماك من البحيرة عن هجرة الصيادين، حيث أصبحت البحيرة خالية من الأسماك ومراكب الصيد بعد أن كانت البحيرة مكدسة بالمراكب، لما تحمله من كافة أنواع الأسماك من بوري وموسى وجمبري الفيوم.
التحرك والأزمة
وفي خطوات متسارعة للسيطرة على الكارثة المهددة للبحيرة، بدأ وفد من لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بمجلس النواب بزيارة إلى محافظة الفيوم التقوا خلالها بالمحافظ الدكتور جمال سامي، للوقوف على أسباب الأزمة وكيفية السيطرة عليها، مطالبين الحكومة والمحافظة بخطة للنهوض بالبحيرة مرة أخرى حيث كانت فى الماضى من أفضل الأماكن المصدرة للثروة السمكية.
وحول أسباب اختفاء الأسماك نهائيًّا من البحيرة، قال المحافظ الدكتور سامي إن ارتفاع معدلات الملوحة هي السبب، حيث وصلت إلى ٤٢٪، مشيرا إلى أن ملوحة المياه سيتم معالجاتها، بإنشاء مصنع لاستخراج الملح، وهو ما يضيف بعدا جديد للاقتصاد القومى.
وقال المحافظ: «يوجد لدى المحافظة خطة لمعالجة المياه، لإعادة البحيرة لسابق عهدها»، مؤكدا ان المحافظة نجحت في تنقية المياه من الصرف وبالتالي تم القضاء علي الرائحة الكريهة.
محطات ميزت «قارون»
وأخيرا نتوقف على أبرز ما يميز بحيرة قارون رمز العزة والكرامة، ومصدر الثروة السمكية بشمال الصعيد والتي تلخصت في سبعة محطات:
1- بحيرة قارون هي أحد أكبر البحيرات الطبيعية في مصر وتوجد شمال محافظة الفيوم بصعيد مصر، تقع في الشمال الغربي من مدينة بني سويف غرب نهر النيل وتبعد عنه نحو 50 كيلومتر.
2- تعد من أعمق البحيرات حيث يوجد بها أماكن تصل أعماقها إلى 14م وأيضا بها أسماك تخص المياه المالحة وأيضا المياه العذبة، وتعد البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة.
3- – تبلغ مساحتها 330 كيلومتر مربع حاليا، وطولها 40 كيلومتر وعرضها نحو 7 كيلومتر، قلت مساحتها بسبب الجفاف عبر القرون، ومتوسط عمقها على 7.5 متر وأعمق مناطقها نحو 14 متر، ويبلغ طولها حاليا نحو 50 كيلومتر وعرضها نحو 12 كيلومتر.
4- تُعتبر من البحيرات الداخلية التي لا ترتبط بالبحر، وهذا ما يتطلب تغذيتها بالمياه بطرقٍ أُخرى، ويُعدُّ مصرفيّ البطس والوادي من المصارف الرئيسية التي تُغذيها، إلى جانب اثني عشر مصرفاً فرعياً، وكانت البحيرة تخزن المياه 6 أشهر وتمد الأراضي بالمياه ستة أشهر.
5- أعلنت من المحميات الطبيعية في مصر عام 1989، حيث تحتوي على مجموعاتٍ نباتيةٍ متنوعة، وتقصدها الطيور المهاجرة والمقيمة أيضاً، ويصل عُمق المياه فيها في أغلب الأماكن إلى سبعةِ أمتار والتي تكون مناسبةً للسباحة، ويُمكن لمحبي الصيد الاستمتاع عند زيارة البحيرة؛ لانّ فيها تنوعاً في أنواع الأسماك، حيث كانت تحتوي على بعض الأسماك التي تعيش في المياه العذبة، وأنواعاً من الأسماك التي تعيش في المياه المالحة.
6- تُعدُّ من أبرز الشواطئ الشعبية في مصر، حيثُ تُسمى هذه البحيرة بـ (مصيف الغلابة)؛ لسهولة الوصول إليها، وقلّة التكلفة المادية للقيام بجولةٍ على ضفافها، لذا يقصدها السكان في مصر على وجه الخصوص، وسكان الصعيد، وأهالي محافظة الفيوم، حيثُ تنتشر المراكب و(الكافتيريات)على شاطئ البحيرة.
7- وحول سبب ملوحة بحيرة قارون رغم أصلها النهرى، فإنها ترجع لتعرضها للبخر الشديد مما يؤدى لتركيز الأملاح بها، وكذلك ارتفاع نسبة الأملاح بمياه الصرف.
وفي النهاية نتساءل هل ستتمكن المحافظة والبرلمان من إعادة البحيرة لسابق عهدها؟!!.