fbpx
تقارير وملفات

بيت الفلسفة في عيون مورديه

 

كتبت : هاجر سلامة

بيت الفلسفة ساعد على تطهير المياة الآسنة .
هو جسرا يمتد للعالميه.
الفلسفه تساعد على إدراك ماهيه النفس واكتشاف الآخر .

على هامش مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة في دورته الثالثة الذي يقام ببيت الفلسفة في الفجيرة كان للديوان هذا التحقيق حول أهمية بيت الفلسفة ونشاطاته في الوطن العربي ومدى تحقيق الأهداف المرجوّة منه خلال الثلاث سنوات ؟

أجاب الدكتور حسن حماد
أستاذ الفلسفة بجامعة الزقازيق
والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة الزقازيق .

بيت الفلسفة هو البيت ، هو أول بيت للفلسفة في العالم يتم تأسيسه تحت هذا الاسم ، نعم هناك معاهد للفلسفة لكن هذا المسمى “بيت الفلسفة” تنفرد به مدينة الفجيرة وحدها
وذلك بفضل رعاية الشيخ
محمد بن حمد الشرقي ، وبفضل وجود فيلسوف واعي بضرورة الفلسفة الدكتور أحمد برقاوي عميد بيت الفلسفة .
وخلال ثلاث سنوات الماضية أصبح للفلسفة بيتا ومكتبة عظيمة تستقبل روادها من كافة المراحل العمرية وتم عمل ورش فلسفية تختص بتدريس الفلسفة للأطفال واليافعين ، وتم طباعة سلسلة متميزة من كتب الشباب
وفي موضوعات متنوعة وفي
انتظار الجزء الأول من الموسوعة الفلسفية التي يصدرها بيت الفلسفة .
وحرصا على ربط الفلسفة بقضايا
الواقع اليومي كان هذا المؤتمر
عن الفلسفة في العالم المعيش
وهو المؤتمر الدولي الثالث الذي
يعقد احتفالا باليوم العالمي للفلسفة .
وقد حقق المؤتمر أهدافه المرجوة من حيث المشاركة الضخمة لعدد كبير من الفلاسفة من الدول الغربية والعربية ، ومن حيث طرح لقضايا تهم المجتمع العربي ، والتي أكدت أننا بحاجة ماسة إلي الفلسفة لخلق الوعي الحر لدى الإنسان المعاصر وتحفيز العقل العربي على ممارسة التفكير الناقد ، وطرح العديد من التساؤلات التي تطهر المياه الآسنة في ثقافتنا العربية
الإسلامية .

 

وأكد الدكتور سعيد بن محمد السيابي باحث وأكاديمي بجامعة السلطان قابوس ، سلطنة عمان

أن الإشعاع الذي خرج من فجيرة الثقافة والعلم بوجود بيت الفلسفة فيها واحتفالها باليوم العالمي بهذا المؤتمر القشيب فكرا ومفكرين هي رسالة مستنيرة للعالم والأجيال بأن هناك مركز يقوم بأدوار في تمكين هذا العلم ورعاية العلماء والباحثين أبناء دولة الإمارات والوطن العربي وباحثين العالم في هذه الدورة الثالثة من مؤتمرات هذا البيت السامق بمحبة ورعاية الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة الذي كان حاضرا لافتتاح اليوم الأول منه وتفضله بإعلان بدأ ندوات هذا المؤتمر الذي كان عنوانه( الفلسفة والعالم المعيش) وما أحوجنا في هذا العالم لمد جسور التعايش والوئام ودراسة احتياجات الإنسان في ظل هذه الظروف الدولية المتسارعة في ظهور الأفكار المتناقضة والقاسية بتكالب الاحتياجات الضرورية التي تسطير على رغبات الإنسان وسد حاجاته وإشباع رغباته مما يولد تحديات كثيرة وصراع بين الأجيال بظهور محتوى رقمي متسارع يدفع بالمادية على حساب الروح والقيم والأصالة والاتزان بين الممكن والامعقول والأسرة والتفكك والانسلاخ منها وبين الوطنية المتحابة التي تشكل تعاون مع جيرانها بالحرية المسؤولة وبين القرية الكونية المتماهية مع الأسواق الطاغية على كل ما هو أخلاقي بكسرها كل تابوهات الممنوع إلى الحرية الملطلقة التي لا تأخذ بحدود العقل ولا المنطق فيه.

