ذا ايكونوميست ” هل تخطئ أمريكا في خفض المساعدات للاجئين الفلسطينيين؟
وصل مايك بينس، نائب رئيس أمريكا 22 يناير،الي إسرائيل في آخر محطة له من ثلاث دول. وكان مقررا لهذه الزيارة ان تكون في ديسمبر الماضي ولكن تم تأجيلها بعد ان اصدر دونالد ترامب قراره المثير للجدل بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وعندما وصل بينس، رفض الفلسطينيون مقابلته. كذلك فعل القادة المسيحيون في مصر والأردن. بينس، وهو مسيحي، لم يضع قدم في كنيسة في الأرض المقدسة.
لم يكن أحد متأكدا لماذا جاء. وكانت اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين والعرب روتينية، باستثناء خطابه في الكنيست، حيث أعلن أن أمريكا ستنقل سفارتها إلى القدس بنهاية عام 2019. ويبدو أن الرحلة تتعلق بالسياسة الداخلية.
وكان الفلسطينيون قد تجاهوا إدارة الولايات المتحدة التي يرونها متحيزين الآن. وبصرف النظر عن القدس، فإنها تلمح أيضا الي تخفيضات لمساعداتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تساعد اللاجئين الفلسطينيين. وفي يناير ، علق ترامب مبلغ 65 مليون دولار، أي ما يقرب من نصف المدفوعات التي تدفعها أمريكيا في الفترة المقبلة، بالإضافة إلى مبلغ 45 مليون دولار من المساعدات الغذائية الطارئة التي تعهدت بها. وكانت أميريكا في عام 2016 أكبر مانح للوكالة. فقد دفعت 30٪ من ميزانية الأونروا البالغة 1.2 مليار دولار، أي أكثر من ضعف ميزانية الاتحاد الأوروبي.
تأسست الوكالة في عام 1949 لتقديم مساعدات مؤقتة إلى 750,000 فلسطيني نزحوا بسبب قيام إسرائيل. ومثلما هو الحال في هذا الصراع المستعصي، فقد أصبح دائما. ولأن الأمم المتحدة تعتبر أحفاد اللاجئين الفلسطينيين لاجئين أيضا، فقد تضخم عددهم إلى أكثر من 5 ملايين.
في لبنان، معظمهم يفتقرون إلى الجنسية ويعيشون في مخيمات قاتمة. وتقول الحكومة إنها لا تستطيع أن تقدم لهم الخدمات الاجتماعية؛ فإنهم ممنوعون أيضا من بعض الوظائف. ويخشى بعض اللبنانيين من أن منح الجنسية لكثير من المسلمين السنة قد يخل بالتوازن الطائفي الدقيق في بلادهم. هذه المخاوف قد تكون مبالغ فيها: فقد أظهر تعداد سكاني صدر في ديسمبر أن حوالي 175,000 لاجئ فلسطيني لا يزالون يعيشون في لبنان، أي ثلث التقديرات السابقة. بينما الفسطينيون افضل حالا في الاردن، لكن مازال 400,000 شخص يعيشون في المخيمات حتي الان.
ولا يزال الكثيرون يأملون في العودة إلى ديار أجدادهم. هذا “حق العودة” هو من بين القضايا الأكثر إثارة للنزاع. إن إسرائيل، التي تشعر بالقلق إزاء ديموغرافيتها الخاصة، لن تسمح إلا بعودة رمزية إلى الوطن في إطار اتفاق سلام في المستقبل. و الخاصا، انه يشك القادة الفلسطينيون في أن دولتهم قادرة على التعامل مع تدفق أعداد كبيرة من المواطنين الجدد. وكثيرا ما تعطل إسرائيل والمدافعين عنها الأونروا, لترك الفلسطينيين يرعون هذا الأمل الصعب المنال.
ومع ذلك فإن الوكالة تسمح أيضا لإسرائيل بأن تنغمس في الخيال. ومنذ عام 2007، حافظت إسرائيل على حصار عسكري عقابي على غزة. وكانت العواقب صارخة. وبسبب عدم القدرة على تصدير السلع، أغلقت المئات من المصانع والمزارع في غزة. ولم يتمكن معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني شخص من مغادرة مدينتهم الصغيرة لمدة عشر سنوات, المياه غير صالحة للشرب والكهرباء متوفرة فقط لبضع ساعات في اليوم. وحتى الجيش الإسرائيلي يعتقد الآن أن الحصار غير فعال، و يؤدي إلى نتائج عكسية. ومن المفارقات أنها تتيح استمرار المساعدات الخارجية. ويعتمد نصف سكان غزة على الأونروا في الغذاء، ويبلغ عدد الطلاب المسجلين في مدارسها 262 ألف طالب، كما أن عياداتها تتعامل مع أكثر من 4 ملايين زيارة سنويا.
ويقول بيير كراهنبوهل، رئيس الأونروا، إن التخفيضات الأمريكية “مفاجئة وضارة”. في حين كان بينس يقوم بزيارة للمنطقة، أطلقت الوكالة نداء يسمى “الكرامة لا تقدر بثمن”. حيث تأمل في رفع مبلغ إضافي مقدر ب 500مليون دولار. وتفعل الأونروا أعمالا ذات قيمة في مثل هذه الأماكن، مما يحافظ علي ملايين من الناس على قيد الحياة, كما أنه يحمي جميع الأطراف من عواقب إطالة أمد الصراع.