«قناة السويس» تهب المصريين «شرايين الحياة» قبل رحيل 2017
استمرارًا للبنية التحتية التي تسطرها الحكومة المصرية تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للنهوض بالاقتصاد المصري والمشاريع التنموية والإثرائية، على كافة الأصعدة، تأتي «شرايين الحياة» والمشروعات القومية بمنطقة قناة السويس في محافظة الإسماعلية لتتوج النماء الاقتصادي المصري لعام 2017، وتحقق نقلة حضارية واقتصادية بالمنطقة.
ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد أن الرهان الرئاسي على القناة مازال رابحا، والتحديات تواصل النجاحات والأيادي العاملة تثبت جدارتها، حيث تم استلام مواقع العمل بنهاية فبراير 2015، واعتبارا من نوفمبر من نفس العام وحتى مارس 2016 توالى وصول ماكينات الحفر، وتم تجميعها بمواقع العمل، وبدأ الحفر في يونيو 2016 باستخدام الماكينات بسواعد مصرية 100%، لتنتهي الأعمال في ديسمبر 2017، وهو ما يسجل زمنا قياسيا، ونتائج قياسية.
هدايا قناة السويس
وشملت هدايا قناة السويس في تلك الفترة الزمنية وقبل رحيل عام 2017 :
- خروج ماكينة حفر أنفاق شمال الإسماعلية شرق القناة، والانتهاء من أعمال الحفر والتبطين للأنفاق الثلاث.
- افتتاح كوبرى الشهيد العقيد أحمد منسى والشهيد الجندى أبانوب العائمين على قناة السويس.
- انضمام السفينة ” أحمد فاضل ” للخدمات البترولية إلى أسطول شركة التمساح لبناء السفن ومشاركتها فى اكتشافات الغاز والبترول.
- المرحلة الثانية من المزارع السمكية التابعة لهيئة قناة السويس شرق القناة .
مواقع الأنفاق ودقة الاختيار
وبالتوقف على اختيار مواقع الأنفاق، أكد اللواء أحمد فودة مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمشرف على المشروع، أنه تم اختيار مواقع الأنفاق بدقة شديدة فى مرحلة التخطيط لربط المحاور المرورية شرق وغرب القناة ببعضها بالإضافة لخدمة مناطق التنمية فى سيناء.
وأضاف اللواء فودة أنه تم اختيار موقع الأنفاق بمنطقة جنوب بورسعيد علامة الكيلو متر 19,150 لخلق محور مرورى بدءا من مدينة السلوم غربا حتى مدينة رفح شرقا عبر الطريق الدولى الساحلى مرورا بالأنفاق، كما تم اختيار موقع الأنفاق بمنطقة شمال الإسماعلية علامة الكيلو متر 73,250 لربط مدينة السلوم و جنوب غربا بالعوجة شرقاً وقامت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بالتعاقد مع 4 شركات وطنية مصرية لتنفيذ هذا المشروع العملاق (بتروجيت – كونكورد) بأنفاق شمال الإسماعلية و (المقاولون العرب و أوراسكوم ) بأنفاق جنوب بورسعيد.
وقال: «إن أقصى عمق للنفقين من سطح الأرض 70 مترا، ومن سطح مياه قناة السويس 44 مترا وقد تم تبطين جسم النفق بحلقات خرسانية تتكون الحلقة الواحدة من 9 قطع ” segments” وزن الحلقة مكتملة 112 طن خرسانة مسلحة وخطط لربط كل نفقين بممرات عرضية كل 1000 متر لتستخدم فى عمليات نقل الأفراد فى حالة الطوارئ».
مميش وكباري القناة
وحول تصنيع الكباري قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس: «إن الكباري التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي، صُنعت في ورش وترسانات هيئة قناة السويس، ولم يتم استيراد مسمار واحدًا لها من الخارج»، مشيرا إلى أن الهيئة قطعت خطوات سريعة وحاسمة في تنفيذ مخطط الدولة نحو ربط “سيناء” بالوادي عبر إنشاء عدد من الكباري العائمة بطول المجرى الملاحي للقناة كمحورٍ رئيسي بالمشروع القومي لتعمير سيناء والتى ستحقق تكاملاً مع المعديات المنتشرة بطول المجرى الملاحي لتخفيف تكدس المواطنين والمركبات والخامات.
