fbpx
الرأي

حنان أبوالضياء تكتب: قالها العرب

تهويد القدس تلك الفزاعة التى ترهبنا بها أمريكا بين الحين والأخر؛ ومع كل أنتخاب رئيس أمريكى جديد  تصبح بمثابة وعد بلفور الأمريكى للوبى الصهيونى ؛ ولكن مايلبث الوعد أن يصبح كلام للأستهلاك الأنتخابى ؛ولكن عاشق الأكروبات دونالد ترامب أراد تقديم عرض يبهر به ذلك اللوبى  فأعلن عن نيته بنقل السفارة الأمريكية الى القدس وهو الأمر الذى يعد أعترافا على أرض الواقع بأن القدس عاصمة أسرائيل ؛ ولكن ما حدث من دونالد ترامب هوتحصيل حاصل فالكونجرس الأمريكي منذ عام 1995 صدق على قانون JERUSALEM EMBASSY ACT الذي ينص على أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة إسرائيل ويدعو إلى نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس. ولقد كرر ترامب هذا الالتزام،المفهوم ضمنين . وبالطبع مالبث أن ظهرت على الساحة مبررات عدم  النقل فى الوقت الحالى والتأجيل لأن أمريكا ذاتها مع كل الخنوع العربى لن تعرض سفاراتها فى العالم العربى والأسلامى للخطر ؛لأن الشعوب لم تعرف التطبيع بعد؛ وبالتالى لم يكن غريبا خروج  وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” ليؤكد أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس لن يتم قبل عامين.وللأسف أن وسط هذا الصخب حول القدس يفجعك  عمالة بعض العرب والمتمثلة فى الكاتب والصحفي الكويتي الشهير، عبدالله الهدلق، فمن خلال مناظرة عن التطبيع مع إسرائيل، بثت على تلفزيون “الراي” الكويتية، وأستغلتها المواقع الإسرائيلية بشكل كبير وصالت وجالت بنشر  رأيه بإن إسرائيل دولة مستقلة ذات سيادة، لها وجود، ولها مقعد في الأمم المتحدة. ولا وجود لفلسطين أبدا إلا في مخيلة الحالمين. والعجيب أن الكاتب شدّد على أن أسرائيل أكثر الدول المحبة للسلام والديموقراطية ويعلل وجهة نظره بأن  إسرائيل تملك من المراكز العلمية والجامعات ما لا تملكه أعتد الدول العربية؛ لذلك فدولة إسرائيل هي دولة وليست منظمة إرهابية؛دولة شرعية أخذت شرعتيها من مكانتها في الأمم المتحدة؛ والأغرب أنه مصر على إن إسرائيل ليست “كيانا مغتصبا ؛ووصلت وقاحته الى الباس الباطل ثوب الحق بالأشارة  إلى القرآن والآية رقم 20 من سورة المائدة ليثبت أن بني إسرائيل لهم الحق فى الأرض المقدسة (وإذ قال موسى: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)”. وأستكمل شهادته الحقيرة  بأن لا وجود لفلسطين أبدا إلا في مخيلة الحالمين. وبالطبع وصفت مواقع ومعاهد إسرائيلية عبدالله الهدلق بأنه “وكيل الدفاع الأقوى عن إسرائيل في الشرق الأوسط”.الأزمة ياسادة هى أن هناك من العملاء من يقدمون عمالتهم على طبق من فضة للصهاينة ؛ والأعلام الصهيونى يجيد أستخدام تلك الهدايا وأبرازها للتأكيد على الكيان الأسرائيلى ؛ وماحدث فى الأيام الماضية من شجب ورفض وصيحات ضد تهويد القدس  لن يخرج كالمعتاد عن طوق الحناجر ؛فلا مواقف جادة وحقيقية ؛ فمن لايملك قوته  لايملك حريته ؛عودوا الى سكونكم من جديد الى أن يجئ رئيس أمريكى أخر ويدغدغ حلم الصهاينة بتهويد القدس ؛ثم يعيد حساباته  لتعاد الكرة من جديد وكأنها لعنة سيزيف على العرب والصهاينة سواء !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى