fbpx
تقارير وملفات

في ذكرى ميلاده الـ 99.. السادات فخر استراتيجي للرئاسة المصرية

«رجل الحرب والسلام» و«قائد حرب أكتوبر1973» و«ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية»، الرئيس الراحل محمد أنور السادات وفي ذكرى ميلاده الـ 99 يعود بنا التاريخ إلى هذا الرئيس وإنجازاته وذكائه غير المحدود وخطته الاستراتيجية في الحرب وحفاظه على الانتصار، فقد سجل دورا بارزا في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ مصر والشرق الأوسط.

السادات ابن القرية، أول رئيس مصري يقف في الكنيست من موضع قوة ويعطيهم درسا في السلام، هذا الرجل الذي حرر البلاد من هزيمة 1967م، أصلح الشأن المصري قرر الانفتاح الاقتصادي، أعطى الحرية للمواطنين، أعاد الحياة الحزبية، وغيرها من الإنجازات التي لم يتركها التاريخ هباء، استراتيجية مختلفة صنعها السادات يجب الإصغاء إليها، وفي يوم الـ 25 من ديسمبر نحتفل بذكرى ميلاده الـ 99 وإنجازاته وعبقريته وكيف عبر بمصر من النفق المظلم التي كانت تمر به يوم صعوده إلى كرسي الرئاسة.

حياة زعيم

وعن مسقط رأس السادات وحياته التي أنبتت هذا القائد والذكاء الاستراتيجي، نجد أنه ولد في 25 ديسمبر 1918 بقرية ميت أبوالكوم بمحافظة المنوفية، وتلقى تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبدالحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكا وحصل منها على الشهادة الابتدائية.

وبدأت حياته بالجيش، عام 1935، حيث التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا، وتخرج من الكلية الحربية بعام 1938 ضابطا برتبة ملازم ثان، وتم تعيينه في مدينة منقباد جنوب مصر.

اعتقال وسجن والثوار الأحرار

وعن مشوار حياته العملي الذي بدأه عام 1938، بتخرجه من المدرسة الحربية، فكان مليئا بالمخاطر، حيث واجه الاعتقال والظلم والسجن وعمل حمالا ثم التحق بالعمل الصحفي ومارس بعض الأعمال الحرة.

وفي عام 1950 عاد مرة أخرى إلى الجيش، برتبة يوزباشي بمساعدة يوسف رشاد طبيب الملك الخاص، ثم رقي إلى رتبه البكباشي عام 1951، وفي العام نفسه اختاره الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عضوا بالهيئة التأسيسية لحركه الضباط الأحرار.

مناصب قبل الرئاسة

وتولى السادات عدة مناصب منذ أن شارك في ثورة يوليو 1952 إلى أن تولى الرئاسة خلفا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت مهمته في ثورة 1952 الاستيلاء على الإذاعة، كما حمل مع الرئيس محمد نجيب الإنذار الذي وجهه الجيش إلى الملك للتنازل عن العرش، وأسند إليه رئاسة تحرير جريدة الجمهورية التي أنشأها مجلس قيادة الثورة عام 1953، كما أسند إليه من قبل قراءة البيان الأول للثورة على أمواج الإذاعة.

وعقب الثورة تولي السادات عددا من المناصب، حيث تولى منصب نائب رئيس مجلس الشعب، ورئيس مجلس التضامن الأفرو آسيوي، بالإضافة إلى رئيس مجلس الأمة الموحد.

كما انضم للجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي، وأصبح عضوا في المجلس الرئاسي منذ سبتمبر 1962 وحتى 27 مارس 1964، ثم عين نائبا لرئيس الجمهورية حتى تولى رئاسة مصر خلفا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1970.

السادات رئيسا.. مؤامرات وذكاء سياسي

وكان تولي منصب الرئاسة ليس باليسير على السادات ومن حوله، فقد واجه رفضا من رجال جمال عبد الناصر وواجه مؤامرة كبرى في مايو 1971، كان هدفها الإطاحة به من على كرسي الرئيس ولكنه تمكن من السيطرة على الأوضاع وأطاح بكل من شارك في هذه المؤامرة وحاكمهم جميعا تحت عنوان «ثورة التصحيح».

