fbpx
اخترنا لكاقتصاد وبنوك

“ليبتون”.. البقال الذي أصبح امبراطور الشاي

إذا كنت من هواة احتساء الشاي أو لا، فبالتأكيد ستعرف اسمه، لأنه صار مرتبطا بأكثر المشروبات شعبية في العالم .. إنه اسم “ليبتون”، الذي تجاوز مجرد كونه علامة تجارية لمنتج شائع، لكنه صار قرينا بالكثير من مناسباتنا السعيدة والحزينة، بل وبمعظم أوقات حياتنا اليومية.

وخلف انتشار اسم “ليبتون” في العالم قصة استثنائية لرجل أعمال ثري ورياضي استطاع ان يحول اسمه إلى أسطورة خالدة.

وقد استعادت “بي بي سي” في تقرير لها قصة نجاح هذا الرجل، الذي يدخل اسمه بيوت العالم بلا استئذان. ولد “ليبتون” عام 1848 من أب هاجر عبر البحر الآيرلندي، وتعلم “ليبتون” الدرس الأول في تجارة التجزئة من والده الذي أسس متجرا صغيرا، وعندما كان “توماس” طفلا في العاشرة من عمره، كان يلتقط السلع الغذائية التي تتساقط من السفن في الموانئ، وهو ما أبهر البحارة والعمال.

في الخامسة عشرة من عمره، عمل الصبي “توماس ليبتون” على متن سفينة بخارية، وبعد ذلك بعامين، تمكن من جمع أموال تكفيه للسفر إلى أمريكا، وحصل هناك على عدد من الوظائف مثل العمل في صناعة التبغ وزراعة الأرز.

عاد “توماس” بعد ذلك بخمس سنوات إلى “جلاسكو” باحثا عن الثروة والنجاح وفي جعبته المهارة والتدريب والرؤية، ورغم أنه كان لا يزال في مطلع العشرينيات من عمره، إلا أنه امتلك أول متجر خاص به تحت اسم “ليبتون ماركت”، الذي افتتحه في “جلاسكو” عام 1871، مستغلا جميع مدخراته لبيع منتجات البقالة.

وبحلول عام 1880، توسع “ليبتون” بتجارته لتصل إلى 200 فرع لمتجره في مناطق مترامية الأطراف في بريطانيا ومستعمراتها، وفي أوائل ديسمبر عام 1881، كانت سفينة بخارية تحمل على متنها شحنة استثنائية من أمريكا إلى بريطانيا.

وتتمثل هذه الشحنة في “الجبن” الذي حول متاجر “ليبتون” إلى مناجم للذهب، فقد كان كان ينتظره الكثيرون ويصطفون بالمئات أمام متاجره حتى أن رجال الشرطة كانوا يجدون صعوبة في تنظيمهم حتى يظهر عليهم “ليبتون” وهو يقطع شرائح هذه السلعة الرائجة. رغم كل هذا النجاح، كان “ليبتون” دائما يسعى إلى بلوغ الخطوة التالية في أنشطته التجارية، وكانت هذه الخطوة عبارة عن سلعة ارتبطت باسمه حتى يومنا هذا..ألا وهي “الشاي”.

كان الشاي سلعة ثمينة للغاية بل إن قيمتها كانت تتجاوز الذهب – بنفس الوزن – وكان يعبأ في علب مزخرفة قابلة للغلق، ولكن بحلول منتصف القرن التاسع عشر، انهارت أسعار الشاي وسرعان ما أصبح المشروب الرائج لدى الطبقة المتوسطة في عصر الملكة “فيكتوريا”.

كانت البداية عندما سافر “ليبتون” في مايو عام 1890 إلى سريلانكا لشراء أول محصول شاي لمتاجره، واستطاع “ليبتون” عقد صفقات مع المزارعين لتوريد الشاي إليه بأسعار تنافسية أفضل من المتاجر الأخرى.

كما اعتمد  “ليبتون” على فكرة جديدة بأن يكون مذاق الشاي موحدا مع تعبئته بشكل فريد يحافظ على مذاقه طازجا دون أي تغير حتى بعد شرائه من المتجر، وبحلول ذلك الوقت، كانت متاجر “ليبتون” تقع في أفضل الشوارع الأنيقة في لندن، ودخل “طوماس” نفسه إلى دائرة المجتمع الراقي في حقبة الملكة “فيكتوريا”. وحصل “ليبتون” لاحقا على لقب “سير” من ملكة بريطانيا، وانضم إلى أعلى طبقة في البلاد.

وفي عام 1898، طور هيكل شركته، وامتلك لنفسه الهيمنة كما أصبحت لديه ثروة بحوالي 120 مليون جنيه إسترليني (حوالي مليار جنيه إسترليني حاليا). وكان وجهه ومشاركاته الرياضية في بريطانيا توضع على منتجات الشركة، وكان الجميع يريدون التقاط صور بجانبه كواحد من المشاهير. توفي “طوماس ليبتون” عام 1931 بعد أن بنى علامة تجارية لا يزال صيتها ذائعا حتى الآن.

بواسطة
محمد عيد
زر الذهاب إلى الأعلى