fbpx
الرأي

عبير كمال تكتب_ الرضا عن الحياة

احد مؤشرات الصحة النفسية السليمة الرِّضا نعمةٌ من أعظم النِّعَم في حياتنا، وهو مرتبةٌ عاليةٌ تُضفي على النفس هدُوءًا وطُمَأْنينةً، وتُكسِب صاحبَها التوازنَ النفسيَّ، وتبعث في جوانحه السعادة، وتُعطي الحياةَ معنًى يبعث على النشاط، ويُحفِّز على العمل.
وكلما زاد مستوى الرضا لدى الإنسان، انخفضَتْ مستويات القَلَق والتوتُّر، وخفَّت آثارُ الضغوط اليومية على أعصابه؛ مما يُساعده على الحفاظ على صحَّته النفسيَّة والجسديَّة.
وحين يمتلك الإنسان الرضا، فإنه يحوز كنزًا عظيمًا، يجعله يحتفي بما يملكه وما يستطيعه هو؛ لا ما يمتلكه الآخرون، وما قدره الله سبحانه له؛ وليس ما يريده هو، وحينها يصل الإنسان إلى درجة كبرى من التصالح مع نفسه، والتوافُق مع القدر ومع كل ما حولَه، وجميع ما يمرُّ به من أحداث.
وإذا فقد الإنسان الرِّضا، فلا تسَلْ عن حاله من همٍّ ونكَدٍ وفَقْد لملذَّات الحياة مهما كان مقدار ما يمتلكه، وسِرُّ الرِّضا هو الاقتناعُ أن الحياة هِبةٌ وليستْ حقًّا.
وأن يكون على قناعة تامَّة بأن غيره ليس بأفضل منه، وألَّا يُقارن نفسَه بأحد، ويعلم أن كل شخص يمتلك أشياء تُناسبه، وكل واحد لديه إمكانات ومواهب يفتقدها كثيرون، وأنه مسئول في الدنيا وفي الآخرة عمَّا يملكه هو؛ لا ما يملكه الآخرون، وأن يعلم تمام العلم، ويتيقَّن أن الحياة الدنيا ممرٌّ ومعبرٌ، وأنها دارُ اختبارٍ وابتلاء يجري عليها أمرُ الله ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾
ومن هنا ينطلق الإنسان ليعلم أن الرِّضا نِعْمةٌ ومِنْحةٌ إلهيةٌ يهبها الله لمن شاء أن يمنحه جنة الدنيا قبل جنة الآخرة، ولا بُدَّ أن يسعى العبد لتحقيقها من خلال عمله الصالح ومداومته على ما يُحِبُّه الله ويرضاه.
رأينا علي صفحات التواصل الاجتماعي فيديو يجسد معني. الرضا في اروع معانيه وهو باع الفريسكا الطالب بالثانوية العامة الحاصل علي 99.6 هو يتحدث بتلقائية شديده، عندما سأله الصحفي انت بشتغل ايه? ببيع فريسكا انا واخويا وابويا، لم يخجل ولا ينكر ، ليطرح عليه سؤالا اخر. انت فرحان بالمجموع? فرحت اكتر اني فرحت ابويا، اي رضا سكن هذا القلب، واي تواضع ملئ عقل وقلب هذا الطالب البسيط .
ليس من السهل ان تتعلم الرضا وتطبيقه، الرضا عن الحياة هو الطريقة التتي يُظهر بها الناس مشاعرهم وأحاسيسهم وكيف يشعرون بشأن توجهاتهم وخياراتهم للمستقبل.هو مقياس للرفاهية يُقيَّم من حيث المزاج والرضا عن العلاقات والأهداف المُحققة والمفاهيم الذاتية والقدرة الذاتية المدركة للتعامل مع الحياة اليومية.
يتضمن الرضا عن الحياة أسلوبًا مُحبّبًا مواتٍ لحياة الشخص بدلًا من تقييم المشاعر الحالية. يُقاس الرضا عن الحياة تبعًا للمكانة الاقتصادية ودرجة التعليم والخبرات والعديد من المواضيع الأخرى.

