اسدال الستار في الفصل الأخير فى قضية نيرة أشرف … اعدام محمد عادل منذ دقائق
بعد 353 يومًا على مقتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف، كتب الإعدام الفصل الأخير فى تلك الجريمة البشعة التى حركت مشاعر الرأى العام المحلي والعربي نحو هذه الحادثة، التى شهدتها مدينة المنصورة بمحيط جامعة المنصورة من عملية ذبح طالبة على مرأى ومسمع من الجميع بسبب قصة حب فاشلة.
اليوم انتهت تلك القضية بتنفيذ حكم قطاع الحماية المجتمعية بمركز الإصلاح والتأهيل بجمصة حكم الاعدام شنقا لقاتل الطالبة نيرة أشرف.
وكانت محكمة النقض قضت في وقت سابق بقبول طعن المتهم محمد عادل على الحكم الصادر من محكمة جنايات المنصورة بإعدامه شكلا ورفضه موضوعا وتأييد الحكم الصادر ضده، بتهمة قتل طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف.
ويذكر أن المستشار حمادة الصاوى، النائب العام، أمر فى 22 يونيو الماضى، بإحالة المتهم محمد عادل إلى محكمة الجنايات؛ لمعاقبته فيما اتهم به من قتل الطالبة المجنى عليها (نيرة) عمدا مع سبق الإصرار، حيث بيت النية وعقد العزم على قتلها، وتتبعها حتى ظفر بها أمام جامعة المنصورة، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها، وقد جاء قرار الإحالة بعد ثمان وأربعين ساعة من وقوع الحادث.
– 20 يونيو 2022″، مقتل نيرة أشرف أمام سور جامعة المنصورة.
ــ “23 يونيو 2022″، إحالة المتهم للجنايات.
ـ “26 يونيو 2022″، جنايات المنصورة تنظر أولى جلسات محاكمة المتهم.
ـ “28 يونيو 2022″، يشير لتاريخ إحالة أوراق المتهم لفضيلة المفتى
ـ “6 يوليو 2022″، الجنايات تقضى بإعدام المتهم.
ـ “9 فبراير 2023″، محكمة النقض تنظر طعن المتهم.
5 أسباب استندت لها الجنايات فى حكم إعدام قاتل نيرة أشرف:
تضمنت مذكرة الطعن المقدمة من دفاع المتهم الردود على ما أثارته حيثيات حكم الإعدام الصادر ضده، حيث أوضحت محكمة الجنايات أسباب حكمها على المتهم، وفندت كافة الدفوع التى تقدم بها دفاع المتهم وقتها.
وردت محكمة الجنايات على كافة التساؤلات التى طرحت من هل المتهم مختل عقليا أم ذكى لدرجة أنه خطط ودبر لجريمته منذ شهر رمضان الماضى واختار الموعد المناسب لتنفيذ؟ وهل انتقم المتهم من نيرة واسرتها بعد استدعائه إلى جلسة عرفية بسبب مضايقته لها واجباره على توقيع ايصالات امانة؟ وهل غير المتهم أقواله فى المحكمة عما قاله فى النيابة العامة لتخفيف الحكم عليه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها ردت محكمة جنايات المنصورة عليها فى حيثيات حكمها التى شملت 5 ردود رئيسية على كل ما اثير.
أولا: الجلسة العرفية
وردت المحكمة على ما أثير بشأن الجلسة العرفية التى عقدتها أسرة نيرة أشرف للمتهم للتنبيه عليه بالابتعاد عنها وانه قام بجريمته انتقاما منها بسبب هذه الجلسة:
قالت المحكمة إن المتهم قال نصًا لما سُئل عن تَعرضه لإكراه فى الجلسة العرفية أجاب: “لا.. أحنا كنا قاعدين وكانت قَعدة حق، بس كان كلامهم شديد معايا، ومَحدش كان مِقدر اللى أنا عَملته مع نيرة”، وأضاف أنه تَـظاهر بامتثاله لما انتهت إليه هذه الجلسة، وقال عن ذلك نصًا لما سُئل: هل قُمت بالتعرض لها عقب تلك الجلسة العرفية؟ أجاب: “أنا كـنت ساكت وخلاص ولكن كان فى دماغى إنى آخذ حقى منها”.
