التعليم الجديد صراع لن ينتهي
الوزير: نواجه حرباً ضروس ضد الفساد والأنانية المطلقة..وخبراء: اقتداء بالدول المتقدمة..ونواب يتساءلون "هل يتناسب مع سوق العمل؟!"

أثارت تداعيات تطبيق منظومة التعليم الجديدة المقرر تطبيقها سبتمبر المقبل والتي أعلنها وزير التربية والتعليم “د. طارق شوقى”، حالة من الجدل الواسع بين الخبراء والمتخصصين وأولياء الأمور في الشارع المصري، وذلك بعد أن صرح وزير التربية والتعليم إن الوزارة تواجه حربًا ضروس، إذ أن نظام التعليم الجديد يهز عروش المصالح والفساد والأنانية المطلقة، وهناك دول ليس من مصلحتها تطبيق هذا النظام الذي يحقق التنمية لمصر كلها.
وأشار الوزير إلى أن :”النظام القائم يدمر عقول الطلاب.. ولدينا تلاميذ شديدو الذكاء لكننا المسئولون عن تخريجهم من مدارسهم بمستوى غير جيد، كما أكد “شوقي”، أن المنظومة الجديدة للتعليم ستستمر حتى إذا لم يستمر في الوزارة، موضحًا أن التعليم الجديد هو نظام مؤسسي، وتم التفكير فيه جيدًا قبل التطبيق.
وأضاف “شوقي” أن المنظومة الجديدة للتعليم تتم بموافقة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، لافتا إلى أن مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية بالوزارة لأول مرة يضع المناهج التعليمية، وقبل ذلك كان يتم وضع المناهج بمعرفة بعض الخبراء خارج الوزارة
ولفت إلى أنه من الإعجاز إنهاء خطط منظومة التعليم الجديدة في 12 شهرًا فقط قائلا: “لدينا حقوق فكرية لمنظومة التعليم الجديدة، وسنطالب بحقوقنا إذا تم الاستعانة بها في الخارج” بحسب تعبيره.
على صعيد أخر قال الدكتور حسن مجاهد، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس ، إن التعليم في النظام القديم كان عبارة عن مثلث تخلف، مشيرًا إلى أن نظام التعليم الجديد قائم على التقدم والجهد، وقدرة الطالب على الفهم.
وأشار “مجاهد” إلى أن: “النظام الجديد لم يلغي اللغة الإنجليزية، وثورة أولياء الأمور ليست في محلها، والنظام الجديد في صالح الطالب”.
كما قال الدكتور عبد الوهاب الغندور، الأمين العام لصندوق تطوير التعليم بمجلس الوزراء، إن خطة تطوير التعليم الجديد محاولة للاقتداء بالدول المتقدمة في مجال التعليم، وتعتمد على عدم الحفظ والتلقين، مشددًا على ضرورة أن يتم توعية المواطنين بأهمية وتفاصيل خطة التطوير للقضاء على التوتر والقلق حول هذا الأمر.
فى السياق ذاته انتقد الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي وعضو المجلس الرئاسي الاستشاري لعلماء مصر، الهجوم الحاد الذي شنه البعض على الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم، عقب تغييره نظام التعليم المصري، مشيرا إلى أن المنظومة الجديدة للتعليم تهدف إلى تغيير أخلاقيات وهوية الطفل بأن يكون مصري.
كما قال محمد إسماعيل، عضو مجلس النواب، إن قرارات وزير التربية والتعليم الأخيرة كانت مفاجئة للشعب المصري بأكمله، مشيراً إلى أن وزير التعليم كان ينبغي أن يقوم بتوضيح آلية اتخاذ قرار تعريب المناهج بالمدارس التجريبي، وهل يهدف للحفاظ على اللغة العربية والأخلاق، وهل هذا يتناسب مع سوق العمل الآن؟!.
وتساءل “إسماعيل”، حول ما إذا كان القرار بتعريب جميع المدارس يهدف لحرمان أبناء البسطاء من التعيينات في الوظائف ذات المصاف الأول، وإبعاد المتفوقين من أبناء البسطاء عن البحث العلمي الذي يعتمد بشكل أساسي على اللغة الإنجليزية.