الرضا عن الحياة هو جزء أساسي من الرفاه الذاتي.
العوامل المؤثرة على الرضا عن الحياة

في دراسة أُجريت في عام 1998، حُللت العديد من الدراسات مع بعض الإستبيانات الشخصية التي تربط تدابير الرفاهية والمقاييس الشخصية. وُجد أن العصابية كانت أقوى مؤشر على الرضا عن الحياة. ترتبط العصابية أيضًا بالأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التفكير، وهي شائعة ين الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي. يرتبط عامل الشخصية “الانفتاح على التجربة” ارتباطا إيجابيًا بالرضا عن الحياة. وبغض النظر عن أبعاد الشخصية التي دُرست في العوامل الخمسة الكبرى، فإن نمط الأشخاص المهتمين بالوقت يرتبط بالرضا عن الحياة بما يعني أن الناس المنحازين للفترة الصباحية أظهروا تقبلًا لحياتهم أكثر من أولئك المنحازين للفترة الليلية.
الرِّضا نعمةٌ من أعظم النِّعَم في حياتنا، وهو مرتبةٌ عاليةٌ تُضفي على النفس هدُوءًا وطُمَأْنينةً، وتُكسِب صاحبَها التوازنَ النفسيَّ، وتبعث في جوانحه السعادة، وتُعطي الحياةَ معنًى يبعث على النشاط، ويُحفِّز على العمل.
وكلما زاد مستوى الرضا لدى الإنسان، انخفضَتْ مستويات القَلَق والتوتُّر، وخفَّت آثارُ الضغوط اليومية على أعصابه؛ مما يُساعده على الحفاظ على صحَّته النفسيَّة والجسديَّة.
وحين يمتلك الإنسان الرضا، فإنه يحوز كنزًا عظيمًا، يجعله يحتفي بما يملكه وما يستطيعه هو؛ لا ما يمتلكه الآخرون، وما قدره الله سبحانه له؛ وليس ما يريده هو، وحينها يصل الإنسان إلى درجة كبرى من التصالح مع نفسه، والتوافُق مع القدر ومع كل ما حولَه، وجميع ما يمرُّ به من أحداث.
وإذا فقد الإنسان الرِّضا، فلا تسَلْ عن حاله من همٍّ ونكَدٍ وفَقْد لملذَّات الحياة مهما كان مقدار ما يمتلكه، وسِرُّ الرِّضا هو
ومن هنا ينطلق الإنسان ليعلم أن الرِّضا نِعْمةٌ ومِنْحةٌ إلهيةٌ يهبها الله لمن شاء أن يمنحه جنة الدنيا قبل جنة الآخرة، ولا بُدَّ أن يسعى العبد لتحقيقها من خلال عمله الصالح ومداومته على ما يُحِبُّه الله ويرضاه.
والرِّضا بهذا الاعتبار وَهْبيٌّ من جهة، وكَسْبيٌّ من جهة أخرى، والله عز وجل يمتنُّ على مَنْ شاء بما شاء؛ ولهذا يتفاوت الناس في مراتبهم في الدُّنيا وفي الآخرة، والرِّضا مرتبةٌ أعلى من الصبر؛ إذ الصبر واجبٌ، أما الرِّضا فمستحبٌّ؛ قال ابن عباس: “إنْ استطعت أن تعمل بالرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع، فإن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا”، وكتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى رضي الله عنهما: أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى، وإلَّا فاصبر.
والصبر يعني أن يصبر الإنسان على ما يُصيبه، وقد يتمنَّى تغييره، وقد يكره ما هو فيه؛ ولكنه مع ذلك يتحلَّى بالصبر؛ لكن مشاعره تتعاكس مع سلوكه ومع أفكاره وقناعاته، ومن هنا تنشأ مُعاناته.
لكن في الرِّضا يستوي الأمران عند صاحبه، فلا يريد إلا ما يريده ربُّه له، وإن كان مؤلِمًا، وقد يصحب الرِّضا ألمٌ؛ لكنه لا يُغيِّر من قبوله لما ينزل به شيئًا، وهنا تتوافق مشاعرُه مع سلوكه مع أفكاره وقناعاته، ثم يكون الانسجام والتوافُق النفسي؛ مما يُضفي على صاحبه التوازن؛ وهو ما نُسمِّيه بالرضا.

زر الذهاب إلى الأعلى