تدريبات عسكرية روسية صينية منغولية استعدادًا لتحركات أمريكية في “إدلب”

تقرير – محمد عيد:
رصدت وزارة الدفاع الروسية، تعزيزات تقوم بها واشنطن لقواتها في الشرق الأوسط، استعدادًا لما تخشى موسكو من أن تكون ضربة محتملة توجهها لقوات النظام السوري.
وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف، إن المدمرة الأميركية روس المسلحة بصواريخ موجهة، دخلت البحر المتوسط في 25 أغسطس، وهي مزودة بما قدره 28 صاروخًا من طراز توماهوك القادرة على ضرب أي هدف في سورية.
هذا وقالت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، اليوم، إن المطار العسكري في مدينة الشدادي والذي يقوم المهندسون الأميركيون بتطويره لاستقبال الطائرات الثقيلة، قد يكون هو مبعث الضربات الصاروخية الأميركية الممكنة.
وذكرت الصحيفة الروسية نقلًا عن مصادر عسكرية دبلوماسية، أن القاعدة العسكرية الأميركية الجاري العمل على إنشائها في محافظة الحسكة السورية، من المتوقع أن تكون أقوى من القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، وربما ستكون أكبر قاعدة جوية في سورية.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أمس، أن بلاده تعتزم القيام بأكبر تدريبات عسكرية لها منذ عهد الاتحاد السوفيتي، بمشاركة قوات من الصين ومنغوليا.
وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلامية حكومية، إن المناورات التي ستجرى الشهر المقبل في شرق روسيا، ستضم أكثر من 300 ألف مقاتل، وهي بذلك الأضخم منذ عام 1981.
ومن ناحية أخرى، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إن مشاركة الصين تعتبر مثالا على التوسع الشامل للتعاون مع روسيا كحليف.
وأوضح ـ في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “تاس” الروسية الرسمية، أن “القدرة الدفاعية لروسيا في الوضع الدولي الحالي – والذي يكون في كثير من الأحيان شديد العدوانية وغير ودي بالنسبة لبلادنا – مبررة ومطلوبة، وليس لها بديل.
وتسعى موسكو وطهران اللتان دخلتا في تحالف استمر طيلة سبع سنوات، هي مدة اشتعال الحرب في سوريا، في الوقت الراهن إلى استغلال انتصار حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، على التنظيمات الإرهابية، لافتة إلى أن الحرب القادمة ستكون حرب مصالح.
وبدأت بوادر تلك الحرب في الظهور، أمس الثلاثاء، حينما نقلت روسيا أسطولها البحري باتجاه الساحل السوري، وهي خطوها أثارت حفيظة حلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي وصفها بالتحركات العدوانية، في حين وصفتها وسائل الإعلام الروسية بأنه أكبر تحرك عسكري روسي منذ تدخل موسكو في الصراع السوري عام 2015.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يستعد فيه الأسد وروسيا لشن هجوم على آخر جيب كبير يسيطر عليه المتمردون، وهو إدلب في الشمال، وتزامنًا مع توقيع الحكومة السورية اتفاقية أمنية جديدة مع إيران، وذلك بعد زيارة قام بها وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، إلى دمشق أول أمس، وكجزء من الاتفاقية، ستساعد إيران في إعادة بناء الصناعات العسكرية والدفاعية السورية.
وعلى مدار السنوات الماضية، دعمت روسيا وإيران النظام السوري، لكنهما لم يدخلا في صراع مباشر مع بعضهما، إلا أن مسئولين إسرائيلين يعتقدون أن موسكو وطهران لديهما خلافات شديدة حول بعض القضايا التي تتعلق بمستقبل سوريا.
الصراع بين سوريا وإيران سيشمل عقود إعادة إعمار سوريا وبعض احتياطات النفط السورية التي ظلت تعمل بعد الحرب، مؤكدةً أنه تجري الآن معركة خلف الكواليس بين البلدين حول الدولة التي ستفرض سيطرتها على نظام الأسد في سوريا ما بعد الحرب