واستمدت محكمة الجنايات من ذلك أن الجلسة العرفية لم يكن بها إجبار أو إكراه أو اعتداء عليه حتى يفكر فى الانتقام منها أو يتزرع بهذا الدافع من اجل طعنها ونحرها ولكن المتهم كان مصرا على إزهاق روحها قبل الجلسة وبعدها.
ثانيا: استفزاز ضحكات نيرة للمتهم فى الأتوبيس
وردت المحكمة عما أثاره المتهم فى اعترافه بجلسة المحاكمة – ولم يذكره فى اعترافه بتحقيقات النيابة العامة – من أن نيرة أشرف أثارت حفيظته بضحكاتها داخل الاتوبيس، أن المتهم اعترف بأنه كان عاقد العزم مُبيت النية على قتل المجنى عليها حيث قال نصا وهو يُعلل زمان ومكان قتل المجنى عليها: “عشان أنا مُتأكد إنها هتنزل الامتحانات، وساعتها هعرَف أخلَّص عليها وأعمل اللى نفسى فيه، لأن أنا كنت عارف إنها طول فترة الدراسة بتكون فى القاهرة أو شرم الشيخ وكانت بتيجى الامتحانات”. رسائل التهديد المرسلة منه للمجنى عليها ونصها: “ودينى لادبحك”.تقصيه مواعيد الاتوبيسات التى تستقلها المجنى عليه من زميلتها.شهادة اصدقاء المجنى عليها بعدم رؤيتهم للمتهم فى الاتوبيس يوم الحادث طيلة الرحلة، نظرًا لركوبهن فى مقدمتها والطلبة الذكور فى المؤخرة.
ثالثا: إحرازه السكين للدفاع عن نفسه
وعن ادعاه بجلسة المحاكمة – ولم يقله فى اعترافه بتحقيقات النيابة العامة – من أن إحرازه السكين كان للدفاع عن نفسه فيما لو دفعَت المجنى عليها أحدًا للاعتداء عليه، فإن مردود ذلك.
القول يُغاير الحقيقة التى أكدها فى اعترافه بالتحقيقات، من أنه اشترى السكـين كأداة للقتـل لإجادته استعماله بصفتـه يعمل طباخًا ولعلمه بالمقاتل من جسم الإنسان واطمأنت المحكمة لمطابقة ذلك للحقيقة والواقع. كما اعترف المتهم نفسه قائلا: “امبارح قبل الامتحان الخامس كنت بكلم واحدة صاحبتى لقيتها عارفة الحوار اللى بينى وبين نيرة فأنا قلت أنا لازم أخلَّص عليها ومخليهاش على وش الدنيا”.
رابعا: الدفع بجنون المتهم واضطرابه النفسي
وقالت المحكمة أنه بالنسبة لطلب الدفاع بعَـرض المتهم على الطب الشرعى لبيان مدى سلامة حالته العقلية واتزانه النفسى ساعة ارتكابه الجريمة وادعاء الجنون:
أن تقدير حالة المتهم العقلية أو النفسية من المسائل الموضوعية التى تختص محكمة الموضوع بالفصل فيهاأن المحكمة بمُطالعتها للتحقيقات، واستجوابها للمتهم استبان لها سلامة حالته العقلية والنفسية وذلك من خلال اختياره الاختيار الأمثل بين بدائل مكان وزمان ارتكابه للجريمة التى خطط لها من شهر رمضان عن وعى وإدراك تَستخلص المحكمة اختياره لأداة الجريمة سكينًا جديدًا حادًا وليس سلاحًا آخر، وتَرجيحه له كان عن وعى وإدراك لأسُس هذا الاختيار كونه يَعمل طباخًا ويُتقن استخدام السكاكين كما كان مدركا أن الحافلة ليست المكان المناسبالمتهم كان يُجيب على أسئلة النيابة العامة بدقةٍ بالغة وعبارات واضحة، وبكلام مُتناسق مُترابط لا هَذَيانَ فيه ولا تَهاتُر.
