علي طريقة فيلم «ولاد العم» وحدة المستعربين «جواسيس بوجوه شرقية»
«التجنيد، الاندساس بين صفوف الشبان الفلسطنين الثأرين، الاندماج في المجتمع الفلسطيني وتعلم اللكنة الفلسطينية والدين الإسلامي، الزواج من عربيات مسلمات كي لا يتم التعرف على هويتهم»، انطبقت هذه الصفات على وحدات «المستعربين» بجيش الاحتلال الإسرائيلي، فالبداية من التجنيد ثم الاندماج في المجتمع الفلسطيني وتعلم اللكنة الفلسطينية والدين الإسلامي مروراً بالزواج من عربيات مسلمات وإنجاب أطفال حتى لا يتم التعرف علي حقيقة عملهم.
وحدات المستعربين أو فرق الموت المنظم -كما يُطلق عليها- يعود تاريخ إنشاءها إلى خمسينات القرن الماضي بعد إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، وكانت تتبع «جهاز الأمن الداخلي» الإسرائيلي «شاباك».
وقد برز استخدام قوات الاحتلال عناصر “المستعربين” في شكل واضح في مواجهة التظاهرات الفلسطينية الأخيرة، وهم يرتدون اللباس الفلسطيني ويتسللون ملثمين إلى تجمعات الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهتهم القوات الإسرائيلية، ويقومون باستدراجهم والمساهمة في اعتقالهم وتسليمهم إلى سلطات الاحتلال، وقتلهم في بعض الأحيان.
ويقوم عناصر هذه الوحدة بالتجوّل في المناطق الفلسطينية، ويتخفون بلباس مواطنين فلسطينيين، ويتم اختيارهم تبعاً للمهمة واحتياجاتها، حيث قامت هذه الوحدة بعمليات اغتيال عدة لعدد من القيادات والناشطين الفلسطينين، إضافة إلى عمليات تتبع وتقصي معلومات حول الشبان المشاركين في الاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرئيلي.
ويقول «موريا» قائد الوحدة عام 1998، إنه توجب على المستعرب في ذلك الوقت أن يعيش كالعربي تماماً، لا أن يتنكر بزي عربي فقط، وأن يقيم بيتاً وأسرة ويولد له أطفال، مشيراً إلى أن فكرة تشكيل وحدة المستعربين نشأت لدى الموساد مع بداية موجات اللاجئين الفلسطينيين خلال حرب العام 1948 من أجل زرع العملاء اليهود في الدول العربية وجاراتها إبان الحرب وبعدها.
وحصل هؤلاء العملاء على هويات عربية أخذت من اللاجئين، ومن خلال هذه الهويات المستعارة، عمل العديد منهم في دول عربية عدة.
وتعتبر هذه الوحدة من أهم الأسرار الكبيرة في الأوساط الاستخبارية الإسرائيلية، وعندما جاءوا لحل الوحدة وجدوا صعوبة بالغة التعقيد، فما العمل مع الزوجات المسلمات التي تزوجهن المستعربين وأنجبوا منهن أطفالاً ولازالوا لايعلمون بحقيقة أزواجهم وعملهم في الموساد الإسرائيلي؟.
فيقول «موريا» في أحد خطاباته: “من أحمد العربي عليك فجأة أن تعود لتصبح يوسي اليهودي وعليك أن تحدث زوجتك بالحقيقة، حقيقة أنك لست الوطني العربي الذي أحبته وإنما يهودي”.
وأشار موريا إلى أن “الأسر تمزقت وتفرقت، وهوية الأولاد باتت مشكلة، خصوصا ًعندما يصل الابن إلى سن الخدمة في الجيش ويتوجب عليه أن يقرر إن كان سيتجند أم لا. فهو يعرف أن أمه عربية وأباه يهودي، ويسأل نفسه إلى أين عليه أن يوجه بندقيته”.