fbpx
مصر القديمة الفرعونية

أسرار وخفايا عن الملكة كليوباترا

الملكة كليوباترا تعبر من أهم ملوك مصر الفرعونية، كونها كانت أغنى ملوك البحر المتوسط إضافة لكونها الامرأة الأكثر نفوذا في تلك الحقبة.
وكما هو الحال مع معظم روايات التاريخ التي دونت دائما لصالح المنتصر، فإن لكليوباترا مجموعة من الخرافات المنتشرة، ولذلك حان الوقت لفصل الحقيقة من الخيال وذكر حقيقة الملكة كليوباترا كما أوضحهم موقع “ذا ريتشيست” في 10 نقاط.

قتلت كليوباترا خلال حياتها التي امتدت لأقل من أربعة عقود العديد من أفراد أسرتها، ويبدو الأمر وحشيًا عند العلم انها فعلت ذلك حفاظًا على سلامتها وعرشها، وتظهر العديد من الأفلام الوثائقية كليوباترا أن لها قلب قاتل وبارد. ولكن خلافا للاعتقاد الشائع، يتفق العديد من المؤرخين أن كليوباترا لجأت فقط إلى القتل عندما ثبت أنه ضروري للغاية وأن اسرتها كانوا سيقتلونها أن لم تفعل هي ذلك اولًا.

بحسب الروايات، حزنت كليوباترا بشدة على موت حبيبها ماركوس أنطونيوس إضافة إلى خوفها من تقديمها كغنيمة نصر للرومان المنتصرين، فقتلت نفسها عن طريق لدغة ثعبان. ومع ذلك، كثير من الباحثين أكدوا أن طريقة الموت هذه قد لا تكون في الواقع دقيقة وأنه يوجد القليل جدا من الأدلة الأثرية والوثائقية لكى تساعد في العثور على الحقيقة غير قابلة للجدل والشك وما ينفى تلك القصة أن المصريون كانوا معروفون بمعرفتهم الكبيرة بالطب ومعالجة السموم. وعلماء مثل كريستوف شايفر وخبير السميات ديتريش ميبس لهم نظرية أخرى ؛ حيث ادعو أن الملكة المصرية العظيمة سممت نفسها باستخدام خليط من الأفيون والشوكران وخانق الذئب وهو مزيج قاتل غير مؤلم وسريع المفعول.

رغم أن الجميع يحب الطابع الرومانسي في قصة كليوباترا وانطونيوس وأنها بالفعل حزنت بشدة عند موته، ولكن يعتقد المؤرخين أن هناك دوافع أخرى ادت إلى موتها، ومن المرجح أن يكون سقوط مصر في يد الرومان هو السبب الحقيقي وراء انتحارها. تنبأت كليوباترا أنه سيتم تقديمها كغنيمة انتصار للرومان وذلك سيكون نوع من الذل لها كملكة مصر، كمان انها تحولت من حالة التفاخر والثراء إلى حالة الافلاس التي لا يمكن أن تتحمل العيش فيها وذلك جعلها تنتحر، وبذلك نكتشف أن انتحارها لم يكن نتيجة لدوافع رومانسية خيالية بل لدوافع أكثر واقعية.

مرة أخرى تغلب المشاعر الرومانسية بأن كليوباترا دفنت مع حبيبها ماركوس أنطونيوس. هناك انقسام بين الخبراء في هذا الموضوع، فهناك رأي يعتقد أن كليوباترا بنيت لنفسها مقبرة في الإسكندرية، ويعتقد الرأي الاخر أن الحبيبان قد دفنا سويًا في أحد المعابد. في الواقع لن يتم إثبات صحة أو خطأ هذه الخرافة الا عندما يتم العثور على المقبرة المزعومة للملكة كليوباترا الموجودة الآن في اعماق المياه بجانب أنقاض ما تبقى من مدينة الإسكندرية القديمة.

انتقد المؤرخين كليوباترا ووصفوها بالملكة التافهة التي تنفق الكثير على جمالها وشعرها وانها كانت تستخدم جمالها وليست شخصيتها وفكرها من أجل الحصول على أي شيء، وبالفعل كانت كليوباترا تهتم كثيرًا بجمالها وشعرها وكانت ترتدي ملابس ثمينة وأخذت في الواقع 50% من دخل النتاج المحلى الإجمالي لمصر لحسابها، ولكنها ايضًا حكمت مصر بطريقة جيدة للغاية بجانب انها كانت شخصية جادة وذكية بحسب الوثائق التاريخية فقد قامت بعدة بتنفيذ خطط كبرى للصالح العام خلال زمن، واصبحت الإسكندرية روعة واشهر مدينة في زمانها.

