أين تقع مدينة الجن ….. يموت كل من ينظر إليها
التاريخ يبهرنا دائما بالقصص ، منها ما هو حقيقي ومنها ما هو من وحي الخيال ، يتشوق الكثير بمعرفة تلك القصص التي عاشت فى الأذهان لألف السنين .
ما هي مدينة النحاس المسكونة بالأشباح والمصنوعة من قبل عالم الجن ؟!
يقال بأن مدينة النحاس هي نفسها مدينة فيافي الأندلس بالمغرب حالياً مدينة تطوان ويقال لها أيضا مدينة الصفر بسبب لون النحاس. تتميز هذه المدينة بطابعها الأندلسي وتجمع بين مزيج من الثقافات العربية والأندلسية والفرنسية.
تقع مدينة النحاس غرب المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط بالقرب من مدينة طنجة بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف القاتمة اللون، وتبعد على بعد أمتار قليلة من مضيق جبل طارق.
سيدنا سليمان كان هو الوحيد من بين كل الانبياء عليهم السلام الذي سخر له الله الجن والانس لخدمته . وسخر له الله كل شىء، الريح والطير، والنمل، والجن، والإنس، يطبقون كل ما يأمرهم به ،
وسخر له مردة الشياطين، الذين كانوا يغوصون فى أعماق المحيطات لاستخراج الكنوز من اللآلئ والجواهر . وكان عظماء الجن يؤدون الأعمال التى يصعب على البشر القيام بها . كبناء القصور العالية ، والصروح الضخمة،..!! . حيث ذكر في القران الكريم هذه الاية : «وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ».. وفى سورة سبأ: «وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ» .
يوجد الكثير من المدن الاسطورية المفقودة في التاريخ . كمدينة اتلانتيس او قارة اتلانتيس التي يقال انها وصلت لدرجة هائلة من التطور . مدينة طروادة التي كانت مركز أحداث حرب طروادة التاريخية الشهيرة في تركيا . مدينة ممفيس الفرعونية المفقودة والتي كانت عاصمة مصر في 3،1000 قبل الميلاد . أما أشهر المدن التاريخية المفقودة في العالم فهي مدينة النحاس والموجودة في المغرب the copper lost city . يقال أن من بنى هذه المدينة هم الجن الذي سخرهم الله لسيدنا سليمان . لكن ما هي قصة هذه المدينة الاسطورية
يقال بأن مدينة النحاس تلك التي تقع في المغرب حيث أشار الغرناطي إلى أن مدينة النحاس بنتها الجن لسليمان بن داوود عليهما السلام في فيافي الأندلس بالمغرب الأقصى قريباً من بحر الظلمات. وقد أمر عبد الملك بن مروان حاكم المغرب موسى بن نصير بأن يبحث عن هذه المدينة، فخرج موسى بن نصير وخرج معه الأدلاء يدلونه على تلك المدينة، فسار على في الصحراء مدة أربعين يوماً حتى أشرف على أرض واسعة كثيرة المياه والعيون والأشجار والوحوش والأطيار والحشائش والأزهار، وبدا لهم سور مدينة النحاس فهالهم منظرها.
أمر موسى بن نصير الجيش بأن يبحثوا عن باب في السور وما إذا كان هناك أي شخص يعيش هناك إلا أنهم لم يجدوا باباً ولا البشر لذا فقد حفروا عند سور المدينة حتى وصلوا إلى الماء حتى وجدوا بأن سور النحاس مثبتة بشكل متين تحت الأرض فعلموا أنه لا سبيل إلى دخولها من سورها. أمر موسى بن نصير بأن يبنوا أبراج شاهقة عند كل زاوية من زوايا السور حتى يتمكنوا من دخول المدينة.
