fbpx
أكتب

“ترامب ملك المفاجآت.. قرار الإنسحاب من سوريا”.

محيي النواوي يكتب…

-إذا كان العالم الألماني “أرتو فيشر” هو ملك الإختراعات.. فالرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” هو ملك المفاجآت!
فمنذ وصوله إلى ردهات “البيت الأبيض” وهو يفاجئنا “تصريح غريب هنا.. وقرار مفاجئ هناك”.. بدايًا من تصريحاته فى حملته الانتخابية بنقل “القدس” عاصمة لإسرائيل! وصولًا إلى قرار الإنسحاب من “سوريا”.
فمنذ أيام أعلن “ترامب” أن القوات الأمريكية المتواجدة فى سوريا.. ستخرج قريبًا وستترك آخرين يتولون الأمر.. وأن القوات الأمريكية المتواجدة فى سوريا كانت متواجدة بهدف القضاء على “داعش”.
– فى تحليل هذا القرار سنجد أن إعلان الإنسحاب بمثابة هزيمة للولايات المتحدة الأمريكية.. فأمريكا لم تقم بهزيمة “داعش”.. وإنما القوات السورية والتحالف الدولي هما من قاموا بهزيمة “داعش” في “دير الزور” وإعلان “بوتين” الإنتصار علي “داعش” من قاعدة “حميميم” العسكرية.. وأخيرًا إنهاء الجيش السوري ملف “الغوطة” الشرقية التى لم تستطيع أمريكا إنهاء الصراع فيها.. كل هذه الأشياء تعزز وتؤكد كذب الرواية الأمريكية بأنها هي التي قضت على”داعش” في سوريا.
ولكن القول اليقين هنا: “أن الولايات المتحدة كان تتخذ من وجود “داعش” على الأراضي السورية مبررًا لتواجدها وبقاءها فى سوريا”.. ففي قولة واحدة: “أمريكا بدأت فى سوريا مع ظهور داعش.. وسقطت فى سوريا مع سقوط داعش.
فيمكننا القول: “بأن أمريكا دمرت كل شيء فى سوريا ولم تدمر داعش!”
– هناك إتجاهات تري بأن قرار الإنسحاب من سوريا ما هو إلا “حرب نفسية.. والقوات الأمريكية ستبقي متواجدة في سوريا”.
وهذا الإتجاه -فى تقديري- غير صحيح.. وأكثر دليل على ذلك هو إستقالة وزير الدفاع الأمريكي “جيم ماتيس” بسبب خلافه فى الرأي مع “ترامب” وهذا يبعد فرضية أن قرار الإنسحاب مجرد “حرب نفسية”.
إن قرار الإنسحاب أبعاده إقتصادية أكثر من كونها سياسية.. ف “ترامب” الذي وعد عند توليه الحكم بأنه سوف يقوم بسداد ديوان أمريكا فى (٦) سنوات عندما كانت تبلغ (١٩) تريليون دولار فاليوم تخطت (٢١) تريليون دولار.. أي أن ترامب وعده بات مستحيلًا فهو لم يستطع خفض الديون أو حتي أبقاءها على ما كانت عليه.. فعلى الرغم من تكثيف الجمارك والضرائب.. والحرب التجارية مع الصين وكندا وأوروبا من أجل الحصول على أموال.. إلا أن الديون أخذت منحني الصعود!
إن “ترامب” الذى عارض سياسة “بوش.. وأوباما” بسبب حروبهم التي لم تجني أي ثمار ولا حصول أمريكا على أي شيء.. سوا أنها كلفت الخزانة الأمريكية قرابة (٦) تريليون دولار.. لا يريد أن يسير على نفس الخُطيً.. فهو ضد الحرب التي لا تجني ثمارًا.. والحرب في سوريا لم تجي أي ثمار للولايات المتحدة الأمريكية.

زر الذهاب إلى الأعلى