يعتقد العديد من الناس أن كليوباترا استخدمت جمالها فقط في حكمها لمصر وهذا بالطبع غير صحيح، وفى المرات التي استخدمت فيها جمالها كانت من أجل تحقيق الفائدة لها أو لمملكتها وكان هذا من الواضح كانت إستراتيجية مدروسة. هناك عدة حالات أخرى أظهرت كليوباترا براعة لا مثيل لها كمفكرة سياسية وإستراتيجية مثل التفكير في جعل ابنها بطلميوس حاكم قوي في المستقبل إضافة قدرتها على التنبؤ بنتائج الحروب. فلذلك تشير جميع الادلة التاريخية والاثرية أن كليوباترا كانت لها قوة عقلية ممتازة وان الصورة التي تظهر فيها كليوباترا بأنها غبية وتعتمد على جمالها فقط هي صورة خاطئة تمامًا.

كليوباترا لم تكن جميلة على الأقل ليس وفقا للتعريف القياسي للجمال حيث كان يتم تقديمها في هذه الصورة. كان التصور الأساسي حول جمال كليوباترا جاء بسبب فكرة أنها تمكنت من إغواء اثنين من اقوي الرجال في وقتها وهم يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس، ولكن تظهر كليوباترا في النقود المعدنية التي تحمل صورتها بذقن حاد وأنف مدبب نوعا ما بجانب تعبير غريب الأطوار لا يمكن أن يعبر عن الجمال. كانت كليوباترا ذكية وقوية وهذه الصفات لا ترتبط بالجمال ومن الممكن أن تكون هذه الأسباب هي التي اغوت يوليوس قيصر وماركوس أنطونيوس.

رغم أن كليوباترا تولت عرش مصر في سن ال 17، فإنها كانت تفتقر للتجربة والتعليم والمهارات. ولذلك تمشيا مع أصلها باعتبارها من أسرة بطليموس وهي الأسرة التي تهتم دائما على التعليم والتعلم فتم بذل الكثير من الجهد لتعليمها. تعلمت كليوباترا اللغات والعلوم وإستراتيجيات الحرب. اعطت كليوباترا النساء في مملكتها حقوق على عكس العديد من الممالك الكبيرة الأخرى في ذلك الوقت، كما قامت بجمع الضرائب وإعادة توزيعها في الاقتصاد بطريقة مدروسة إضافة إلى ترويج التجارة والتعلم.

يصور الكثير من الناس خصوصًا المتعاطفين مع التاريخ الروماني أن كليوباترا كانت عاهرة ووعاء للجنس وتقيم علاقات مع رجال كثيرون، ولكن الحقيقة عكس ذلك فكليوباترا أقامت علاقتين فقط مع رجلان وهما يوليوس قيصر وماركوس انطونيوس وكانت تلك العلاقات هدفها إستراتيجي وليست من أجل العاطفة والشهوة، ولكن من الممكن أن يكون قد اختلف الأمر مع ماركوس انطونيوس بعد ذلك وتطور إلى عاطفة حقيقية.

كليوباترا لم تكن مصرية ولكنها كانت سليل من السلالة المقدونية اليونانية التي بدأت مع بطليموس الأول. هذه السلالة حكمت مصر في الفترة من 323-30 قبل الميلاد ورغم أن معظم حكامها ظلوا إلى حد كبير يحتفظون بالأفكار والثقافة اليونانية، ولكن كانت كليوباترا مختلفة فبذلت جهودا كبيرة في شبابها لدراسة وفهم الثقافة المصرية فربما كانت تعلم أنها في يوم من الأيام ستصبح ملكة لمصر. تعلمت كليوباترا اللغة المصرية لكى تصبح الوحيدة في أسرتها التي تقوم بذلك. أحب المصريون كليوباترا نتيجة للأمان والرخاء الذي تحقق في عهدها ومن المؤسف حقًا أن تكون كليوباترا هي آخر ملوك الفراعنة.

زر الذهاب إلى الأعلى