fbpx
أهم الأخبارتقارير وملفاتعربي وعالمي

اليمن .. الحوثيون يتفككون وبالأدلة يعترفون

الجيش اليمني يبدأ معركة الأرض المفتوحة..

بعد مرور أسبوعين على اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، تتوالى الانتهاكات الحوثية، والتي تخطت كل الحدود إلى أن وصلت إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق 30 عنصرًا من مقاتليها، عبر قذائف «أر بى جي» مما يؤكد بوادر تفكك تشهدها تلك الميليشيات، ولكن لأنها لن تعترف بمثل هذا التفكك يشن المقاتلون الحوثيون حملة من الاعتقالات الغير مسبوقة، إضافة إلى محاولاتهم المستمرة في فرض الوصاية على حزب المؤتمر الشعبي كمحاولة للبحث عن سند جديد لهم، وذلك تزامنًا مع تعاظم التحالف العربي وقواته وتماسكهم والذي يشهد تضامنا عربيا ودوليا كبيرين.

تأتي هذه التحركات الحوثية لتقدم الدليل القاطع على ضعف بنيتهم الداخلية، ومخاوفهم الجياشة من قوات التحالف العربي والجيش اليمني، والتضامن الروسي والأمريكي والعربي والدولي، بداية من سحب البعثة الدبلوماسية الروسية، وصولًا إلى الأدلة الأمريكية ضد المساندة الإيرانية ومؤشرات تشكيل تحالف دولي جديد لمجابهتهم، وبهذا تكون مؤشرات السيطرة على الأزمة اليمنية إيجابية بشكل كبير في المرحلة المقبلة.

زرع الخوف والرعب

وفي قرار أرعن، ينذر ببوادر تفكك داخلي تواجهه الميليشيات، نفذ الحوثيون عقوبة الإعدام على 30 شخصا من مقاتليها، ولكن الغريب استخدام قذائف «أر بي جي» كوسيلة لتنفيذ تلك العقوبة، فتخلت تلك الميليشيات حتى عن عناصرها بهذه الطريقة المفزعة، حتى تزرع الخوف والرعب في قلوب جميع الحوثيين ولكل من يفكر في التقرب من الجيش اليمني أو قوات التحالف الوطني.

وحول سبب اتخاذ مثل هذه العقوبة، ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن ميليشيات الحوثي أعدمت أكثر من 30 شخصا من مقاتليها في مديرية ميدي اليمنية الواقعة قبالة منطقة جازان السعودية، بواسطة الأسلحة الخفيفة، وآخرين عبر قذائف «أر بى جي»، بعد رفضهم التمركز في جبهاتهم ومواجهة الجيش اليمني ومحاولتهم الاستسلام.

وأشارت المصادر إلى أن ميليشيات الحوثى تحاول سد جبهة ميدي، التى تتلقى فيها خسائر عسكرية، في ظل تقدم الجيش اليمني بمساندة قوات التحالف العربي.

«حوثنة» المؤتمر

وفي مؤشر جديد على تزايد مخاوف الحوثيون وضعف بنيتهم الداخلية رغم تصاعد انتهاكاتهم مؤخرا، لجوئهم إلى مبادرة جديدة، لمجابهة الجيش اليمني وقوات التحالف العربي الأكثر صلابة في الوقت الحالي، حيث تسعى الميليشيات الحوثية إلى فرض الوصاية و”حوثنة” حزب المؤتمر الشعبي العام ومحاولة احتوائه، كما أن هناك توجه وشيك للحوثيين نحو إعلان تشكيل قيادة جديدة لرئاسة حزب المؤتمر لتهجين الحزب وإظهاره بصورة جديدة تتماشى مع أهدافهم.

وبدأت الميليشيات في تنفيذ خطتهم من خلال حملة اعتقالات واسعة شنتها على قيادات حزب المؤتمر، كما أنهم يعمدون لتغييب البعض الآخر من أعضاء الحزب بالاختطاف والملاحقة وفرض الإقامة الجبرية على آخرين منهم، وقررت ميليشيات الحوثي تعيين مشرفين على حزب المؤتمر وفروعه في المحافظات والمديريات وعلى وسائل إعلامه، وسيكون المشرفون من المقربين.

