قبل آخر جولة مفاوضات في 2017.. إدلب لازالت تنزف الدماء
“وحدة الأراضي السورية” و”تخفيف مستوى العنف في سوريا” و”تثبيت وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر”، ثلاث تأكيدات تمسكت بها الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، خلال سبع جولات من المفاوضات، احتضنتها دولة كازاخستان،
وقبل يوم من انطلاق مشاورات الجولة الثامنة لمفاوضات أستانا، مازال التوتر والعنف يحيط بالأجواء السورية وخاصة في إدلب، ولكن استمرار الرئيس السوري بشار الأسد في الرئاسة هو الحقيقة القوية.
وتأتي هذه الجولة قبل 10 أيام من غروب شمس عام 2017، الذي شهد 13جولة تفاوضية بشأن الأزمة السورية، أسفرت هذه المفاوضات عن رسم ملامح الحل السياسي والذي أصبح مطلب المجتمع الدولي أجمع.
الجولة الثامنة
ومن جانبها أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية اليوم الأربعاء، أن المشاورات الثنائية والمتعددة الأطراف للمشاركين في اجتماع استانا 8 حول سوريا ستجري غدا الخميس، بينما تعقد الجلسة العامة بعد غد الجمعة، ومن المقرر أن يشارك في هذا الاجتماع “ممثلون عن الدول الضامنة لاتفاق وقف الأعمال القتالية (روسيا وإيران وتركيا) والأمم المتحدة والولايات المتحدة والأردن بصفة مراقب إضافة إلى وفدي الحكومة السورية والمعارضة”.
وأضافت الخارجية الكازاخاستانية في بيان لها اليوم، أن وفود الدول الضامنة لوقف الأعمال القتالية، روسيا وتركيا وإيران، بدأت في الوصول إلى أستانا.
وفدا الحكومة والمعارضة
وسيترأس وفد الجمهورية العربية السورية السفير بشار الجعفري، أما وفد المعارضة فسيترأسه في هذه الجولة أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة السابق، وبهذا سيحل محل رئيس أركان ما يسمى “الجيش السوري الحر”، أحمد بري، الذي سبق أن ترأس وفد المعارضة في جولات سابقة من “أستانا”.
وسترأس اللجنة العسكرية في المفاوضات عضو وفد فصائل المعارضة السورية المسلحة والقائد العام لحركة “تحرير الوطن” فاتح حسون، ويضم وفد الفصائل، ممثلين عن “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” و”لواء السلطان مراد” و”فيلق الشام” وغيرها.
طاولة المفاوضات
وأكد حسون أن المعارضة تنوي إتمام مناقشة مسألة الإفراج عن المعتقلين وغيرها من المواضيع خلال المفاوضات، وأعلن أن المواضيع التي تعتزم المعارضة بحثها خلال “أستانا – 8” هي: «إتمام مسألة الإفراج عن المعتقلين، ونشر القوات التركية، وعمل تطبيق اتفاق إنشاء المنطقة الرابعة لخفض التصعيد، في إدلب».
وأضاف حسون أن الجانب الكازاخستاني التزم، خلال الجولة السابعة من المفاوضات، بإزالة العراقيل أمام إيجاد حل لمسألة إطلاق سراح المعتقلين.
من جانبه، أكد رئيس وفد روسيا ألكسندر لافرينتيف، أن محادثات أستانا لا تقتصر على القضايا العسكرية، وأنها قد تناقش التسوية السياسية مستقبلاً، لافتاً إلى أن ملف الموقوفين والمخطوفين له أهمية كبيرة لدى المعارضة فهم يتحدثون عن قوائم بعشرات آلاف المعتقلين، وكذلك الأمر لدى الحكومة السورية.
الأسد الرئيس الشرعي لسوريا
وقبل يوم من بدء مشاورات الجولة الثامنة، جاءت تصريحات المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بشأن الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أنه «كان ولا يزال الرئيس الشرعي لسوريا»، مما يترك انطباعا عما ستشهده المشاورات غدا الخميس والجلسة العامة بعد غد الجمعة.
من جانبه، قال ألكسندر لافرينتيف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا: «إنه لا نريد تحميل أي طرف المسؤولية حول فشل التوصل لاتفاق حول ملف المعتقلين والمفقودين خلال الجولة السابعة من محادثات أستانا»، وتابع أن «هذا الملف له أهمية كبرى لدى المعارضة، فهم يتحدثون عن قوائم بعشرات آلاف المعتقلين، وكذلك الأمر لدى (النظام السوري)».
إدلب تنزف دما ..وخفض التصعيد انتهى
وقبل يوم من المشاورات، شهدت إدلب – معقل المعارضة السورية- سيل من الضربات الجوية، أسفرت عن سقوط 19 قتيلا بينهم سبعة أطفال وإصابة 25 آخرين، وأكد المرصد السوري أن الطيران السوري أو الروسي قصف البلدة،
وقال: «نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء ضربات جوية استهدفت من خلالها أماكن في بلدة معر شورين بريف مدينة معرة النعمان الواقعة بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب».
من جانبها نفت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، تقارير عن أن طيرانها قصف بلدة في محافظة إدلب السورية، وقالت “إن طائراتها لم تنفذ أي طلعات قرب بلدة معر شورين”.
وفي ذات السياق، لوّح وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم بإلغاء اتفاقات “خفض التصعيد” المبرمة في اجتماعات استانا التي ترعاها روسيا حليفة النظام مبرراً موقفه بحجة محاربة “الإرهاب”،
وجاء كلام المعلم متماشياً مع ما كشفه المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن وضع وفد النظام شرط “استعادة السيادة على جميع الأراضي السورية” لمتابعة العملية السياسية في جنيف.
ويشار إلى أن النظام لم يلتزم باتفاق “خفض التصعيد” حيث يواصل قصف المناطق المحررة المشمولة في الاتفاق كإدلب مرتكباً المجازر بحق المدنيين كان آخرها مجزرة بلدة معر شورين التابعة لمدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، فيما قال معارضون الأسبوع الماضي: “إن القوات الحكومية وحلفاءها كثفوا الضربات الجوية على بلدات تسيطر عليها المعارضة في ريف حماة قرب القطاع الجنوبي من إدلب”.