fbpx
الرأي

نجلاء حسين تكتب _ الدعاء حياة

الدعاء من أهم العبادات فى حياتنا فبه يطهر القلب وتستقيم الحياة ، ونبدأ بذكر أهمية الدعاء من رواية لرسول الله وحبيبة قلبه السيدة فاطمة ؛ حيث كانت تعانى أزمة مادية شديدة لدرجة لا تملك قوت يومها ؛ فقال لها زوجها على بن أبى طالب ( رضى الله عنه ) قد بلغنى أن رسول الله قد جاءته بعض الغنائم ؛فاذهبى له يعطنا منها شيئا نسد بها حاجتنا ؛ فدخلت على سيد الخلق رسول الله ؛ فإذا أقبلت عليه تقبل بمشية لا تخطئ مشية أبيها ؛ فقام إليها وقبلها بين عينيها وأجلسها مكانه؛ فسألها ما الخبر يافاطمة ؟
قالت : لقد أضرنا الجوع وعلمت أن جاءتك بعض الغنائم ، فقال لها : نعم ؛ قد جاءتنى بعض الغنائم ولقد بقى منها خمس شياه وأنا أخيرك بين أمرين إما تختارى خمس شياه أو تختارى خمس كلمات علمنى إياهم جبريل الآن ؛ فقالت فاطمة : أختار الخمس كلمات ياأبتاه .

قال رسول الله : أما الخمس كلمات يافاطمة ؛ إذا ألم بك أمر أو نزلت بك نازلة فقولى ( اللهم ياأول الأولين وياآخر الأخرين وياذا القوة المتين وياراحم المساكين وياأرحم الراحمين ) فتحل مشكلتك.
فرجعت فاطمة لزوجها بدون أى ش~ ؛ فقال على : ما الخبر يافاطمة ؛ قالت : أرسلتنى للدنيا ؛ فجئتك بالآخرة ، فقال : نعم ماجئت به يافاطمة .

من هذه الرواية نستشف معنى عظيم ألا وهو الإيمان الكامل بالله وبإجابته لدعاء المؤمن المتذلل له لقضاء حاجته ،فلذلك نحث المؤمن دائما على الدعاء فلا يرد القدر إلا الدعاء بتذلل وتضرع لوجه الكريم ؛ فإنه عز وجل يحب أن يستمع لصوت ونداء ولهفة الملهوف المضطر حيث يقول فى كتابه العزيز (( وغذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) “” البقرة :: 186 “” ،، وقوله تعالى (( أمن يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء )) ” النمل :: 62 “” ؛؛ فذلك يؤكد على أحقية وفرضية العبد فى الدعاء تضرعا لله طالما هو عبد لله ؛ فالله دعاك لمنهجه فاستجب لما دعاك له إن كنت تحب أن يستجب لك الرحمن لقضاء حوائجك .

ودائما نتعجب لعدم الإستجابة السريعة من رب العالمين لدعائنا ؛ فدائما يهيئ لنا أن ما ندعو به هو خير لنا ، ولكن فى حقيقة الأمر يكون غير ذلك ،ولكن لا يعلم الأصلح لنا إلا الله ومتى الوقت الأفضل لتحقيق مطلبنا أيضا لا يعلم ذلك إلا الله ،فأحيانا تكون إستجابة ربك لدعائك بمنعها ؛ لأنك أخطأت فى ظنك بأن ماتطلبه هو خير لك ولكن رب العالمين يرى بأنه ضرر لك فلا يستجيب لك ، ولذلك فالأفضل حين ندعو ؛ بأن نطلب ما يراه رب العالمين خيرا لنا يعلمه ويرضاه ، وأن نتيقن بأن إن منع الإجابة أو أخرها ؛ إنما ذلك لخير لنا لا نعلمه ؛؛ فلنضرب مثلا بسيطا دنيويا لذلك ::( فعندما يطلب الإبن من والده مسدسا لعبة ؛ فأنت لا تستجيب لمطلبه هذا لتقيه شر هذه اللعبة ؛ فهل أنت بذلك تكرهه أم تحبه وتدرك ما لا يدركه من مخاطر تنتج من تحقيق أمنيته هذه ) ، والمثل الأعلى لله عز وجل ؛ كذلك عندما لا يستجيب لدعاء إحدى عباده ، فهو يدرك الخير موضعه وأوانه لهذا العبد ، كما جاء فى كتابه العزيز (( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخيروكان الإنسان عجولا )) “” الإسراء :: 11

وينصحنا رب العالمين بالتروى وعدم تعجل الإجابة بقوله الكريم (( خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتى فلا تستعجلون )) “” الأنبياء :: 37 “” .

وأيضا لابد أن يكون الدعاء ليس وقت الإحتياج فقط لتحقيق مطلب ما ؛ وإنما للعبادة والتقرب لله حبا فيه عز وجل ؛تنقية للروح وتصفية للنفس من كل شوائب الدنيا ؛ ففى العاء بتضرع ومناجاة وتذلل تطهير للقلب وترفع للروح وعلو بالذات الإنسانية عن طريق قربها للذات الإلهية والبحث عن العشق الإلهى ، كل هذا ينتج بكثرة الدعاء بكل الجوارح ، فمن فعل ذلك إبتغاء العبادة أكثر منها إبتغاء الإستجابة ؛ فسيعطيه ربه دون أن يدرى ودونأن يحتسب ؛ كما ذكر فى الحديث القدسى (( من شغله ذكرى عن مسألتى ؛ أعطيته أضعاف ما أعطى السائلين )) .

زر الذهاب إلى الأعلى