رحلة سجاد المسجد الحرام ..40عاماً من العناية والاهتمام

السعودية_ محمد العجلان
في رحلة استمرت لأكثر من (40) عامًا بتفاصيل تَغيبُ عن أعين قاصدي بيت الله الحرام من زوار ومعتمرين وحجاج لقرابة (35) ألف سجادة خضراء تغطي مساحات المسجد الحرام موزعة على ساحاته الواسعة, يجدّون عليها ضيوف الرحمن بالعبادة ويؤدون عليها فرائضهم وسننهم, يبللونها بدموعهم الراجية الخاشعة, في غاية سعت إليها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من خلال إنشاء إدارة مختصة تعتني بالسجاد نظافةً وتطهيرًا وتعقيمًا وتعطيرًا, فقد وفرت لذلك أحدث التقنيات بأفضل الإمكانات ليتمكن قاصدو البيت الحرام من القيام بعبادتهم بكل يسر وسهولة.
وقد أسهمت أربع عواصم عالمية سابقا في صناعة سجاد المسجد الحرام وبعد ذلك أصبحت الصناعة وطنية خالصة حيث يكون تصنيع سجاد المسجد الحرام بأوصاف خاصة لتكسوَ جنبات المسجد الحرام وقد بدأ تصنيعه منذ حوالَى (40) عامًا، وكان استيراده من ثلاث دول منذ عام 1402 هـ إلى 1420 هـ وبعد ذلك توقف استيراده، وبدأ تصنيعه في المملكة العربية السعودية كأول سجاد مخصص للمسجد الحرام يكون من إنتاج سعودي, وتعود قصة تخصيص سجاد خاص للمسجد الحرام إلى عام 1402هـ حيث كان استيراده من بلجيكا واستمر إلى عام 1409هـ، وفي عام 1409هـ تم استيراده من ألمانيا إلى عام 1416هـ، وفي عام 1416هـ كان استيراد السجاد من لبنان إلى عام 1420هـ، وفي عام 1420هـ بدأ تصنيعه في المملكة العربية السعودية مميزًا باللون الأحمر إلى عام 1434 هـ، عقب ذلك صار إنتاج السجاد السعودي ذي اللون الأخضر هو الموجود حاليًا في المسجد الحرام.
وقد وُفرتْ مغسلة مركزية خاصة بالسجاد بمنطقة كدي بمكة المكرمة حيث تم استحداث عددٍ من المغاسل الآلية لتنظيف وتطهير سجاد المسجد الحرام لتقليل الوقت والجهد في عملية الغسيل إذ ينتج عن كل مرة غسل (100) سجادة خلال الساعة الواحدة وذلك من خلال أربع مراحل تعمل بخطوط إنتاج منتظمة لغسيل السجاد, بحيث يحتوي كل خط منها على معدات خاصة لإزالة الغبار من السجاد بعرض ثلاثة أمتار تقريبًا يكون قادرًا على استيعاب سجادتين في ذات الوقت ومعدات لغسيل السجاد بالماء والصابون بذات العرض ومعدات لتجفيف السجاد ليبلغ إنتاجية الخط الواحد من غسيل السجاد حوالي(240) مترًا مربعًا بما يعادل في المتوسط (100) سجادة في الساعة ليبلغ إنتاجية الخط الواحد من غسيل السجاد (240) مترًا مربعًا في الساعة بما يعادل في المتوسط (100) سجادة كل ساعة لتصبح الإنتاجية الكاملة لمغسلة السجاد في اليوم الواحد و في الوردية الواحدة ثماني ساعات لخط الإنتاج بمتوسط يعادل(1650) سجادة في اليوم الواحد وتعد مرحلة إزالة الغبار هي المرحلة الأولى من مراحل التنظيف حيث يكون فيها نفض الغبار عن السجاد والمرحلة الثانية مرحلة الغسيل حيث يغسل السجاد بأحدث الطرق المعروفة وأكثرها تطهيرًا وتعقيما والمرحلة الثالثة تجفيف السجاد بعد عملية الغسل ويعدها المرحلة الرابعة والأخيرة نشر السجاد بعد تجفيفه لمدة (24) ساعة في الصيف (48) ساعة في الشتاء ثم يُكنس ويُلف على رفوف حديدية بالمستودع الخاص بالسجاد.
ودأبت الإدارة العامة للشؤون الخِدْمية ممثلة بإدارة تطهير وسجاد المسجد الحرام بتوجيهات من معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على الاهتمام بكل ما من شأنه توفير العناية للقاصد والزائر إذ وضعوا أجود أنواع السجاد للمسجد الحرام بصناعة وطنية عالية الجودة كما أن الإدارة تقوم على مدار الساعة بكنس وتعطير السجاد بأجهزة مخصصة وترتيب وضعية السجاد باتجاه القبلة وتغيير ما يلزم منه عند الحاجة وكذلك تجهيز مغسلة مركزية لغسيل سجاد المسجد الحرام تواكب التطور في الحرمين الشريفين والذي يجد كل الاهتمام والدعم من ولاة الأمر.
قطار الحرمين السريع .. مشروع رائد لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين
يعدّ مشروع قطار الحرمين السريع شاهداً على عظم الرعاية والعناية التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، لخدمة جموع المسلمين قاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي وتسهيل انتقال ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزائرين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال مواسم الحج والعمرة وعلى مدار العام.
