بعد تنازل السودان..تعرف علي مدينة «سواكن» هل قرر أردوغان العودة بها للعصر العثماني
تعرف على جزيرة «سواكن» وأهميتها لأردوغان
في تنازل سوداني عن أرض بلاده، وافق الرئيس السوداني عمر البشير امس الاثنين، على تخصيص جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر شرق السودان؛ لخدمة أغراض تركيا العسكرية؛ كي تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يحددها، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم والرئيس البشير قال نعم… وهناك ملحق لن أتحدث عنه الآن”.
وهنا السؤال يطرح نفسه ما ذا يقصد أردوغان بقوله «إعادتها إلى أصلها القديم»؟!!، هل قرر أردوغان العودة إلى عصر الدولة العثمانية، ولماذا وافق البشير على هذا الاتفاق، كيف يتنازل عن أرض وطنه، هل فضل الشراكة الخارجية وأخذ يبحث عن حماية الخارج ولكن الحماية مِن مَن؟!!
ولأن التساؤلات لن تنتهي، سنسلط الضوء الآن على الجزيرة «سواكن» أقدم ميناء سوداني، وأهميتها التاريخية للأتراك، وكيف استطاع البشير التنازل عن تلك الجزيرة التاريخية ذات الأهمية الاقتصادية؟!!
ميناء سواكن
يُعد ميناء سواكن هو الأقدم في السودان، ويُستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم إلى الشمال منه.
وقال “أردوغان” بعد التوقيع: “الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلى سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة”
واستخدمت الدولة العثمانية جزيرة سواكن مركزاً لبحريتها في البحر الأحمر، وضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
عاصمة الديار
وتمثل «سواكن» عمقاً للعلاقات التاريخية الوطيدة بين الخرطوم واسطنبول، حيث ظلت لمدة طويلة جزءاً من أرض الخلافة الإسلامية العثمانية.
وقال عمدة سواكن والارتيقا العمدة محمود الامين: «إن مدينة سواكن كانت تمثل عاصمة الديار الاسلامية علي ساحل البحر الاحمر وشرق افريقيا»، مضيفًا أن الأسطول التركي كان يرابط علي طول ساحل البحر الاحمر لحمايتها من أي اعتداءات خارجية ولإرشاد السفن والبواخر، وكان أمير الارتيقا هو المسؤول المدني عن حركة البضائع الصادر والوارد والجمارك.
وأكد انه كان هناك تنسيق وتعاون تاما بين أمير الارتيقا والباب العالي في الامبراطوية التركية عبر المكاتبات، موضحا أن المنطقة في ذلك التاريخ شهدت استقرارا تنمويا وتجاريا واقتصاديا بجانب انتشار الآداب والثقافة والفنون بفضل الامن والاستقرار الذي شهدته المنطقة مما أدى لتقدمها وتطورها في كافة المجالات خاصة الجانب الديني والدعوي.
وأشار عمدة سواكن إلى أن كل حجاج غرب أفريقيا كانوا يمرون عبر ميناء سواكن إلى أرض الحجاز وكانوا يجدون كل الرعاية والاهتمام من أهل المنطقة بقيادة عمدة الارتيقا، ولفت إلى أن الباب العالي كان قد أصدر قرارا باعتبار كل الأتراك القادمين من تركيا والإمبراطورية التركية وكل وافد يقطن مدينة سواكن اكثر من ثلاث سنوات هو سواكني وبالتالي بموجبه يمنح الجنسية السواكنية مما كان لهذا القرار الأثر الكبير في تقدم المدينة وتطورها في المجال الهندسي والاداب والعلوم وغيرها.
ماذا تعرف عن «سواكن»؟!!
- تقع في شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر على ارتفاع 66 متر فوق سطح البحر.
- تبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 642 كيلومتر غرباً وعن مدينة بورتسودان 54 كيلومتر.
- تضم منطقة أثرية تاريخية وكانت سابقاً ميناء السودان الرئيسي.
- بنيت المدينة القديمة فوق جزيرة مرجانية وتحولت منازلها الآن إلى آثار وأطلال.
- اشتهرت المدينة قديما، حيث كانت تمر بها الرحلات بعد عبور الموانئ المجاورة له مثل ميناء القنفذة وميناء جدة وميناء الليث وميناء ينبع في السعودية وميناء القصير وميناء سفاجا في مصر.
- كانت في الأصل جزيرة ثم توسعت إلى الساحل وما جاوره فغدت مدينة سواكن تضم الجزيرة والساحل.
- في الشتاء تهب رياح موسمية ينتج عنها نسيم بارد وأمطار ولكن في الصيف تتغير أحوال الطقس ويكون اقرب إلى جو المحيط الهندي الصيفي الحار.
- لا يعرف تاريخ محدد تأسست فيه سواكن، ولكن الكثير من الشواهد تدل على أن الجزيرة كانت مأهولة منذ تاريخ موغل في القدم.
- تزامن اكتشاف سواكن مع النشاط البحرى والتجارى الذي مارسه اليونانيون والبطالسة إبّان العهد البطلمي.
- تاريخية قديمة تضم منطقة غنية بآثار منازل القرون الوسطى مبنية من الحجارة المرجانية ومزدانة بالنقوش والزخارف الخشبية. ومن معالم سواكن السياحية: «الجزر، الحصون والبوابات، المتاحف».
- يقع بالمدينة ثلاث جزر هي : «جزيرة سواكن وتضم المدينة الأثرية ، جزيرة الحجر الصحي على بعد 5.8 كيلومتر من سواكن، جزيرة الرمال وتبعد حوالي 32 كيلومتر».
- يقع في مدينة «متحف هداب» أكبر وابرز متحف في شرق السودان، ويحتوى على مقتنيات تاريخية لعصور مختلفة لمدينة سواكن من بينها صور عامة وقطع اثاث وأزياء ونموذخ لسكن وغيرها من الأعمال الفولكلورية لسكان سواكن بشكل خاص وسكان شرق السودان بصفة عامة.
- تضم المدينة أنقاض المباني بما فيها منازل السكنى كقصر الشنا وي ومنزل خورشيد والمؤسسات العامة مثل مبنى الجمارك ومبنى البنك الأهلي المصر والمسجد الشافعي وغيرها.