ثم ندب موسى بن نصير منادياً ينادي في الناس أن من صعد إلى أعلى سور المدينة نعطيه ديته، فجاء رجل من الشجعان يريد أن يصعد إلى الأعلى ثم صعد حتى علا فوق السلم على سور المدينة، فلما علا وأشرف على المدينة ضحك وصفق بيديه، وألقى نفسه إلى داخل المدينة. فسمعوا ضجة عظيمة وأصواتاً هائلة ففزعوا واشتد خوفهم وتمادت تلك الأصوات ثلاثة أيام ولياليها ثم سكنت تلك الأصوات، فصاحوا باسم ذلك الرجل من كل جانب من العسكر فلم يجبهم أحد، فلما يأسوا منه ندب أيضاً الأمير موسى بن نصير منادياً فنادى في الناس وقال: أمر الأمير أن من ذهب وصعد إلى أعلى السور أعطيته ألف دينار، فبرز رجل آخر من الشجعان وقال: أنا أصعد إلى أعلى السور، فأمر الأمير أن يُعطى ألف دينار فقبضها، ووصاه الأمير وقال له: لا تفعل كما فعل فلان وأخبرنا بما تراه ولا تنزل إليهم وتترك أصحابك، فعاهدهم على ذلك، فلما صعد وأشرف على المدينة ضحك وصفق بيديه وألقى نفسه وكل من في المعسكر يصيحون له ويقولون: لا تفعل، فلم يلتفت إليهم وذهب فسمعوا أيضا أصواتاً عظيمة ثلاثة أيام ولياليها ثم سكنت، فقال موسى بن نصير: أنذهب من هاهنا ولم نعلم بشيء من علم هذه المدينة وبماذا أكتب وأجاوب أمير المؤمنين؟ وقال: من صعد أعطيته ديتين فانتدب رجل من الشجعان وقال: أنا أصعد فشدوا في وسطي حبلاً قويا وأمسكوا طرفه معكم حتى إذا أردت أن ألقي نفسي إلى المدينة فامنعوني قال: ففعلوا ذلك وصعد الرجل فلما أشرف على المدينة ضحك وألقى نفسه فجروه بذلك الحبل والرجل يجر من داخل المدينة حتى انقطع جسد الرجل نصفين، ووقع نصفه من محزمه مع فخذيه وساقيه، وذهب نصفه الآخر إلى داخل المدينة، وكثر الصياح والضجيج في المدينة. فحينئذ يأس الأمير موسى من أن يعلم شيئاً من خبر المدينة.وقال: “ربما يكون في المدينة جن يأخذوا كل من طلع على المدينة”. وأمر عسكره بالرحيل، وسار خلف المدينة راجعاً .
فرأى ألوحاً من الرخام الأبيض كل لوح مقدار عشرين ذراعاً، فيها أسماء الملوك والأنبياء والتابعين والفراعنة والأكاسرة والجبابرة ووصايا ومواعظ، وذكرت كذلك سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأمته. وكان معه من العلماء من يقرأ كل لغة فنسخوا ما على تلك الألواح ثم رأوا على بعد صورة من نحاس، فذهبوا إليها فوجدوا الصورة على صورة رجل في يده لوح من نحاس، وفي اللوح مكتوب: “ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا” فقال الأمير موسى بن نصير: “هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار والنبات والماء، فكيف يهلك الناس فيها؟”.
وأمر جماعة من عبيده فدخلوا تلك الأرض فوثب عليهم من تلك الأرض من بين الأشجار نمل عظام كالسباع الضارية فقطعوا أولئك الرجال وخيولهم، وأقبلوا نحو العسكر مثل السحاب كثرة، حتى وصلوا إلى تلك الصورة، فوقفوا عندها ولم يتعدوها. فعجبوا من ذلك وانصرفوا حتى وصلوا الى الناحية الشرق. قال فلما وصلوا الى الشجر رؤا عند بحيرة كبيرة كثيرة الطير، فأمر موسى ن ينزلوا حولها فنزلوا وأمر الغواصين فغاصوا في البحيرة فاخرجوا جباباً من النحاس عليها أغطية من الرصاص مختومة. قال ففتح جب فخرج منه فارس من نار على فرس من نار في يده رمح من النار فطار في الهواء وهو ينادي يا نبي الله أن لا أعود، وفتح جب آخر فخرج منه فارس آخر، فقال موسى ومن معه من العلماء ليس من الصواب ان نفتح هذه الجباب لان فيها جن قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم، فاعدوا بقية الجباب الى البحيرة ثم أذن المؤذن لصلاة الظهر.
