fbpx
الرأي

بكوا نوتردام ولم يبكوا العراق

بقلم الإعلامية
كريمـة الحلفاوي

وقف الخلق في تأسي وألم ينظرون كيف أصابت النيران كاتدرائية نوتردام في باريس؛ ذلك التاريخ الفني والحضاري الذي لا نقلل من أهميته وفجاعة خسارته… وسرعان ما توالت التبرعات والجهود لترميم الكاتدرائية وسارع الضمير الدولي للبكاء عليها؛ حتى العرب؛ اشخاص فرادى بكوا على صفحاتهم الاجتماعية وأعلنوا عن حجم الأسى الذي أصابهم بعد حريق نوتردام.

لكن دعوني أفصح لكم عن زاوية أخرى في الصورة قد لا تكون بنفس وضوح حادث نوتردام ..رغم كونها في رأيي المتواضع اعلى واهم قيمة بل واعرق تاريخا.

ولنأخذ من العراق نموذجا؛ فبعد دخول الاحتلال الأمريكي البريطاني نهبت ثروات المتحف الوطني في عام ٢٠٠٣ ولم يحم الجنود الأمريكيين ذلك الكنز العراقي .. بل كانوا يحمون آبار النفط.

ومن أجل إنشاء قاعدة عسكرية تم تجريف حديقة بابل لبناء مهبط الطائرات..الحديقة التي يعود تاريخها إلى ٢٣٠٠ عام قبل الميلاد!!!.

وفعلوا الأمر ذاته قرب منطقة اور العظيمة التي يعتقد أنها مكان مولد سيدنا إبراهيم وتم تدمير مدينة النمرود عاصمة الإمبراطورية الأشورية التي تعود للقرن الثالث عشر على يد تنظيم داعش؛وبعد سرقة الآثار الثمينة تم تسوية المدينة بالأرض ؛ثم تم تدمير مدينة الحضر والتي يعود تاريخها للقرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد ؛وقبل أسبوع من تدمير مدينة نمرود تم حرق ما يقرب من ١١٣٠٠٠ كتاب ومخطوطة لا يمكن تعويضها من مكتبة الموصل؛كما تم تدمير نوادر لا يمكن تعويضها مثل الاسطر لاب وهو كمبيوتر فلكي لحساب توقيت مواقع النجوم والساعة الرملية؛في الاسبوع ذاته تم تدمير متحف الموصل ؛كما تم تدمير قبر النبي يونس .
إذن الموصل ونينوى في العراق تم تدميرهما ؛ولا اتحدث هنا عن تدمير البشر؛ اكتفيت فقط بذكر بعض الأثر من بعض مدن الثقافة والتراث العربي الثري… ومازال لدينا كثير تم تدميره ومحوه.

أليس اولى بنا بكاء تراثنا والنهوض لعودته ومطالبة الغرب بارجاعه لنا وارجاع معالم حضاراتنا

زر الذهاب إلى الأعلى