fbpx
الحدثتقارير وملفات

ترامب يتنازل عن شرف «الرئاسة» ويعود للغة التجارة

«المعونة المالية» و«تسجيل الأسماء» أحدث الأسلحة الأمريكية لتكميم الأفواه، ففي موقف أمريكي يؤكد ضعفهم وخيبتهم لجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى لغته الأم لغة التجارة كونه رجل أعمال محنك، مبتعدا عن لغة الشرف والنزاهة كونه رئيس دولة عظمى، فصدَّر الابتزاز والتهديد والوعيد لتنفيذ غاياته، بعد أن نفذت جميع حيله أمام الإجماع العربي والدولي بأن القدس فلسطينية، ولا علاقة بدولة الاحتلال بها، فهل سيتمكن المال من «إخراس» العالم عن الحق؟!!

وبهذا التهديد بات من الواضح خروج الأوضاع عن السيطرة الأمريكية، فمن جانب يتمسك ترامب بقراره الأخرق الغير مسئول بعد اعترافه بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ومن جانب آخر يعادي حلفاءه والعالم أجمع، وسلسلة من التهديدات الأمريكية تخرج بدون وعي بداية من نيكي هايلي المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نهاية برئيسها ترامب، ألا يعلمون أن هذه التهديدات تؤكد عزلتهم وضعفهم، وهو ما سنراه اليوم الخميس، خلال التصويت في الجمعية العامة على مشروع القرار المصري المعارض لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

تهديد أخرق بسلاح رخيص

وقبل يوم من التصويت في الجمعية العمومية على مشروع قرار بشأن القدس، الذي أيده جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ 14 ورفضته أمريكا مستخدمة حق النقد الـ «فيتو»، خرج ترامب من جديد مؤكدا ضعف موقفه، وفشل جميع حيله كرئيس دولة مما اضطره إلى العودة إلى ماضيه كرجل أعمال محنك، ليهدد بقطع المساعدات المالية عن الدول التي ستوافق على هذا المشروع .

ولأن «ترامب»، تاجر في الأساس عاد إلى سلاح التجارة وهو سلاح المال الذي يعلم جيدًا أنه أكثر الأسلحة فاعلية، ولا سيما مع الدول الفقيرة، وبدأ يحذر بلغة التاجر وليس كرئيس إلى الدول التي لها أصوات في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، قبل التصويت على قرار يدين إعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال: “إنهم يتلقون مئات الملايين من الدولارات ومن ثمة يصوتون ضدنا. حسنا، سنقوم بمراقبة تلك الأصوات، فليصوتوا ضدنا، ونحن سنوفر الكثير، هذا لا يهمنا”.

وفي تهديدات «طفولية» أخرى، تؤكد عدم النزاهة الأمريكية، توعدت هايلي، في وقت سابق من اليوم ذاته، معارضي واشنطن في موقفها من القدس، بتسجيل أسمائهم خلال التصويت في الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول القدس، لتؤكد أن النزاهة في التصويت داخل جدران مجلس الأمن والجمعية العامة يقومون بالمعاقبة عليه.

وفي تحرك إسرائيلي قبل التصويت المرتقب اليوم في الجمعية العامة، توجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالدعوات للدول الأوروبية للتصويت ضد مشروع القرار الفلسطيني لإلغاء قرار ترامب، حيث طالب نظيره التشيكي بالتصويت ضد القرار الفلسطيني أو على الأقل الامتناع عن التصويت، فيما ذكرت مصادر “إسرائيلية” أن “إسرائيل” تبذل جهودًا جبارة لحث 28 دولة أوروبية بالتصويت ضد القرار.

ميثاق الأمم في عهدة تشاك

وردا على هذا الابتزاز والترهيب الأمريكي، تعهد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميروسلاف لاتشاك، بأنه سيعمل على المحافظة على كرامة أعضاء الجمعية العامة للمنظمة الدولية، وعلى قواعد وميثاق الأمم المتحدة في الجلسة المزمع عقدها اليوم الخميس، بشأن القدس.