انتقد المؤرخ ابن خلدون هذه القصة واستبعد أن تكون واقعية حيث قال في كتابه “تاريخ ابن خلدون” حيث وضح بأن هذه القصة مستحيلة منافية للأمور الطبيعة في بناء المدن واختطاطها، وأن المعادن غايتها في الأرض هو صنع الأواني والخزف، وقد أيده ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان حيث كتب في كتابه ” ويقال لها مدينة الصُّفر، ولها قصة بعيدة عن الصحة لمفارقتها العادة، وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دوّنها العقلاء” .
تُعرف جميع المدن والبلدات النائية غير مأهولة بالسكان بمدينة النحاس أهمها مدينة النحاس في المغرب التي تدور حولها القصص الخرافية، وقد تعرفنا إلى مدى صحة قصص مدينة النحاس وفقاً للمؤرخ ابن خلدون وياقوت الحموي.
مدينة النحاس بنيت بالكامل من النحاس فعلا . و يقال بأنه تم بنائها من طرف الجن بأمر من سيدنا سليمان في مكان قريبا من بحر الظلمات . هذه المدينة هي نفسها مدينة فيافي الأندلس في المغرب . وحاليا هذه المدينة هي مدينة تطوان . لمن لا يعلم مدينة تطوان مدينتي . هنا أقطن يالصدفة . ويقال لها أيضا مدينة الصفر بسبب لون النحاس الاصفر . هذه المدينة تتميز بمزيج من الثقافات العربية والأندلسية والفرنسية . تقع مدينة النحاس غرب المغرب على ساحل البحر الأبيض المتوسط بين مرتفعات جبل درسة وسلسلة جبال الريف ،. وتبعد على بعد أمتار قليلة من مضيق جبل طارق .
بدأ لاول عملية البحث عن هذه المدينة الاسطورية عندما وصلت اخبارها ل عبدالملك بن مروان الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية من سنة 685 الى 705 ميلادية ،
وهناك وصى الخليفة عامله بالمغرب المسمى موسى بن نصير قال له في رسالة :”بلغني خبر مدينة النحاس التي بناها الجن لسليمان عليه السلام ، فاذهب إليها . و اكتب إلي بما تعاينه من العجائب و عجل بالجواب سريعا إن شاء الله”
مدينة النحاس يموت كل من ينظر إليها
فلما صعد الرجل حدث له نفس الشيء صدم واندهش وبدأ بالضحك و صفق ثم ألقى نفسه من السور فجروه من الحبل لكن فجأة بدأو يحسون بقوة معاكسة تشد الحبل من الجهة الاخرى للسور ، فانقطع جسد الرجل نصفين ، ليسقط نصفه العلوي داخل المدينة ويبقى نصفه السفلي معلقا بالحبل ، كن المنظر مقظظا ومرعبا وسمعو صوت ضجيج وصياح داخل السور ،. هنا علم موسى بن نصير ، ان صاحب هذه الفعلة واحد لا غيره وهو الجن ، وقال :”ربما يكون في المدينة جن يأخذون كل من اطلع على المدينة ” .
أمر رجاله بالرحيل وبينما هم يمشون حتى عثر موسى على الواح مصنوعة من الرخام الابيض الفاخر ، لوحة من هذه الوحات فيها نقوش وكتابات تبين انها اسماء الانبياء عليهم السلام والفراعنة والملوك وبعض الوصايا ، ووجدو صورة من نحاس لرجل في يده لوح من نحاس و في اللوح مكتوب :”ليس ورائي مذهب ، فارجعوا و لا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا” .
