وكيل النواب لـ”وفد الحوار الأمريكي-المصري”:” نمتلك أساس دستوري راسخ ا لحماية حقوق الإنسان وحرياته السياسية”
قال السيد الشريف، وكيل أول مجلس النواب، أن العلاقات المصرية الأمريكية عميقة ومتنوعة عبر التاريخ، وشهدت في الآونة الأخيرة تطوراً كبيراً للتعاون وامتداداً لآفاقه ليشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسي يتسم بالثبات والاستمرارية، وهو ما يطلق عليه الحوار الاستراتيجي لتحقيق التفاهم بين البلدين، وظل التنسيق والتشاور المصري الامريكي قائماً حول كافة قضايا المنطقة، فضلا عن مكافحة الإرهاب.
جاء ذلك في كلمته أمام وفد الحوار الأمريكي-المصري لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة الإنجيلية، بمقر البرلمان المصري، مؤكدا علي أنه إذ يثمن مجلس النواب العلاقات الإستراتيجية والآليات المتعددة التي يجري خلالها تناول العلاقات بين البلدين سواء على مستوى القمة أو الاجتماعات الوزارية أو تفعيل آلية الحوار الاستراتيجي أو الاجتماعات في إطار آلية 2+2 التي تضم وزيري دفاع وخارجية البلدين، حيث تصب جميعها في إطار تدعيم أواصر العلاقات واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، كما تسهم في مواجهة التحديات التي تعج بها الساحة الإقليمية، وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحة الدولية.
ولفت وكيل مجلس النواب إلي أنه تقديراً من مصر للعلاقات الاستراتيجية التي تسمح بتعظيم مساحة التلاقي بين مصالح الدولتين التي تقوم على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، تعددت الزيارات على كافة المستويات ،كما تعددت زيارات وفود الكونجرس الأمريكي إلى مصر، وكذلك قام الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب في أكتوبر 2017 بزيارة للكونجرس الأمريكي في إطار بحث العديد من الملفات التي تجمع البلدين، وتطلع مجلس النواب الى تعزيز العلاقات ؛بما يساهم في تحقيق المصالح المشركة وعلى رأسها استعادة الأمن في المنطقة ، حيث إن العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تعد إحدى ركائز تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط .
وتابع الشريف:” كعادته، دوماً، كان مجلس النواب المصري حريصاً كل الحرص على التواصل المستمر والحوار مع الباحثين والمفكرين ورجال الدين والشخصيات المؤثرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف شرح حقيقة التطورات التي تشهدها مصر على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، واستعراض أبرز إنجازاته التشريعية.
وواصل حديثه:” مما لا شك فيه أن ما أنجزته مصر من مشروعات تنموية وتشريعية في عام 2018 يندرج تحت خانة المعجزات، فقد حقق الاقتصاد المصري عدداً كبيراً من الإنجازات على المستوى الاقتصادي خلال الفترة التي أعقبت عملية الإصلاح الاقتصادي، والتي انطلقت مصر في تنفيذها منتصف عام 2016، وكان من أبرز التطورات استمرار انحسار التضخم وتراجع معدلات البطالة، وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي الأمر الذي يعزز قدرات البنك المركزي في تلبية طلبات الاستيراد، ويؤمن بيئة مناسبة لجذب مزيد من الشركات الأجنبية للاستثمار في مصر، وانعكست المؤشرات الاقتصادية الجيدة ، و التحسن في البنية التحتية وزيادة حجم الاستثمارات على معدلات النمو في البلاد، و هو ما يؤكد نجاح الاجراءات و الخطط التي تبنتها الحكومة المصرية و سعت اليها لتحقيق الاصلاح الشامل في كافة القطاعات .و بناء على هذه المؤشرات الاقتصادية العامة يتوقع البنك الدولي تراجع معدلات البطالة في مصر بحلول العام المالي 2020 إلى 9.5% ، وارتفاع معدلات النمو في البلاد إلى 5.8% كنتيجة للإصلاحات التي تركز على إعادة هيكلة الدعم ووصوله الى مستحقيه، إضافة إلى الإنجازات العظيمة فيما يخص البنية التشريعية الحاكمة للاستثمار حتى يتم الانطلاق من أرضية صلبة، فضلا عن التسارع الملحوظ في خطى الإصلاح للإجراءات المنظمة لأنشطة الأعمال في مصر التي تبعث على التفاؤل بالتزامنا برعاية ريادة الأعمال ،و تمكين مؤسسات القطاع الخاص .
