fbpx
تقارير وملفات

الصحفيون يستقبلون 2018.. بتوديع إبراهيم نافع

مع أولى ساعات العام الجديد، بعد معاناة مع المرض، فقدت مصر بطل معركة تحرير الصحافة الكاتب الكبير إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، ونقيب الصحفيين الأسبق، عن عمر ناهز الـ 84 عاما، بمستشفي ميديكلينيك بالإمارات العربية المتحدة.

قالوا عنه

«كان من حقه علينا أنه يعيش أيامه الأخيرة في مصر» كانت هذه كلمات الكاتب الصحفي كرم جبر عن وفاة هذه القامة العريضة في الصحافة المصرية، خلال مداخلة هاتفية بأحد البرامج التليفزيونية اليوم الاثنين.

وأضاف جبر: «مصر كلها هتخرج تشيعه، وكل تلاميذه اللي ظلموه هيشيعوه إلى مثواه الأخير»، مشيرًا إلى أن «نافع» هو بطل معركة تحرير الصحافة.

«سيبقى مثالا نقابيا يُحتذى به فى العمل النقابى» بهذه الكلمات نعى حسين الزناتى السكرتير العام المساعد لنقابة الصحفيين، الكاتب الصحفى الراحل، قائلا:  «إن الصحافة المصرية فقدت بوفاة «نافع» قامة صحفية كبيرة، حفرت لها عبر السنوات تاريخا لن تنساه الأجيال التى عاصرته على المستويين الصحفى والمؤسسى للأهرام، وفى التاريخ النقابى للصحفيين، إذ امتاز بعقلية اقتصادية لم تشاركه فيها قيادات أخرى تولت مسئولية إدارة مؤسسة الأهرام قبله، وهو من حولها من جريدة كبيرة إلى مؤسسة أكبر».

وأشار السكرتير العام المساعد لنقابة الصحفيين، إلى أن إدارة إبراهيم نافع امتازت بالهدوء القائم على الثقة فى النفس، وفاعلية أفكاره وقوة شخصيته والقدرة على احتواء كل الاتجاهات والآراء مهما اختلفت معه على المستوى السياسى، واستيعابها بما يحقق الصالح العام لكل العاملين بالمؤسسة، وكل أعضاء النقابة، فكان يتعامل دائما مع النقابة باعتبارها بيتا لكل الصحفيين، مشددا على أن جموع الصحفيين لم ولن ينسوا له معركته الكبيرة التى قادها عندما كان نقيبا ضد القانون 93 لسنة 1995 الذى كان يسعى لتكبيل الصحافة وحبس الصحفيين.

«مثالا للنضال»

وفي ذات السياق نعى الاتحاد العام للصحفيين العرب، الكاتب الكبير إبراهيم نافع، الرئيس الأسبق للاتحاد، وأكد في بيان له اليوم، أن «نافع» كان مثالا للنضال والشجاعة في الدفاع عن الحريات ومهنة الصحافة وكرامة الصحفيين والقضايا العربية، كما نجحت نقابة الصحفيين المصريين في عهده في إسقاط القانون رقم 93 لسنة 1995 الذي كان يهدف إلى تقييد حرية الصحافة بشكل غير مسبوق، كما تميز على الدوام بالأخلاق الرفيعة والصراحة والود مع جميع زملائه.

وقال الاتحاد: وفاة الأستاذ إبراهيم نافع خسارة كبيرة للصحافة المصرية والعربية”، متقدما بخالص تعازيه إلى الأسرة الصحفية المصرية والعربية وأسرة الفقيد، داعيا الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

إبراهيم نافع قيمة وقامة صحفية كبيرة، له بصمات واضحة، وكان قائد معركة التصدي للقانون 93، وهو قانون حبس الصحفيين احتياطيًا.. بهذه الكلمات نعى جمال عبدالرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين، إبراهيم نافع.

وأضاف: كان أول من شغل منصب رئيس اتحاد الصحفيين، وله مواقف محترمة تجاه الجماعة الصحفية بالكامل، وهو الذي شيد مبنى النقابة إثر انتخابه نقيبًا للصحفيين، واختتم نعيه قائلا: سنقيم له حفل تأبين كبير في شارع عبدالخالق ثروت، ومصر كلها هتخرج تشيعه، بما فيهم تلاميذه اللي ظلموه.