خامسا: توافر نية القتل وسبق الإصرار
وحول ما اثير من دفاع المتهم بانتفاء أركان جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار بركنيها المادى والمعنوى حيث أن المتهم لم يكن يَعلم أن المجنى عليها تستقل ذات الاتوبيس يوم الجريمة فان مردود ذلك:
أن نية القتل وظرف سبق الإصرار قائمان فى حق المتهم وذلك مِن تَوافُـر الدافع على الانتقام من المجنى عليها التى رفضته ومن ثُبوت تهديده لها بالذبح – أكثر من مَرة – من خلال رسائل صريحة.إصراره على تنفيذ مُخططه الإجرامى، وإعداده سلاحًا أبيض قبل تنفيذ الجريمة بعشرين يومًا طعن المجنى عليها مَقتلين من جسدها “أعلى يَسار الصدر وعُـنقها” وفى مَناطق متفرقة من جسدها بلغت 17 طعنة بالرغم من وجود اتوبيس يستعد للتحرك من المحلة للمنصورة وبه مقاعد خالية رفض المتهم استقلاله وانتظر المجنى عليها.
رسالة المحكمة للمشرع
وفى نهاية الحيثيات وجهت المحكمة رسالة للمشرع بالتعديل نص المادةِ 65 من قانونِ تنظيمِ مَراكز الإصلاح والتأهيل المُجتمَعى المُنظمةِ لتنفيذِ عُـقوبةِ الإعدام؛ لِتُجـيزَ إذاعةَ تنفيذ أحكام الإعدام مُصَورةً على الهواءِ، ولو فى جُــزءٍ يَسيرٍ من بَـدءِ إجراءاتِ هذا التنفيذ، حتى يُحَـقــقُ الــرَّدعَ العامَ.
الاعتراف سيد الأدلة
حصل “اليوم السابع”، على اعترافات المتهم بإنهاء حياة الطالبة نيرة أشرف أمام بوابة جامعة المنصورة، وقال المتهم فى اعترافاته: “قلت أنا لازم أخلص عليها ومخليهاش على وش الدنيا، ونزلت يوم 20 – 6 – 2022 ومعايا السكينة، وركبت الأتوبيس، ولقيتها قاعدة هى وزمايلها، ولما شوفتها قلت دى فرصة أن أنا أريح نفسى وأخلص منها، وهى نازلة من الباص، وأول ما نزلنا هى كانت سبقانى بشوية، وأنا نزلت وكان كل اللى فى دماغى أن أروح أخلص عليها، ومشيت وراها، وأول ما قربت منها طلعت السكينة من الجراب اللى أنا كنت حاططه فيه، وشفيت غليلى منها، وفيه ناس قربوا منى علشان يحوشونى عنها، فأنا قولتلهم محدش يقرب منى، وهوشتهم بالسكينة عشان محدش يقدر يخلصها من إيدى لحد ما خلصت عليها خالص، وساعتها فيه واحد مسكنى من ضهرى وشالونى بعيد عنها، وده كل اللى حصل”.
وفيما يلى بعضًا من اعترافات المتهم:
س: متى تحديدا نشأت العلاقة فيما بينك وبين المجنى عليها نيرة أشرف؟
ج: العلاقة بدأت بيننا أيام الامتحانات عام 2020
س: كيف أعددت لمخططك؟ وما هى عدتك لتنفيذه
– ج: أنا فكرت إنى أخلص عليها فى تالت يوم امتحان ليها وإنى هنفذ قتلها بسكينة.
