فى ذكرى صفقة “شاليط” مصر توقف حملة اسرائيلية على غزة
أحتوت مصر أمس تصعيداً عسكرياً كان وشيكاً بين حركة المقاومة الاسلامية حماس وجيش الاحتلال الاسرائيليى فى قطاع غزة الفلسطينيى، على خلفية إطلاق قذيفتين من القطاع باتجاه مدينة بئر السبع،بينما ردت القوات الاسرائيلية بقصف 20 مواقعا عسكريا تابعين لحركة حماس وفصائل من المقاومة الفلسطينية تسبب فى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بقطاع غزة المحاصر.
ووقع التصعيد العسكرى حماس واسرائيل بالتزامن مع زيارة الوفد الأمنى المصرى للاراضى الفلسطينية لاجراء مباحثات تتعلق بملف المصالحة الفلسطينية الفلسطينية والتهدئه مع إسرائيل،حيث اجرى الوفد المصرى المتواجد فى غزة أتصالات مكثفه مع الجانبين الفلسطينى والاسرائيليى للسيطرة على الموقف الذى كان مهيئاً للتصعيد قبل مغادرته قطاع غزة مساء أمس الاربعاء.
وذكرت وسائل إعلام “عبرية” الى أن الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية ألغي زيارته لكلا من غزة ورام الله والتى كانت مقرره اليوم لبحث عدد من الملفات الهامه، وذلك على خلفية التصعيد العسكري بين حماس واسرائيل.
وتأتى التحركات السريعة للقيادة المصرية لاحتواء أى تصعيد عسكرى محتمل بين حماس واسرائيل تتويجاً للجهود المستمرة من لحل القضية الفلسطينية والتى تتزامن اليوم مع الذكرى السابعة لصفقة الجندى الأسرائيليى جلعاد شاليط ، عام 2011، بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، برعاية مصرية والتى لعب خلالها جهاز المخابرات العامة المصرية دوراً مؤثراُ فى انجاح صفقة تبادل الأسرى بين حماس واسرائيل.
وبموجب الصفقة، أفرجت حماس عن “شاليط” المولود في نهاريا بإسرائيل فى ٢٨ أغسطس ١٩٨ لأبوين يهوديين من أصل فرنسى هاجرا لإسرائيل وانتقل مع عائلته إلى مستوطنة “متسبيه هيلاه” بالجليل الغربى، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلاً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية.
وعرفت هذه الصفقة فلسطينياً باسم “وفاء الأحرار”، وأبرمتها إسرائيل مرغمة من أجل شاليط، الذي مكث في أسر المقاومة الفلسطينية خمس سنوات.
وأنجزت الصفقة برعاية المخابرات العامة المصرية على مرحلتين الأولى شملت الإفراج عن 450 أسيراً و27 أسيرة من سجون الاحتلال مقابل إطلاق المقاومة سراح شاليط، في حين تمت المرحلة الثانية بعد شهرين بالإفراج عن 550 أسيرًا، وسبق الصفقة الإفراج عن 20 أسيرة بشريط فيديو يظهر شاليط وهو حي.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية، أن الوفد الأمني المصري الذي يترأسه اللواء أيمن بديع وكيل المخابرات العامة المصرية ويضم في عضويته العميد أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات وآخرين بذلوا جهودا كبيرة منذ ساعات الفجر من أجل إعادة الهدوء لقطاع غزة ووقف التصعيد بعد إطلاق الصواريخ على بئر السبع.
وبينت أن اتصالات واسعة جرت مع قيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى بالإضافة إلى اتصالات موسعة على أعلى مستوى مع المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والأمنيين والجيش الإسرائيلي لمنع وقوع تصعيد وتهدئة الأوضاع الميدانية.
يأتي هذا بعد ساعات قليلة من بيان أصدرته الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة حيث أكدت أنها “تُحيّي الجهد المصري المبذول لتحقيق مطالب شعبنا، وترفض كل المحاولات غير المسئولة التي تحاول حرف البوصلة وتخريب الجهد المصري، ومنها عملية إطلاق الصواريخ الليلة الماضية”.
وشددت الغرفة أنها جاهزةٌ للتصدي لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، موضحةً أنها حين تقوم بذلك لا تختبئ خلف أي ستار، بل تعلن ذلك بوضوح في إطار مسئوليتها الوطنية، و”ستبقى بندقيتنا الدرع الحامي لشعبنا، وسيبقى سلاحنا مشرعاً في وجه عدونا”.
وقالت إن شعبنا لا يزال يخوض معركته بكل قوةٍ واقتدار عبر فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، مؤكدةً أنها تقف مع أبناء شعبنا الذين يخرجون أسبوعيًا وفي كل الفعاليات الجماهيرية لتحقيق مطالبهم بنيل حريتهم والعودة إلى وطنهم. ونبهت الفصائل إلى أنها تتصدى لكل محاولات الاحتلال لحرف المسار الجماهيري لمسيرات العودة عبر تثبيت قواعد اشتباكٍ رادعةٍ معه
وترعى مصر جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتى “فتح وحماس”، حيث توصلت مؤخراً لتشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة رئيس الوزراء المكلف رامى الحمدالله،بينما تجد هذه الحكومة صعوبة فى ممارست مهامها فى قطاع غزة نتيجة رفض جهاز الأمن التابع لحماس الانخراط فى الحكومة الجديدة.