سيعود غدا

وحول عودة جثمانه، قالت الكاتبة الصحفية علا بركات زوجة الكاتب الصحفي الراحل: «إن جثمان الكاتب الراحل سيعود إلى مصر غدًا الثلاثاء، على متن الطائرة القادمة من أبوظبي إلى القاهرة»، مشيرة إلى أنه جار إنهاء كافة الإجراءات بالمستشفى، التي كان يتلقي فيها الكاتب الراحل العلاج، تمهيدًا لعودة الجثمان إلى أرض الوطن.

وقالت «بركات» في تصريحات صحفية: «إن الجثمان سيغادر أبوظبي على الطائرة المتوجهة إلى القاهرة في الساعة الحادية عشر صباحًا بتوقيت الإمارات»، لافتة إلى أنه لم يتحدد حتى الآن موعد الجنازة أو العزاء الخاص بالكاتب الصحفي الراحل.

آخر كلماته

وكانت آخر كلمات الكاتب الكبير قبل دخوله في غيبوبة إنه لا يستطيع تحمل الغربة ويريد العودة إلى مصر، حيث قال: «كده كفاية غربة وأتمنى أن أعيش أيامى الأخيرة فى بلدى».

كان الكاتب الراحل، توفي في الساعات الأولى من صباح الاثنين، بإحدى مستشفيات دبى بالإمارات العربية المتحدة بعد صراع طويل مع المرض، وخلال السنوات الماضية أجري له عدة عمليات جراحية، سواء فى فرنسا أو دبى كانت آخرها استئصال 70% من البنكرياس، وذلك لإصابته بأورام سرطانية.

هدايا الأهرام

وكان نافع قد غادر البلاد عام 2012، بسبب قضية «هدايا مؤسسة الأهرام» التي كان يخضع بسببها للمحاكمة أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بعابدين، مع 3 آخرين من الرؤساء السابقين لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، حيث كانوا متهمين بارتكاب وقائع تمثل إضرارا بأموال المؤسسة بقيمة 268 مليونا و121 ألف جنيه، من خلال تقديم هدايا باهظة الثمن على حساب المؤسسة، لعدد من المسئولين السابقين في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

وأصدر المستشار يحيى جلال مساعد وزير العدل لشئون جهاز الكسب غير المشروع، قرارًا بضبط وإحضار الكاتب الصحفي للتحقيق معه فيما نسب إليه، إلا أنه قد غادر البلاد، وبعد فترة من قرار جهاز الكسب غير المشروع صرح الكاتب الصحفي، أنه سيعود إلى مصر بعد انتهاء علاجه، وأنه مستعد لأي سؤال من أي جهة، ولا يخشى سوى أن يحال بينه وبين العلاج.

وفي الأيام الماضية خاطبت زوجته المسئولين في مصر، للسماح له بالعودة إلى مصر على أن يحاكم من منزله وألا يوضع بالسجون وخلال المفاوضات بين أسرة نافع والمسئولين، توفي الكاتب الصحفي في اليوم التالي بعد إعلان المحكمة تأجيل القضية لـ26 فبراير المقبل.

إبراهيم نافع في سطور

• ولد الكاتب إبراهيم نافع سنة 1934 بمحافظة السويس، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1956 من جامعة عين شمس.

• انخرط في العمل الصحفي بعدة مؤسسات بعد تخرجه، حيث عمل بوكالة رويتر، ثم محررا بالإذاعة، ثم محررا اقتصاديا بجريدة الجمهورية ثم رئيسا لقسم الاقتصاد بجريدة الأهرام فمساعدا لرئيس التحرير.

• وفي عام «1979 – 2005» شغل نافع منصب رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام ورئيس تحريرها.

• كان نقيباً للصحفيين لدورات متتالية.

• شغل منصب رئيس الاتحاد الصحفيين العرب في الفترة من 1996 حتى 2012.

• أجرى أحاديث صحفية مع العديد من الرؤساء والملوك ورؤساء الوزارات، وله مقالات كثيرة معنية بقضايا قومية وعالمية في مجال السياسة والاقتصاد.

• له عدة مؤلفات منها (رياح الديمقراطية) و(سنوات الخطر) كما ترجم كتاب (شركاء في التنمية).

المغردون ينعون

وفي حزن شديد، استقبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاة الكاتب الراحل، حيث تصدر هاشتاج «#ابراهيم_نافع» ترند «تويتر»، مودعينه بكلمات حزن ووسط سيل من الدعوات بالرحمة توالت التغريدات ومنها:

بواسطة
منارة جمال
زر الذهاب إلى الأعلى