تقارير وملفات

هل مقتل الظواهري مفاجأة أم أنها ضمن صفقة سرية مع واشنطن؟

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تفاصيل عملية قتل زعيم القاعدة في أفغانستان أيمن الظواهري في غارة بكابل ، وقال جو بايدن، خلال كلمة له إن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قتل في أفغانستان، موضحا أن أيمن الظواهري شارك في عملية 11 سبتمبر في نيويورك.

وتابع الرئيس الأمريكي أن العدالة تحققت وهذا الإرهابي لم يعد موجودا، موضحا أن أيمن الظواهري تسبب في مقتل العديد من الأمريكيين في هجمات مختلفة.

من هو أيمن الظواهري ؟

أيمن محمد ربيع الظواهري، المولود في القاهرة 19 يونيو 1951، تقلد عمه محمد الأحمدي إبراهيم الظواهري منصب شيخ الأزهر، قبل أن يستقيل اعتراضًا على ما وصفها بأنها «ممارسات عدائية ضده» من تلامذته وزملائه في المشيخة، كما أن أحد أعمام أيمن الظواهري كان أول أمين عام لجامعة الدول العربية.
في كتابه «أيمن الظواهري.. من قصور المعادي إلى كهوف أفغانستان، يذكر الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم أنه عقب انضمام أيمن إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، اعتُقل في صباه قبل أن يبلغ الخامسة عشرة من عمره.

بدايةالانضمام للجماعات الإسلامية

بعد إنهائه الخدمة العسكرية بدأ الظواهري في اتباع تقاليد عائلته، فأسس عيادة طبية في القاهرة، لكنه سرعان ما انجذب إلى الجماعات الإسلامية المتأثر بها أصلا، وكانت تدعو للإطاحة بالحكومة المصرية، ويقال إن فترة سجن الظواهري التي تعرض خلالها للتعذيب أثرت في مجرى حياته بالكامل.

الحرب السوفيتية الأفغانية

في الفترة من 1980 إلى 1981 سافر مع الهلال الأحمر إلى بيشاور في باكستان كعامل إغاثة، حيث عالج اللاجئين المتضررين من الحرب السوفيتيّة ضد أفغانستان، وخلال ذلك الوقت قام بعدة رحلات عبر الحدود إلى أفغانستان، حيث شاهد الحرب عن كثب.

يعتقد محللون عسكريون أن عملاء داخل حركة طالبان كشفوا مكانه من وراء قيادتهم، وهو ما وصفه بأمر أمر مخفوف بـ “مطاردة الساحرات”، بما في ذلك ضد الأقليات العرقية.

علاوة على ذلك، يتذكر البعض أن هذه المرة ليست الأولى التي يعلن فيها عن مقتل الظواهري، ولا المناسبة الأولى التي تقتل فيها الولايات المتحدة مدنيين عن طريق الخطأ.

وكان تناهى أن الطائرات المسيرة تتم رؤيتها في العديد من المقاطعات الأفغانية، حيث تواصل الولايات المتحدة تنفيذ استراتيجيتها المعتمدة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان.

وكانت العملية على النحو التالي، يوم الأحد 31 يوليو في الساعة 06:18 بالتوقيت المحلي، أصيب مبنى سكني في منطقة “شيربور” بصواريخ “هيلفاير” أطلق من طائرة بدون طيار، طراز “MQ-9B”، وكان الظواهري مختبئا في المبنى، ووقت الضربة كان في الشرفة.

وبالنسبة رد فعل طالبان، فقد ندد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد بأعمال السلطات الأمريكية، واصفا إياها بأنها بانتهاك مباشر لاتفاق الدوحة 2020. وبحسب معلومات الجانب الأمريكي فإن قادة حركة طالبان كانوا على علم بوجود الظواهري في كابول.

وتتردد معلومات غير مؤكدة على شبكة الإنترنت، تفيد بأن المبنى الذي كان يختبئ فيه زعيم القاعدة تابع لعائلة حقاني، وبالإضافة إلى الظواهري، قتل شخصان آخران بينهم ابن وصهر وزير الداخلية الحالي في حكومة طالبان.

وتنقل تقارير عن مقاتلي طالبان أن المنزل الذي قصف كان خاليا وقت الغارة، فيما تتحدث رواية منتشرة في الإنترنت عن أن الاستخبارات الأمريكية عملت جنبًا إلى جنب مع الباكستانيين، بل ويذهب رأى إلى أن الصورة المنشورة لطائرة من دون طيار فوق كابول ، تعود لطائرة من طراز “Wing Loong II” تابعة لسلاح الجو الباكستاني، وليست أمريكية من طراز “MQ-9B”.

وفي المحصلة، عززت إدارة بايدن سمعتها المهتزة بهذه الضربة وصرفت انتباه الجمهور عن إخفاقاتها السياسية الأخيرة، كما يتضح مرة أخرى أن الولايات المتحدة، إذا لزم الأمر ، لا تطلب الإذن من دول ثالثة (وبوجه خاص، من سلطات أفغانستان).

وواشنطن أيضا يمكنها بعد القضاء على الظواهري أن تظهر في وضع الفارس، وهي تقويض سمعة طالبان في أعين العصابة الإرهابية العالمية السرية عن طريق فك تجميد الأصول الأجنبية لأفغانستان، وسيبدو ذلك بمثابة مكافأة لتسريب معلومات عن زعيم القاعدة.

وتؤكد عمالية تصفية الظواهري المعلومات المتداولة على الشبكة العنكبوتية حول تأمين مأوى للإرهابيين الهاربين من التنظيم في أفغانستان، في حين أن حركة كانت طالبان صرحت مرارا، بعدم وجود علاقة لها بالقاعدة.

في نظر المتطرفين، ستهتز سمعة طالبان حتما، ومن المحتمل حدوث انقسام في صفوف طالبان. في القسم الأفغاني من تويتر، يجري بالفعل الحديث عن معلومات حول صراع خطير بين سراج الدين حقاني ووزير الدفاع بالنيابة في حكومة حركة طالبان، محمد يعقوب، الذي يُزعم أنه نقل بيانات عن موقع الظواهري خلال رحلة إلى قطر الشهر الماضي.

التوقعات تقول إن الفرع الأفغاني من تنظيم “داعش” الإرهابي، ولاية خراسان، سيكون المستفيد الأول من إضعاف القاعدة، وأن ضربة التي وُجهت لسمعة طالبان ستقوي موقف المسلحين في المنطقة. وبخيبة الأمل في طالبان ورؤية عزلة القاعدة، فإن المتطرفين سوف يشدون الرحال إلى “المنافسين”.

زر الذهاب إلى الأعلى