ولفت إلي إن ما حققته مصر من إنجازات على المستويات الاقتصادية والتشريعية والأمنية والاجتماعية مرجعه وجود قيادة سياسية تمتلك نظرة ثاقبة ورؤية أمينة للدولة، وشعب أمتلك إرادة التطوير والبناء ولهذا، أتمنى استمرار وزيادة دعم الولايات المتحدة الأمريكية لمجمل الجهود الجارية في مصر نحو الانطلاق على مختلف الأطر السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والأمنية
في السياق ذاته أكد علي أن الواقع إلى وجود العديد من المبادرات الأكاديمية والكنسية ومن بعض منظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، لمحاولة تغيير الصورة النمطية والسلبية عن الدول الإسلامية عامة، ومصر بخاصة، ونقل صورتها الحقيقية، وسيرا على النهج ذاته نطالب الكنائس ومنظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية بممارسة المزيد من الضغوط والتأثير على مؤسسات صنع القرار الأمريكية ممثلة في الكونجرس بمجلسيه والإدارة الأمريكية؛ لمساندة عمليات الإصلاح والتنمية الشاملة التي تقودها مصر، ونقل الصورة الحقيقية للدولة المصرية، دون شطط أو تعميم أو تهويل لملف التوتر الطائفي، حيث تمتلك مصر أساساً دستورياً راسخاً لحماية حقوق الإنسان وحرياته السياسية ومبادئ المواطنة وسيادة القانون، ومنع صدور أية إدانات أو تقارير تسيئ للحكومة المصرية وصورتها، أو تهدد حجم المساعدات التنموية والعسكرية المقدمة لمصر التي تلعب دوراً رئيساً في عملية التنمية المستدامة بها، والحفاظ على أمنها واستقرارها، ودورها الرئيس والرائد في المنطقة، ونؤكد أن المسجد والكنيسة جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية نسعى من خلالهما لبناء مجتمع العدالة، كما أنهما جزء أصيل من ضمير الأمة المصرية، وشرياناً تبنى من خلاله جسور المحبة والحوار مع المجتمع والآخر.
وواصل حديثه أيضا:”دعونا نتفق أن وسائل الإعلام، بشتى صورها، أصبحت تستخدم الصورة الذهنية للتعبير عن وجهة نظر معينة، سواءً تعلقت هذه الصور بالأشخاص، أو المؤسسات، أو الدول أو المجتمعات، عبر ترسيخ تصور أو الغائه، أو تغييره من سلبي لإيجابي أو العكس، حيث أصبح الاعلام في الآونة الأخيرة محركاً أساسياَ لمجريات الأحداث الدولية، وعاملاً لنشر الأفكار في المجالات كافة، وقد وصلت الدول الكبرى في العالم إلى ما هي عليه بفضل توظيفها لوسائل الإعلام كأسلوب لخدمة مصالحها، ونشر سياستها على المستويين الداخلي والخارجي، وننوه هنا بحتمية وضع ميثاق شرف إعلامي تلتزم به وسائل الإعلام في كلا الجانبين بتحري الدقة والصواب في أي معلومات تبثها بشأن الدولة الأخرى ومواقفها وسياساتها، وتصحيح الكثير من أوجه الصورة النمطية السلبية عن الآخر؛ وصولا الى الحقائق، دون غيرها؛ والتصدي لكافة محاولات تشويه صورة الآخر والتقليل من شأنه، وقد عملت الدولة المصرية بكافة مواردها ومقدراتها على تصحيح تلك الأفكار المغلوطة والمفاهيم الملتبسة على كافة الأصعدة، ونشر مبادئ المواطنة وسيادة القانون بين أبناء الوطن، والتصدي لكل من تسول له نفسه استغلال الدين في إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.