fbpx
الرأي

الدكتور كمال عليوة يكتب_العقل الكبير

 

إن المتأمل فى الكون، يجد أنه يسير فى كل أحواله، بما يمكن أن نسميه الإنضباط المطلق ،والذى يمكن أن نعقله ونتفهمه ، بما يبرهن على أن صانعه ،وخالقه، ومالكه ،وضعه على قواعد العقل .

 

ومن مظاهر ذلك الآتى :

1-كل أمور الكون تخضع لعلم الحساب ، فكل كيف له كمه وله قانونه الحسابى
(إنا كل شيء خلقناه بقدر) والحساب عملية عقلية.
2- الكون محكوم بأحكام منطقية،وحتى المعجزات والخوارق لها منطقيتها ،ومحكوميتها، ولها إستيعابها، ولها أيضا أسسها وحساباتها فكل شيء عنده بمقدار .
3-النظام الكونى به آليات ردع لكل من يخرج ويفسق على النظام الكونى المرسوم له قديما، ومنها :
– الأمراض والأوجاع،
– والمصائب والنوائب،
– ومنها الكوارث الطبيعية ، كالزلازل والبراكين ، والطوفان ،
وهجوم الأحياء المشاركة لنا فى الحياة ،كالهوام ،والحيات، والحشرات .
وهذا التدبير والتنظيم إنما هو لصالح الكون ولصالح من فيه ، وهذا شيء عقلى ومنطقى .
ومن أجل هذا كله لم يشأ مالك الكون ،وخالقه، ومنظمه، ومدبره،وواضع هذا العقل الكبير فى كونه ، أن يترك الانسان – ذلك المخلوق الحرالعاقل أن يضل فى كونه المجبول على الحكمة والعقل والنظام ، فاختار منهم رسلا وأرشدهم الى طريق الإنسجام مع الكون المسلم والمستسلم لخالقه ، وأمرهم بتبليغ الأوامر والنواهى لتحقيق الإنسجام الكونى وليعزف الإنسان بإرادته مع الكون الكبير سيمفونيه الإسلام والخضوع لله الملك ،فى أجمل عملية عقلية ليتم بها العقل الكبير لهذا الكون الكبير الذى هو من ملك الله الكبير.

 

زر الذهاب إلى الأعلى