س: ولماذ استقر اختيارك على استخدام سلاح أبيض سكين لتنفيذ مخططك؟
– ج: علشان دا اللى يناسبنى وأنا شغال طباخ وبعرف استخدم السكاكين كويس
س: وهل كنت على علم بأن السلاح الأبيض سكين سلاحا بطبيعته قاتل إذا ما سدد فى مقتل.
– ج: أنا عارف أن السكينة الحامية هى اللى ممكن تدبح وإنها بتستخدم فى ذلك وأنا بستخدمها كويس لأن دا شغلي.
س: وهل أنت على علم بالمواضع القاتلة بجسد الإنسان والتى تودى بحياة الأشخاص مباشرة؟
– ج: أيوة
س: وما هى تلك المواضع تحديدا؟
– ج: الرقبة والصدر من ناحية القلب والفخذ والطعن بالسلاح
س: ومتى قمت بإعداد السلاح الأبيض “السكين” والمستخدم فى الواقعة؟
– ج: أنا اشتريته بعد أول امتحان بأسبوع وكانت الامتحانات بتاريخ 26 – 5 – 2022 وأنا اشتريتها فى 1 – 6 – 2022
س: وما هى مواصفات ذلك السلاح الذى قمت بشرائه إعدادا منك لتنفيذ مخططك؟
– ج: هو سلاح سكين وسلاحه مسنون ولسه جديد وحافظت عليه فى جرابه علشان يكون سنه حاد ويساعدنى فى التنفيذ-
س: وهل تيقنت من أن السلاح الذى قمت بشرائه سوف يقوم بالغرض الذى أعد من أجله؟
– ج: أيوه
س: ولماذا استقر اختيارك على ثالث أيام الامتحانات
ج: لأن أنا كنت خايف أن يكون معاها حد من أصحابها أو أهليتها، ولأن هى كانت عارفة إنى مش هسكت، فلقت لازم أطمنها لحد ما أتمكن من تنفيذ اللى أنا عايزه.
س: هل قمت بتنفيذ مخططك إذن فى ثالث أيام الامتحانات وفقًا لما عقدت العزم عليه؟
ج: لا
س ما الذى حال دون إتمامك لمخططك فى ذلك اليوم؟
ج: لأن أنا متمكنتش منها فى نفس اليوم ومشفتهاش ومجاش الوقت إنى أقدر أنفذ فيه مخططي.
س: هل تمكنت من إتمام مخططك فى اليوم الرابع للامتحانات؟
ج: لا
س: ما الذى حال دون إتمامك لمخططك فى اليوم الرابع من الامتحانات؟
ج: لأن أنا كنت مستنى أشوفها وإحنا رايحين وأركب معاها، ولكن لم أتمكن من الركوب معاها، ولما خلصت الامتحان مشفتهاش وروحت.
س: ألم يعدل فكرك وتصميمك على إزهاق روح المجنى عليها طول تلك الفترة؟
ج: أنا كنت واخد قرارى وهنفذه
س: وما الذى قمت به إذن بداية من صباح اليوم 20 – 6 – 2022 حتى ضبطك متلبسا بجرمك؟
ج: أنا صحيت النهارده خدت االسلاح فى جرابه وحطيته فى جنبى اليمين ونزلت اتمشيت لحد ما وصلت المشحمة واستنيت الأتوبيس عشان أوصل المنصورة وأخلص عليها ولما طلعت الأتوبيس لقيتها قاعدة فيه وطول الطريق كنت بفكر أقوم أخلص عليها فى الأتوبيس بس كنت خايف أن الناس تحوش عنها ومقدرش أخلص عليها واستنيت لما تنزل وطلعت أجرى وراها وقبل ما أخش عليها طلعت السلاح من جنبى ونزلت فيها طعن بالسلاح وفى ناس جت تحوش هوشتهم بالسلاح وروحت نازل عليها تانى ودبحها من رقبتها وساعتها الناس مسكتنى وسلمونى للشرطة.