ورفض رئيس الجمعية العامة في مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، التعليق على تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بـ”وقف المساعدات” عن الدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار بشأن القدس، واكتفى بالقول: “من الأمور الطيبة في الأمم المتحدة، أن لكل دولة عضو بالجمعية العامة حق متساو، وأن أي دولة تستطيع أن تعبر عن رأيها في جلسة غدٍ مثلها مثل أي دولة أخرى”.

وأضاف تشاك: “يحدوني الأمل في جلسة غدٍ، أن أحافظ على كرامة الجمعية العامة، وعلى قواعد وميثاق المنظمة الدولية”، نافيا أي لقاء له خلال اليومين الماضيين، مع ممثلي الدول الأعضاء بالجمعية العامة بشأن الجلسة المرتقبة اليوم.

«ابتزاز وترهيب هادف»

وفي أول رد فلسطيني على تهديد ترامب، ندد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بالتهديدات الأمريكية والترهيب الهادف إلى منع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة من إدانة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

من جانبها، رفضت حركة “فتح” تهديدات ترامب، ووصفتها بـ «الابتزاز والتعدي السافر» على سيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وقال القواسمي الناطق باسم الحركة في بيان لها اليوم: «إن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ذات سيادة وأغلبيتها منحازة للقانون الدولي وللمبادئ والقيم التي أُنشئت من أجلها».

وعبر القواسمي عن أمله في أن دول العالم سترفض التهديد والوعيد الأمريكي، وستبقى منسجمة مع مبادئها وقيمها، ولن تخضع للابتزاز الأمريكي والإسرائيلي، “اللذان يحاولان شطب المؤسسات والقانون الدوليين، واستبدالهما بقانون وشرعية الغاب”.

“طظ فيك”

وكان لهذه التهديدات سيل من السخرية والانتقاد على مستوى الأوساط ، فمن جانبه استنكر رجل الأعمال المصري المهندس نجيب ساويرس، تهديدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بقطع المساعدات المالية عن الدول التى تعارض الولايات المتحدة فى تصويت الأمم المتحدة بشأن القدس.

وةفى تدوينه له عبر حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال ساويرس: «يا عم قلنا لك طظ فيك وفى مساعداتك.. أنت دخلت فى حتة غلط وقرارك لا فى مصلحة أى يهودى أو مسيحى أو مسلم عندهم ضمير.. القدس للجميع».

من جانبه، اعتبر الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية تهديدات ترامب، أنه «حديث غوغائي ومغازلة للمواطن الأمريكي»، وقال خلال لقائه ببرنامج «يحدث في مصر» مساء الأربعاء: «حديث الرئيس الأمريكي شغل مصاطب وإذا اختلفت معه فلن تجد أحد آخر لتتحدث معه، لأن كافة الأجهزة الأمريكية مختلفة معه أيضًا، فهو رئيس بلا كتالوج أو سابقة تاريخية أو حزبية يُبني عليها».

وأوضح أن ترامب يعبر عن فئة من المجتمع الأمريكي، ترى أن كافة الدول الأخرى مديونة للولايات المتحدة، وعليها أن تدفع ديونها، متابعًا: «هو ليس لقيطًا أو نزل من السماء ولكنه يعبر عن فئة موجودة بالفعل في أمريكا ترى أن الولايات المتحدة دائنة لكل هذه الدول».

وخرج الإعلامي عمرو أديب خلال تقديم برنامج “كل يوم” ليرد على حديث ترامب لوسائل الإعلام بشأن المعونة، قائلا: «مستر ترامب خد المعونات كلها مصر لا تبيع قضية القدس أو فلسطين ولا سينا بالفلوس»، مشيرًا إلى أن مصر لا تنظر إلى أموال.

وأضاف أديب، أن المعونة الأمريكية التي تقدر بـ 800 مليون دولار كمعونة عسكرية لا يمثلوا شيئا بالنسبة لمصر “والأرزاق على الله”، وتابع أن مصر تدرك جيدا الثمن الذي تدفعة “علشان يتلوي دراعها في سيناء”.

بواسطة
منارة جمال
زر الذهاب إلى الأعلى