fbpx
الرأي

م الآخر .. المحليات والفساد وإيرادات الدولة

عندما نذكر المحليات يذكر معها الفساد، والرشوة، والمجاملات، وكثير من المصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالأعمال غير المشروعة، وأنها أم الكوارث في مصر بمختلف محافظاتها ومدنها.

هذه المحليات، ثروة غائبة عن صانع القرار في مصر، وعن الحكومة التي لا تريد أن تفكر شوية خارج الصندوق، فالمحليات إيرادات لا حصر لها إذا ما تم القضاء علي الفساد.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تعاني الدولة من عجز شديد في الموازنة، وتقترض من الداخل والخارج من أجل تغطية هذا العجز، وعندما يأتي موعد السداد، تقوم الحكومة ممثلة في وزارة المالية بالاقتراض من أجل السداد، وهكذا دوامة لا تنتهي، من الاستدانة حتي وصلنا إلي ما يقرب من 5 تريليونات جنيه.

ويمكن أن تحقق المحليات ايرادات كبيرة للدولة من خلال ما تصدره من تصاريح يومية، وأحكام الرقابة علي العشوائية التي تحدث في البناء والشارع، وهو ما يشكل عبئا خطيرا علي شبكة الخدمات «مياه وكهرباء وصرف» وغيرها، وربما الكل يري ما يحدث في كل مدن القاهرة الكبري، من إزالة مبان ليعاد بناؤها إلي 13 دورا أو أكثر رغم عدم التغيير في مساحة الشارع الذي لا يزيد علي 5 أمتار، بما يؤدي إلي كوارث علي كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وذلك كله يحدث والمحليات تقف مكتوفة الأيدي، وربما مشاركة بفسادها فيما يحدث، خاصة أن الناس يرون موظفين يلتقون بأصحاب هذه العمائر ثم يخرجون بأكياس سوداء مؤكدين أنها حقائب الأموال حتي يصمتوا عما يحدث.

فماذا لو وجهنا هذه الأموال إلي ميزانية الدولة، عن طريق تغليظ الغرامات مع السجن، لكل من يخالف البناء، ويشغل الطرقات، ويعطل مصالح الناس، ومن لا يري عليه أن يذهب إلي المعادي هذا الحي الهادئ الذي تحول إلي كابوس، ويمشي في شارع أحمد زكي الذي يربط بين المعادي ودار السلام والبساتين وحدائق المعادي وغيرها، يري حجم ونوعية الفساد في هذا الشارع.

ولهذا يجب اختيار قيادات المحليات من أهل الخبرة وليس من أهل الثقة والمجاملات لمؤسسات أمنية في الدولة، والتحول للنظام الإلكتروني، في كل التعاملات مع المحليات، وتقليل عدد الموظفين خاصة أن المحليات تحولت لسكنة للنساء، وتجهيز الطعام، هناك الكثير الذي يمكن أن ينفذ في الشارع المصري، ويترجم إلي أموال تدخل ايرادات الدولة، ولكن يجب أن يكون كل ذلك بالنظام الآلي فالمحل الذي يشغل الطريق عليه أن يدفع غرامة فورية، ويغلق لمدة شهر وإذا عاد يحبس صاحبه، وكذلك مع السائق.

إذا كنا نريد حقا إنتاجية من المصري، وزيادة في الإيرادات فعليكم بإصلاح المحليات، ولا تتركوها للمزيد من العشوائيات.

بواسطة
د . محمد عادل العجمى
زر الذهاب إلى الأعلى