fbpx
أهم الأخبارتقارير وملفات

كانت ستغير مجريات الحرب.. ماذا تعرف عن ثغرة الدفرسوار؟

تقرير – محمد عيد:

بدأ تفكير إسرائيل في إحداث الثغرة بعد رصد طائرة استطلاع أمريكية وجود ثغرة بين الجيش الثالث في السويس والجيش الثاني في الإسماعيلية حيث قامت بتكليف 3 مجموعات عسكرية تحت قيادة شارون يوم 14 أكتوبر أعدت اسرائيل حوالي 540 دبابة و2000 مظلي لإحداث الثغرة في المنطقة التي تفصل الجيش الثاني المصري عن الجيش الثالث المصري على امتداد شرق قناة السويس.

بدأ الإسرائيليون أولى محاولات إحداث الثغرة في 15 أكتوبر 1973 في منطقة الدرفرسوار بهجوم قوات شارون على منصات صواريخ الدفاع الجوي المصري لتقوم المدفعية المصرية برد الهجوم.

اشتبك الجيش المصري مع القوات الإسرائيلية لتنشب أشد معارك الحرب حيث استمرت لمدة يومين كاملين بمنطقة المزرعة الصينية وشهدت المعركة قتال عنيف للغاية من الجانبين تمكنت فيها القوات المصرية من إحداث خسائر ضخمة بالجانب الإسرائيلي.

في 17 أكتوبر اندلعت اشتباكات جديدة عنيفة في المزرعة الصينية بعد إسقاط إسرائيل لوحدة مظلات بهدف تشتيت القوات المصرية في القتال وفي نفس الوقت أرسلت سرية استطلاع هدفها الوصول لمياه القناة وإنزال جسر بها.

نجحت إسرائيل في إقامة جسر في مياه القناة بعد استنزاف القوات المصرية في معارك المزرعة الصينية ليبدأ تدفق القوات الإسرائيلية إلى غرب القناة عبر الجسر لتصل لغرب القناة في صباح 18 أكتوبر.

أراد الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان الجيش سحب عدة فرق وألوية من شرق القناة لغربها للتصدي للقوات الإسرائيلية.

لكن السادات وأحمد اسماعيل وزير الدفاع رفضا هذا الاقتراح.. وفضلا الاشتباك بالقوات المصرية الموجودة غرب القناة دون أن يتم سحب أي قوات من شرق القناة.

رغم تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث المصري لكن كان إسرائيل تواجه خطر تطويق القوات المصرية لها هي الأخرى ما ينذر بحدوث خسائر هائلة وفادحة لكلا الطرفين قد لا يكونا قادرين على تحملها.

ازداد تدفق القوات الإسرائيلية يومي 18 و19 أكتوبر حتى تم تطويق الجيش الثالث في السويس وتحاول إسرائيل الاستيلاء على مدينتي الإسماعيلية والسويس يوم 20 أكتوبر اعتمادًا على قواتهم في ثغرة الدفرسوار.

تصدت مصر للهجوم الإسرائيلي وتمكنت قوات الصاعقة من إلحاق خسائر ضخمة به في الإسماعيلية والسويس خلال أيام 20 و21 و22 أكتوبر بعد معارك ضارية كما شاركت قوات الدفاع والمقاومة الشعبية في التصدي للهجوم الإسرائيلي.

تراجع الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه التي كان بها قبل اتجاهه للاستيلاء على السويس والإسماعيلية بعد تكبده خسائر فادحة للغاية.

نجحت إسرائيل في نهاية يوم 24 أكتوبر من حصار الجيش الثالث الموجود شرق القناة وعزله عن مركز القيادة وتدمير وسائل العبور من كباري ومعديات.

ساهمت القوات الجوية الإسرائيلية والتفوق العسكري في المعدات العسكرية الإسرائيلية في إحكام قبضتها على منطقة الدفرسوار وفصل الجيش الثالث تمامًا عن باقي الجيش.

لكن في نفس الوقت كان الجيش الإسرائيلي في الدفرسوار يعاني من خسائر ضخمة نتيجة معارك السويس والإسماعيلية بعد فشله في الاستيلاء عليهما.

في يوم 28 أكتوبر اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار وأن يبقى الوضع كما هو عليه لحين إجراء مباحثات بينهما، تم إجراء مباحثات بين الطرفين نصت على انسحاب الجيش الإسرائيلي من ثغرة الدفرسوار وإنهاء حصار الجيش الثالث في مقابل عدم تعرض الجيش المصري لها خلال عملية الانسحاب.

لم يتم فك الحصار عن الجيش الثالث المصري إلا بعد مباحثات الكيلو 101 حيث انسحبت القوات الإسرائيلية في يناير 1974 لتنتهي ثغرة الدفرسوار وتنتهي معها الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى