fbpx
تقارير وملفات

“عسكري الدرك ” الامن والأمان في مصر زمان

كتب محمد عبدالله

“ها مين هناك ” عبارة بسيطة يطلقها بصوته الجهور الرنان..وصفارته الحديدة التي لم تكن تفارق شفتاه ، وقبعته المصنوعة من الجوخ الأسود، مرتدياً ملابسه البيضاء والسوداء التى كانت تتبدل وفقا لفصول السنة.. يجوب الشوارع والطرقات مساءً وحتي شروق الشمس ، ليحفظ الأمن، ويحمى ممتلكات المواطنين، هكذا كانت أدوار واسلحة “عسكري الدرك “.

كانت صفارة واحدة من”عسكري الدرك” تفرق أي اعتداءات وتجعل كل من بها يهرب في شتى الاتجاهات، قبل أن يروه أو يلمحوه – مترجلًا أو فوق دراجته – في اتجاهه إليهم، كان وجوده يخيف ويربك الجميع – أغنياء وفقراء – لا يستطيع أي منهم أن “يبجح” فيه أو ينهره بسخافة ، لم يطلق “الدرك” صافرته إلا في وقت الخطر لتنبيه الناس بوجود “حرامي” أو “قاتل” بالشارع، كي يجتمع الناس حوله ليمسكوا به، حيث كان لكل موقف عدد من التنبيهات التي يطلقها العسكري في صفارته، فتكون لغة يفهمها عسكري الدورية الذي كان مكلفًا بأن يتجول في الشوارع بالقرب من الشرطة حيث لكل موقف معين عدد من التنبيهات.

بداية “عسكري الدرك”

في مصر زمان وتحدياَ في القرن الـ19 الميلادي أنشأ العثمانيون “عسكرالدرك”، وجاء تلك اللقب بعدما كانوا يطلقونه على رجال الشرطة في هذا العصر، لحفظ الأمن في الشارع، وكانت كلمة “الدرك” تعني لغويا استدراك الشئ أو ملاحقته، وهو ما ينطبق على رجل الشرطة الذي يطارد المجرم في عصر العثمانيون ، ظل “عسكرى الدرك” متواجدًا في مصر لفترة طويلة جدًا منذ دخول الخلافة العثمانية، وحتى قيام ثورة يوليو 1952، إلى أن ألغى مجلس قيادة الثورة بقيادة جمال عبد الناصر، وظيفة “عسكر الدرك” واستبدالها بأمناء الشرطة، والتي استمرت حتى الآن.

ورغم اختفائه عن الساحة المصرية منذ ثورة 1952 فإن السينما المصرية لعبت دوراً كبيرا في الحفاظ على شخصية “عسكري الدرك”، بسبب تعدد تجسيدها في أفلام الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، لتطوى تلك الصفحة، وتبقى ذكرى ” الدرك” خالدة على صفحات السينما التى سطرته فى عدة مشاهد متفرقة، بقت خالدة فى أذهان المشاهدين.

وكان ابرز ظهور لـ”عسكر الدرك” في السينما المصرية خلال فيلم “اسماعيل ياسين في البوليس ” ورفيقه الفنان رياض القصبجى والذي جسد حقبة زمنية مهمة في تاريخ تطور شرطة النجدة من “عسكر الدرك” والسير على الأقدام مرورا بدخول الدراجات البخارية وصولًا للسيارات المزودة بكاميرات مراقبة وتقنيات حديثة للبحث الجنائى بوزارة الداخلية.

زر الذهاب إلى الأعلى