أخرهم «البنسلين».. أزمة الدواء في مصر مسلسل كل يوم
بين تعنت شركات الأدوية وفقدان الضمير الصيدلي في بيع الأدوية لحين بيعها بالسعر الجديد يقف المريض حائرٍ بين ذاك وهؤلاء، لايسمع أحد صرخاته ولا يشعر باَلامه سوي من ذاق مرارة مرضه.
أزمة مستمرة بشكل يومي لا يُعرف من المتسبب فيها بشكل رئيسي، حيث شهدت العديد من الصيدليات نقصًا شديداً في الأدوية خلال الفترة الأخيرة، تفاوتت نسبتها ما بين 20 إلى 100 صنف، وجاء أبرزها أدوية مرضى السكر والقلب والعيون والروماتيزم والمخ والأعصاب.
وأرجع بعض الصيادلة أن الأزمة تأتي بسبب شركات الأدوية وعدم توافر المواد الخام للأدوية المستوردة؛ ما تسبب فى معاناة كثير من المرضى، مشيرين إلى أن بعض الصيادلة يتعمدون الاحتفاظ بالأدوية لإطالة أمد الأزمة من أجل رفع السعر.
ومن أبرز أنواع الأدوية التي شهدت نقصًا في السوق «الرومايتزم، والسيولة، وقطرات العيون كأوبتى بريت، هاى فريش، مكستروال، زولامول، زوليال، تويترداكس، تويركس، وعدد من المراهم».
ومن أقوي الأدوية تأثيراً في اختفائها «أچلاكس فورا، ديلانترات، چنيل، وأمبولات تراى، ينستارد ڤيال، زوليا مونو» وجميعها خاصة بمرضي سيولة الدم والمخ والأعصاب والروماتيزم.
وقال بعض الصيادلة إن المرضى كثيراً ما يرفضون بدائل الأدوية على اعتبار أن مفعولها ليس كالدواء الأصلي، لافتين إلى أن هناك أدوية يستمر أختفائها لقرابة السنة مثل «celebrolysin» وهى حقن للسكتة الدماغية، بالإضافة إلى «إسبرين بروتيكت» للقلب.
ومن أشهر الأدوية التى اختفت بشكل مريب من الصيدليات منذ مايقرب من ثلاثة أشهر «البنسلين» الخاص بعلاج مرضي الميكروب السبحي، وبالرغم من وجود بديلاً له إلا أن المادة الفعالة فيه غير مؤثرة بالمرة.
وفي هذا السياق قال الدكتور محي عبيد، نقيب الصيادبة، إن هناك حالة عجز تام في كافة الصيدليات بأنحاء محافظات الجمهورية المختلفة فى حقن “البنسلين”، والتي تُستخدم لعلاج مصابي الميكروب السبحي، مؤكداً أن وزير الصحة قد وعدت بإعادة إنتاج “البنسلين” وتوزيعة من جديد.
كما صرح النائب أحمد العرجاوي، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن أزمة نقص “البنسلين” مصطنعة ومعدة إعدادا جيدا لاقتصاص الشركة الوحيدة المستوردة لعقار البنسلين والمحتكرة له من وزارة الصحة والحكومة.
وانتقد العرجاوي الشركة المستوردة للبنسلين لقيامها بالقصاص من المريض المصري خلال أزمتها مع وزارة الصحة بعد استبعادها من موقعها.
وأشار وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إلى أن الشركة المستوردة تسعي لخلق أزمة في السوق والاستفادة من مخزون البنسلين لديها لتحقيق مكاسب مالية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الاَن، ماذا سيحدث إذا قامت نقابة الأطباء والصيادلة بمقاطعة الأدوية والمستلزمات الطبية الأمريكية بعد قرار الرئيس الأمريكي “ترامب” بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، خاصة وأن مصر تستورد ما يقرب من 80% من الأدوية والمستلزمات الطبية من أمريكا؟!.