بيت الفلسفة أصبح بناء لأساس صلب يشمخ بوجوده وسط أمارة الفجيرة ويتوسط عقدها الثقافي المتنوع بصنوف الآداب والفنون التي كان ديدنها النهوض بها فافتتاح هذا الصرح المتين الذي هو أيقونة في التصميم والمحتوى والإمكانيات الفكرية والداعمة ليصبح مكان يستظل به كل باحث عن المعرفة والفكر المستنير وهو هدية ثمينة من قائد محب وحكيم يرعى هذا النوع المعرفي الذي هو صفوة العلوم وندرتها ولا يقوم علمٌ حقيقي إلا بالالتفات إلى الفلسفة التي هي شريان رئيس للمعارف متى ما كان دافعها نحو التساؤلات الحرة والنهضوية والمستقبلية التي تعين الإنسانية على تجاوز كل الصعوبات و المعوقات والدفع بالأمل والطموح نحو مستقبل مشرق ومستدام.
إن بيت الفلسفة ثماره ستجنيه الأجيال اللاحقة، وتسعد به المدارس والمتلقين لهذا العلم المهم الذي سجل تطور كل الأفكار الحضارية ودفع بها نحو المقدمة، وسجل في صفحاته البيضاء إنجازات الداعمين والمهتمين من المشتغلين بعلومهم ومستقبلهم والفجيرة تستحق هذا الصرح الكبير ، وأن يكون هذا البيت ميناء تمخر منه سفن الأفكار للعالم.

و أوضح ا. د. مجدي عبد الحافظ استاذ الفلسفة بجامعة حلون جمهورية مصر العربية.
ان أعمال هذه الدورة تقتراب موضوعاتها مع واقع الإنسان المعيش، بداية من النظر إلى الإنسان نفسه باعتباره يمثل مشكلة في هذا الواقع مرورا بالتساؤل الإنساني حول السعادة، وحول ما يمثله الذكاء الاصطناعي من تحديات للبشرية، وحول إمكانية أن تكون للفلسفة العربية الإسلامية أهمية ما في عصرنا الراهن، كما تمت معالجة موضوع الإنسان المعاصر وصراع القيم، كما تساءلت المؤتمر حول أهمية تعليم الفلسفة، وتم طرح موضوع علاقة الفن بالتسامح، كما لم ينس المؤتمر التطرق إلى الأخطار التي تواجه كوكبنا مع دراسة السبل التي من شأنها إنقاذه. وكلها موضوعات تمثل جزءا لا يتجزأ من اهتمامات الإنسان المعاصر.. ولعل أهم ما في هذه الدورة هو تنظيم المحاضرات بطريقة يتم بها التعليق على المحاضرة من قبل مدير الجلسة والحضور، والاقتصار على وجود محاضرة واحدة في الجلسة، وكان ملفتا للنظر إختيار المتحدثين من خيرة المتخصصين في عالمنا العربي..
والحقيقة يبرز دور بيت الفلسفة بالفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، وهو أول مؤسسة عربية من نوعها تتوجه بالفلسفة إلى الجمهور غير المتخصص، لتشخص مشاكل الإنسان العادي في الحياة من خلال الأنشطة والورش والتدريبات النوعية، ومن خلال ما تضعه من كتب قيمة في مكتبتها للقراءة، وبما تعرضه في متحفها من معروضات مهمة واساسية من أقوال وصور ومقتطفات من أعمال كبار الفلاسفة من العرب والأجانب، الأمر الذي من شأنه أن يعزز التعليم الفلسفي لدى التلميذ والأستاذ ويضفي على المناخ العام في العالم العربي قدرا من الجدية في التعامل مع الفكر الفلسفي النظري وذلك بتوجيهه إلى أرض الواقع لشد الشباب إلى موضوعات تمس حياتهم الفعلية، واتاحة تجديد مقاربة وتناول هذه الموضوعات وتيسيرها لأساتذة الفلسفة في العالم العربي…

وذكرت إحدى طلاب بيت الفلسفة
ان بيت الفلسفة هو قلعة لحماية الإرث الفلسفي العربي واثرائه بالفكر الفلسفي المعاصر ، وحصن متين لجميع أستاذة الفلسفة في الوطن العربي لطرح رؤى وقضايا فلسفية عربية بحرية وموضوعيه ، أصبح بيت الفلسفة جسرا تواصلا وممتدا بيننا وبينا العالم الآخر ..
استمرار مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة لمدة ثلاث سنوات برعاية الشيخ محمد بن حمد الشرقي وما انتجه من إصدارات كتابية لاساتذة الفلسفة من جميع الوطن العربي وإقامة الندوات والتلاقي الفكري حول وجودنا كمجتمع عربي واكتشاف أنفسنا والتعرف على الأخر انما هو ثمرة لمجهود وإرادة حقيقية لإصلاح الأمور من جذورها .
وحدها الفلسفة التي يمكنها ان
توقظ الإنسان من سباته وتساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته في المجتمع والوجود عامة وهذا ما نسعى إليه جميعا لبناء حضارتنا الخاصة ..

بيت الفلسلفة بالفجيرة هو أول مؤسسة ثقافية تُعنى بشؤون الفلسفة ويعد مركزاً معرفياً مهما ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب ، وإنما في كافة أرجاء الوطن العربي .
و يتولى عمادة ببت الفلسفة المفكر و الفيلسوف الدكتور أحمد البرقاوي.
يقدم بيت الفلسفة العديد من الأنشطة الفلسفية والفعاليات و الورش لكل المهتمين بالفلسفة من المتخصصين أو العامة ..

 

ويقيم مؤتمر سنوي للفلسفة بعنوان مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة لمناقشة القضايا الإنسانية العربية و العالمية وتبادل الرؤى.

زر الذهاب إلى الأعلى