وذكر الكاتب والسياسي علي البخيتي أن من بين المشرفين الذين عينتهم الميليشيات الحوثية: “طارق الشامي مشرفاً على حزب المؤتمر، في حين تم تعيين الإعلامي أحمد الكبسي، مشرفاً على قناة اليمن اليوم، وتعيين القيادي والكاتب أحمد الحبيشي مشرفاً على بقية وسائل إعلام المؤتمر؛ (موقع المؤتمر نت؛ صحيفة الميثاق؛ وصحيفة اليمن الْيَوْمَ؛ وغيرها من المواقع التابعة أو الممولة من الحزب).

وذكرت مصادر في صنعاء بهذا الشأن، أن ذلك القرار الحوثي جاء بعد استيلائهم على المقدرات المالية والعينية للحزب في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، وواصل الحوثيون خلال ذلك استئصال المسؤولين الموالين للرئيس السابق صالح، حيث أطاحوا بثاني وزراء حكومة الانقلاب من المنتمين لحزب صالح.

تفريغ المحتوى العقلي

ولم تكتفي الميليشات باستخدام القوة في محاولاتها ضد حزب المؤتمر وفرض الوصاية عليه، بل لجأت أيضًا إلى الدورات التثقيفية الإلزامية، فتسعى ميليشيات الحوثي إلى تفريغ حزب المؤتمر الشعبي من محتواه وتغيير هويته وبرنامجه حتى يصبح وجهاً آخر مكملاً للميليشيات وتوجهاتها الطائفية.

ولتحقيق هدفها، دشنت ميليشيات الحوثي في صنعاء برنامج «دورات ثقافية» لتدريس منهج الجماعة الفكري الطائفي لقيادات حزب المؤتمر، يشمل قيادات الحزب في جميع مديريات العاصمة صنعاء وهي دورات إلزامية بالقوة.

يأتي هذا التوجه الحوثي ضمن برنامج جماعة الحوثي الطائفي الذي دشنته فور اجتياحها للعاصمة صنعاء 21 سبتمبر 2014م، ويأتي تلقين هذه الأفكار لمن تبقى من قيادات حزب المؤتمر، لتضمن الجماعة سيطرتها الفكرية الكاملة على العاصمة صنعاء والمناطق الأخرى التي تقع ضمن سيطرتها، بعد أصبحت البنية الداخلية هشة ومقاتلينها باتوا يستسلمون للجيش اليمني والتحالف العربي.

معركة الأرض المفتوحة

ووسط هذا الانهيار الداخلي في بنية الحوثيون الغير معترف بها، نتوقف على تماسك الجيش اليمني والمساندة العربية والدولية له والتي تزداد صلابة يوما بعد يوم، فبينما تلجأ الميليشيات لفرض الوصاية على حزب المؤتمر الشعبي، جاء الجيش اليمني يعلن ولأول مرة، انتقال المعارك الدائرة مع الميليشيات الانقلابية شرق العاصمة صنعاء، إلى الأرض المفتوحة، واستطاعت مدرعات الجيش التحرك فيها بحرية كاملة بعد أن تم تأمين ظهرها، وذلك تتويجًا لنجاحه في تحرير عدد من المواقع الهامة بمديرية نهم.

وفي بوادر ومؤشرات إيجابية في مسيرة الجيش اليمني، أكد الموقع الاخباري الرسمي للجيش اليمني، أن قوات الجيش تمكنت من تحرير العديد من المواقع الهامة المسيطر عليها من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية في ميمنة وقلب جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، كما تم تحرير قرية الحول الواقعة في قلب جبهة نهم، والسيطرة الكاملة على عدد من التباب المحيطة ومنها تبة “المساحة”.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش سيطرت على الخندق الرئيسي الذي تستخدمه الميليشيات لإمداد مقاتليها في تبة القناصين الاستراتيجية التي يجري تطهيرها من الألغام وما بقي بها من جيوب للعناصر الحوثية.

وفي انتصار جوي، تمكن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية من شن غارات مكثفة على مواقع وتجمعات الميليشيات، في مديرية نهم شرق صنعاء، ما أدى إلى تدمير 4 أطقم قتالية، وبهذا التعاون تمكنت قوات الجيش اليمني، خلال اليومين الماضيين من السيطرة على التباب السود في جبهة نهم شرق صنعاء، والتي تحيط بقرى قطبين.

بواسطة
منارة جمال
زر الذهاب إلى الأعلى