ورصدت وكالة الأنباء السعودية في جولتها أمس بمحطة قطار الحرمين السريع” بالمدينة المنورة توافد المعتمرين للتوجّه إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة حيث تشهد المحطة التي شيّدت بأعلى مواصفات الكفاءة والسلامة العالمية إقبالاً لافتاً من المواطنين والزائرين وعائلاتهم وخاصة خلال شهر رمضان للسفر عبر القطار الذي يعدّ إحدى وسائل التنقل الأكثر أماناً ورحابة وسرعة.
وعدّ المواطن منصور الأحمدي مشروع قطار الحرمين السريع نقلة نوعية في خدمات ووسائل النقل التي توفرها الحكومة الرشيدة مبيناً أن القطار يعد وسيلة نقل مريحة وسريعة في الوقت الحاضر نظير ما توفره من مستوى عالٍ من الراحة والأمان مؤكداً أن حالات الزحام وكثافة الطلب على رحلات القطار مستقبلاً يمكن التغلب عليها بالتنظيم والالتزام بدقة المواعيد ومواكبة مستجدات النقل العصرية.
وأشاد الأحمدي بالتنظيم الداخلي للمحطة بما في ذلك خدمات الحجز وترتيب مسارات انتقال الركاب من صالة المغادرة عبر السلالم الكهربائية وصولاً إلى عربات القطار إضافة إلى مستوى النظافة وتوفر مرافق الخدمات العامة بالمحطة إلى جانب جودة خدمات الأغذية والعديد من مرافق المحطة التي صمّمت بطراز رفيع.
وأبدى حليم (زائر من ماليزيا) امتنانه لما توفره المملكة من خدمات للزائرين وتوفير وسيلة نقل بمستوى عالي من الراحة لانتقالهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
فيما قال عبدالحق (زائر من الهند) قدمت من لندن حيث أعيش هناك وسعادتي لا توصف بالقدوم إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة وما رأيته هنا من تنظيم وخدمة المسافرين في المحطة يجعلنا نفخر حقيقة بهذه الخدمات الرائعة التي توفرت المملكة العربية السعودية للمسلمين فشكراً لكم.
وقبيل لحظات من بدء تجربة السفر بقطار الحرمين يقول المواطن عبدالله الجهني الأمور مبشرة بالخير ومشجعة وسأكرر التجربة مرة ومرتين وثلاث برفقة العائلة – بإذن الله -، مبدياً سعادته بما شاهده من خدمات عالية المستوى في المحطة.
ويزاول مئات العاملين مهام متعددة داخل المحطة بدءاً بموظفي خدمات الحجز ومراقبي مسارات الدخول إلى صالة المغادرة لتدقيق الأمتعة وأفراد الأمن بالمحطة وموظفو مهام المراقبة والمساندة الميدانية وكادر الإشراف والتوجيه والخدمات.
وعلى بعد خطوات من عربات القطار يقف الشاب يوسف علي ذو الـ22 ربيعاً منتظراً وصول إحدى الرحلات القادمة من مكة المكرمة المقرر عند الثالثة وخمس دقائق ظهراً حيث يعمل في المحطة ضمن فريق إرشاد ومساندة يتألف من 20 شابًا وفتاة ويقول: “عملي هو مساعدة كبار السن والمحتاجين, بإيصالهم بواسطة الكرسي المتحرك إلى الصالات الداخلية بعد رحلات القدوم, أو إيصالهم إلى مقاعدهم داخل عربات القطار قبل المغادرة كما نقوم بإرشاد الركاب الذين لا يتحدثون العربية لكل ما يحتاجونه من وإيصالهم بالمشرفين عند الحاجة” مبيناً أن عدد المرشدين خلال فترة العمل الواحدة يبلغ 9 شبان و11 فتاة يمارسون مهام الإرشاد والتوجيه في كامل أرجاء المحطة.
وأفاد ماهر العمري الذي يعمل مراقباً بالمحطة أن عمله يتركّز في الإشراف على صعود الركاب إلى العربات البالغ عددها 13 عربة وتحديد مقعده طبقاً لما هو مدوّن في تذكرة الصعود, مبيناً أن 24 مشرفاً ومراقباً من الشباب والفتيات, يتولون هذه المهام كما يرافق العديد من المشرفين الرحلات لخدمة المسافرين وتوفير الأمان داخل القطار.
وأوضح مدير عام التشغيل والصيانة بمشروع قطار الحرمين السريع المهندس ريان الحربي أنه تم تشغيل رحلات إضافية خلال شهر رمضان بين مكة المكرمة والمدينة المنورة لتلبية زيادة الطلب المتوقع على رحلات قطار الحرمين السريع, وذلك ضمن الخطط التشغيلية التي يتم جدولتها بحسب الاحتياج الموسمي, لتسهيل انتقال المعتمرين والزائرين بين الحرمين الشريفين.
وحقّق مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط العاصمة المقدسة بالمدينة المنورة مروراً بجدة ورابغ نجاحاً باهراً حيث نقل ما يقارب 450 ألف راكب بين المدينتين المقدستين منذ تدشينه في شهر محرم الماضي.