قال الأمير موسى :”هذه أرض بيضاء كثيرة الأشجار و النبات و الماء ، فكيف يهلك الناس فيها؟”
أمر رجاله بالتحرك ودخول تلك الارض ، فإذا بمنظر لا يرى في الاحلام قد حصل معهم ، نمل ضخم خرج من بين الاشجار نحو الرجال فمزقوهم مع خيولهم لاشلاء ، وبينما ذلك النمل الاسطوري يقترب فإذا به فجأة وبدون سابق انذار توقف أمام الصورة النحاسية وعادو ادراجهم . كان واضحا ان لهذه الصورة قوة غامضة
خروج مردة الجن من بحيرة غامضة
كان لامير موسى ورجاله قد ابتعدوا نوعا ما عن سور مدينة النحاس . حتى وصلو لارض اول مرة يرونها ، فيها بحيرة كبيرة وأشجار مثمرة وخضرة وأزهار من كل لون ونوع . جذبت البحيرة انتباه الامير فأمر الغواصين معه بالنزول في البحيرة لرؤية ما يوجد في قاعها . وفعلا وجدو فيها نوع من الفخار النحاسي عليها أغطية من مادة الرصاص وعليها ختم . قامو بفتح واحدة من تلك الاواني
فخرج منها فارس من نار و في يده رمح ناري فطار في الهواء و هو ينادي “يا نبي الله لا أعود” . تعجبو من المشهد ليقومو بفتح انية اخرى ليجد نفس الشيء
و قال الأمير :”ليس من الصواب أن نفتح هذه الحباب لأن فيها جنا قد سجنهم سليمان عليه السلام لتمردهم ”
قامو على اثر ذلك باعادة كل الاواني النحاسية للبحيرة . فجأة خرج من وسط البحيرة شخص يشبه البشر في هيئته ولكنه عملاق سألوه
:”من أنت يا هذا القائم على الماء؟ ” فأجابهم :”أنا من الجن الذين سجنهم سليمان في هذه البحيرة ، و إنما خرجت لما سمعت أصواتكم لأني ظننت أنه صاحب الكلام” . قالوا :”من صاحب الكلام ؟” .أجاب :”رجل يمر بهذه البحيرة في كل سنة يوما ، فيقف فيذكر الله و يسبح و يقدس و يكبر و يستغفر و يدعو لنفسه و للمؤمنين و المؤمنات ، ثم ينصرف ، و أسأله عن اسمه أو من هو فلا يكلمني” . سالوه :”أتظنه الخضر؟” . قال :”لا أدري” .سألوه مرة اخرى :”كم سجن سليمان من الجن ؟ ” قال :”و من يقدر أن يحصي عددهم ؟ ” ، ثم غاب عنهم في لمح البصر .
قصص وراوايات تاريخية عن مدينة النحاس
عبر التاريخ تناقل الناس قصص غريبة وعجيبة عن هذه المدينة الاسطورية , وكانت تختلف الروايات مع مرور السنين يزداد فيها شيء وينقص منها شيء , فهناك رواية تقول بأنهم تمكنو من العثور على 25 بوابة في السور وواحد من الفرسان استطاع التغلب على تاثير المدينة عليه ولم يسقط داخلها كسابقيه وتمكن من النزول ليفتح لهم البوابة ليدخل موسى ابن نصير ورجاله ليجدوا فيها كنوز ومجوهرات وذهب وكل ما يتخيله العقل .
حتى رواية بناء المدينة فيه اختلاف الرواة الاولى تقول ان الجن هم من بنوها بامر من سيدنا سليمان عليه السلام والرواية الثانية تقول أن ذو القرنين هو من بناها ليكنز فيها ثرواته ثم قام بوضع سحر وطلاسم عليها كي لا يتمكن اي اسي من دخولها او حتى رؤية ما فيها .
هناك من يصدق بوجود مدينة النحاس فعليا وهناك من يعتقد أنها مجرد قصة لا اساس لها من الواقع , فابن الخلدون مثلا انتقد قصة مدينة النحاس وقال انها كلام فارغ وكتب في كتابه المعنون با “تاريخ ابن خلدون” ان قصة هذه المدينة مستحيلة عقلا ومنطقا وهي منافية لمبادئ القوانين الطبيعية وكان لياقوت الحموي نفس راي ابن الخلدون حيث قال في كتابه معجم البلدان عن مدينة النحاس ، ” ويقال لها مدينة الصُّفر، ولها قصة بعيدة عن الصحة لمفارقتها العادة ، وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الكتب المشهورة التي دوّنها العقلاء”