fbpx
تقارير وملفات

في الولايات المتحدة.. الرجال الأياسر يحصلون على رواتب أقل بسبب طريقة التفكير

احتفل العالم أمس، باليوم العالمي للشخص الأعسر، وكثيرًا ما تذكر القدرات الإبداعية للأياسر في هذا اليوم، ويتم ضرب العديد من الأمثلة على  نجاحهم في الوصول إلى أعلى المراتب في السياسة والرياضة والفن، فآخر 7 رؤساء أمريكيين كان بينهم 4 أياسر، وأفضل وأغلى لاعب كرة قدم في العالم أيسر، وكذلك ليوناردو دافينشي ومايكل أنجلو وإسحاق نيوتن وألبرت أينشتاين.

ولكن جامعة هارفارد نشرت في عام 2014 دراسة شملت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وأظهرت أن الرجال الأياسر يحصلون على رواتب أقل بحوالي 9% من نظرائهم الأيامن، بينما تحصل اليسريات على رواتب أقل بنسبة 19% مقارنة بالنساء اليمنيات، وهذا مع ثبات باقي العوامل الأخرى، أي أن المقارنة تتم بين أشخاص في نفس المستوى التعليمي والاجتماعي والمادي، بل ومن نفس اللون والجنس.

وأرجعت الدراسة ذلك إلى تأثير هيكل الأعصاب والمخ وطريقة التفكير التي يولد بها الطفل الأيسر، ما يؤدي إلى صعوبات في الإدراك الدراسي، ولكن تعويضًا عن ذلك يمتلك الأياسر قدرات إبداعية أعلى، في الفن والرياضة وفي العلم أيضًا.

ويواجه الحرفيون والفنيون الأياسر مشكلة أخرى في سوق العمل، فالمعدات صممت للأيامن، دون اعتبار لهم، ما يخلق صعوبات في ممارسة المهنة.

ويُقدر عدد الأياسر بحوالي 11% من الذكور و13% من الإناث في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وتتراوح النسبة بين 10% و15% حول العالم.

 وقد بدأ العالم في مواجهة هذه الأزمة منذ 40 عامًا فقط باختراع أدوات تناسب الطالب والعامل الأيسر، وفي عام 2008، أطلقت رائدة الأعمال مارجريت ماجو شركة Lefty’s San Francisco، التي تبيع أدوات وآلات للأياسر فقط، وتجني ملايين الدولارات سنويًا من مبيعات أدوات المطبخ والتطريز والأدوات المكتبية.

ومع تطبيق الدراسة على باقي دول العالم، ومنها مصر، فنستنتج أن من كل 10 أفراد يوجد أعسر واحد، هذا الشخص لا يقوم المجتمع باستغلال طاقاته بالشكل الأنسب، ويواجه مناهج تعليمية غير مناسبة لقدراته الخاصة، وبيئة محيطة لا تتفهم اختلافه، بداية من الأسر التي يؤثر الموروث الديني على رؤيتها السلبية لاستخدام اليد اليسرى في الأكل والكتابة، مرورًا بالأدوات المكتبية التي لا تناسب يد الطفل الأيسر، نهايةً ببيئة العمل غير المتوافقة مع طبيعته.

ولكن التجارب الدولية تنبهنا للحل، وهو استغلال هذا الاختلاف في إنتاج بضائع تناسب حوالي 10 ملايين مواطن مصري، هكذا تتحول الأزمة إلى فرصة.

كما تشير دراسة جامعة هارفارد إلى أن تقبل المجتمع للاختلاف وتفهم الأمهات لقدرات أبنائهم يساعد بقوة في استغلال قدرات الطفل الأيسر، فقد أشارت الإحصائيات إلى أن الطفل الأيسر لأم يُسرى لا ينخفض متوسط دخله عن باقي أقرانه، لأن الأم تكون أكثر إدراكًا لاختلاف ابنها في تلك الحالة، وهذا يوضح أهمية توعية الأمهات بأهمية احتواء اختلاف الطفل الأيسر.

بواسطة
محمد عيد
زر الذهاب إلى الأعلى