وقال مميش: «إن الهيئة تعتزم البدء في المرحلة الثالثة بإنشاء اثنين من الكباري العائمة أحدهما في منطقة «الشط» بالسويس والثاني فى «سرابيوم» بالإسماعيلية في 2018 ، التزامًا باتفاقية القسطنطينية في توفير سبل الانتقال للقاطنين على ضفتي القناة كذلك أنشاء أكبر مشروع للاستزراع السمكي بمنطقة أحواض الترسيب شرق القناة على مساحة 7500 فدان من المياه المالحة والتي توفر قرابة 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ، كذلك دخول السفينة العملاقة أحمد فاضل للخدمة كأكبرَ وحدةٍ متعددة الأغراضِ والإمداداتِ والدعم اللوجستى».
من أرض صحراء إلى المزارع السمكية
وأوضح مميش أن المزارع السمكية التي أنشئت بمنطقة قناة السويس فى المياه المالحة شىء عظيم، بعدما كانت أرضا صحراء، مشيرا إلى أن السيسي طالب بزرع أسماك بأسعار مخفضة لتكون في متناول الجميع.
وتبلغ الطاقة الكلية للمرحلة الثانية من مشروع الاستزراع السمكى بمنطقة أحواض الترسيب شرق القناة 4440 حوضا لاستزراع الأسماك البحرية عالية الجودة على مياه قناة السويس لسد الفجوة الغذائية وتنمية منطقة قناة السويس وسيناء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة وقد نجح في خلق 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ترتفع إلى 10 آلاف فرصة عمل بعد اكتمال المشروع.
وتم افتتاح المرحلة الأولى بطاقة 1034 حوضا واستكمال مراحل المشروع الكبير على أن يتم الانتهاء من المرحلة النهائية خلال الفترة من منتصف إلى نهاية 2018.
«شرايين الحياة»
وتتويجا لهذه الأعمال، شاهد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة فيلمًا تسجيليًا بعنوان «شرايين الحياة»، من إنتاج ادارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، يوثق مراحل العمل بأنفاق قناة السويس منذ بدء الإنشاء وحتى الانتهاء من الحفر، كما رصد الفيلم آراء المواطنين المستفيدين من المشروع الذى سيحقق الربط السريع بين الشرق والغرب ويخفف العبء عن كاهل أهالى سيناء الحبيبة.
وجاء ذلك خلال فعاليات المشروعات القومية بمنطقة قناة السويس في محافظة الإسماعلية بحضور كبار رجال الدولة، والشخصيات العامة، والشباب، وذلك خلال زيارة الرئيس السيسي إلى محافظة الإسماعيلية، حيث أجري جولة تفقدية بالمحافظة يشارك خلالها في احتفالات العاملين بـ«أنفاق أسفل قناة السويس» بخروج ماكينة الحفر «تحيا مصر» «1» و«3».
أهداف استراتيجية
وحول تزامن حفر الأنفاق والكباري العائمة، كشف مميش عن حزمة من الأهدافً الاستراتيجية في توقيتٍ واحد، تشمل:
- تأمين إمدادات المواد الخام للمنشآت الصناعية القائمة ودفع عجلة التنمية وإنشاء المجمعات الصناعية الجديدة.
- تنشيط حركة التجارة ونقل البضائع بمختلف أنواعها، وخدمة المدن العمرانية الجديدة المطلة على القناة مثل مدينة الإسماعيلية الجديدة الجاري إنشائها ضمن الخطة القومية للتنمية العمرانية.
- مد نشاط شركات هيئة قناة السويس في هذه المنطقة الواعدة لتعزيز خطة هيكلة تلك الشركات للمساهمة بكفاءة في تنمية الاقتصاد المصري.
التاريخ يُدون
واستمرارا لهدايا القناة في 2017، كشف مميش عن انجاز تاريخي حققته حركة الملاحة في القناة يوم 9 من ديسمبر 2017، حيث مرت 74 سفينة فى الاتجاهين وبإجمالى حمولات 5.2 مليون طن بضائع فى يوم واحد، وهو أعلى معدل حققته القناة منذ بدء التشغيل فى العام 1869.
كم عبرت، السبت، سفينة الحاويات Madrid Maersk التى تعد ثانى أكبر سفينة حاويات فى العالم، المجرى الملاحى لقناة السويس ببورسعيد قادمة من ميناء Felix Stowe بالمملكة المتحدة.