fbpx
الرأي

الوعي الزائف

بقلم الإعلامية_ كريمة الحلفاوي

 

 

ليس كل ما نعمله هو الحقيقة ، فقد تسود حولنا مؤشرات لأمور لكنها ليست الواقع ،ولنا في أيام حرب أكتوبر أسوة، ففي تلك المرحلة كانت مظاهرات الطلبة تخرج ضد السادات الذي لم يتخذ قرار الحرب لرفع الخزي بعد 1967 ، خرجت ضد عمود محمد حسنين هيكل والذي كان يؤكد فيه أننا لن نحارب وأن أمريكا تدعم اسرائيل وأننا لن نقوى على الحرب

إهانات طالت السادات واتهمته بالعمالة الأمريكية خاصة بعد أن طرد الخبراء الروس في 8 يوليو 1972ممن تولوا تدريب القوات المصرية على السلاح الروسي بعد 67 ، هذا القرار الذي قوبل بتهليل من اسرائيل وأمريكا ، إنما كان تأكيد على حالة عدم الاستعداد للحرب التي باتت في قناعة الشعب المصري أنذاك.

وفي صبيحة يوم السادس من أكتوبر خرجت عناوين الصحف المصرية بالاستعداد لانطلاق عمرات قيادات الرجال المسلحة وأسرهم .

اذن لم يكن هناك توقع للحرب , وتلك هي بعض من مشاهد الشارع المصري في ذلك الوقت،شعور بالخيبة ووعي زائف بعدم الاستعداد للحرب.

أما على خط الجبهة فقال لي عدد من قيادات حرب اكتوبر ممن كانوا وقتها ضباط وطيارين في مقتبل عمرهم إنهم كانوا يتدربون منذ 67 أنهم يحاربون كل يوم ، في كل يوم لهم طلعة ولديهم أهداف ، وفي يوم السادس من أكتوبر تكررت العملية وخرج كل سرب منهم وكل مجموعة في مهامها التي يتم الاطلاع عليها بشكل دوري ، قال لي أحدهم لم أكن أعلم أنها الحرب ،ظننت أنها طلعة مثل كل أيام التدريب ، لكن بمجرد عبوري خط القناة بطائرتي أدركت أن الحرب بدأت ،وبدأ التكبير مع تنفيذ أول أهدافنا .

هي الحرب إذن ر قرار ساده تعتيم مرفق بتخطيط استراتيجي وخداع سيبقى التاريخ يقف أمامه احتراما وإجلالا .

هي الإرادة المصرية التي يعجز العقل والوجدان على إدراكها .. تلك الإرادة كانت تجعل جندي المشاة المصري يواجه دبابات العدو بصدر مفتوح ويقترب من الدبابة على مسافة قريبة ليصطادها بسلاحه في مواجهة شجاعة , هي الرهبة التي ألقاها الجندي المصري في قلب عدوه ،هي الروح التي جعلت من الطيارين المصريين ومهندسي القوات المسلحة يقومون بتطوير طائراتهم لتقترب بعض الشيئ من طيارات العدو التي تتفوق عليه ثلاث مرات.. كل تلك العوامل تزيد من الإيمان بقدرة المصريين على الوصول لأي هدف طالما كان هناك إيمان حقيقي بهذا الهدف .

وأخيرا أعود لعنوان هذا المقال ( الوعي الزائف ) فكم من الأمور حولنا اليوم لا ندرك أبعادها , لكن الفارق بين اليوم وأمس فيمن يصطادون في الماء العكر ويضفون لمسات خيالهم المريض ويفتحون المجال أمام التأويل لخلق حالة من التضليل والتأثير على الرأي العام.

زر الذهاب إلى الأعلى