ولأن السادات كان يتمتع بالذكاء والدهاء السياسي، تمكن من التخلص من المؤامرات الداخليه وتفرغ إلى الاحتلال الإسرائيلي، فعكف لمدة عامين على تهيئة الأوضاع للحرب واستعادة أراضي الدولة، وبدأ أول خدعه الاستراتيجيه والتخلص من العوائق، عام 1972 حيث قام بطرد 17 ألف خبير روسي، وفي العام التالي أكتوبر 1973 كان الانتصار التاريخي وخاض الحرب ضد إسرائيل بسلسلة من الخدع الاستراتيجية والدهاء السياسي.

ماذا بعد الحرب

وبعد الانتصار التاريخي في الحرب، بدأ السادات بالتخطيط لنهضة مصرية شاملة، ففي عام 1974م اتخذ قراراً حاسماً وهو قرار الانفتاح للاقتصاد المصري.

وفي عام 1976م قرر إعادة الحياة الحزبية في جمهورية مصر العربية من جديد، فظهرت العديد من الأحزاب السياسية المختلفة وأولها كان الحزب الوطني الديمقراطي، كما قرر إنهاء معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفيتي.

وكان الحدث الأبرز في حياة السادات بعد نصر أكتوبر، زيارته إلى الكنيست الإسرائيلي وتوقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام عام 1978، والتي نصت على السلام بين كل من مصر وإسرائيل، انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء، والحكم الذاتي للفلسطينيين علي كامل أرضهم، وتم توقيع هذه المعاهدة تحت رعاية أمريكية ممثلة بالرئيس الأمريكي جيمي كارتر.

وكانت تلك الزيارة رغم أهميتها وحصولها على جائزة نوبل للسلام على إثرها، إلا أنها أنبتت فصيلا كبيرا من المعارضة، على المستوى الخارجي، حيث شهدت العلاقات المصرية توترا مع الدول العربية، مما أسفر عن سحب مقر جامعة الدول العربية من القاهرة ونقلها إلى تونس.

وعلى المستوى الداخلي، ظهرت بوادر الفتن والاضطرابات الشعبية الرافضة للزيارة والاتفاقية، مما أسفر عن قيام الحكومة حينذاك بحملة اعتقالات واسعة بلغت 1536 معتقلا، وفي ذكرى احتفالات النصر يوم 6 أكتوبر 1981م، تمكنت مجموعة من المسلحين من اغتياله أثناء العرض العسكري رميا بالرصاص، تلك النهاية التي تعد وساما لعظمته، حيث غاب منتصرا شهيدا على يد عدد من الخائنين الإرهابيين. 

أسرته وأبناؤه

وتزوج السادات مرتين وله سبعة أبناء، وكان زواجه الأول تقليديا من السيدة إقبال عفيفي، التي تنتمي إلى أصول تركية، وكانت تربطها صلة قرابة بالخديوي عباس، كما كانت أسرتها تمتلك بعض الأراضي بقرية ميت أبو الكوم والقليوبية أيضا، وهذا ما جعل عائلة إقبال تعارض زواج أنور السادات لها، لكنه بعد أن أتم السادات دراسته بالأكاديمية العسكرية تغير الحال وتم الزواج واستمر لمدة عشر سنوات، وأنجبا خلالها ثلاثة بنات هم رقية وراوية وكاميليا.

وكان الزواج الثاني من السيدة جيهان رؤوف صفوت عام 1951 وكان عن قصة حب قوية استمرت حتى وفاته، ومازالت تشاطره الحب إلى وقتا الحالي التي أنجب منها 3 بنات وولدا هم لبني ونهى وجيهان وجمال.

جيهان في الكونجرس

واستمرارا لقصة الحب التي جمعتهما، وتحت عنوان «رجل الحرب والسلام»، واصلت جيهان الحديث عن أمجاد السادات، وفي قاعة كيندي بالكونجرس الأمريكي، أحيت بداية الشهر الحالي الذكرى الـ40 لزيارة السادات للكنبست الإسرائيلي التاريخية، والتي كانت من موقع قوة مؤكدة أنه استحق جائزة نوبل للسلام بجدارة.

وحول الزيارة أكدت جيهان أن الرئيس الراحل وبشخصية عظيمة اختار الذهاب إلى إسرائيل بعد أقل من ٥ سنوات من حرب أكتوبر عام 1973، إلى الكنسيت للدعوة إلى التعايش السلمي، ليكون أول رئيس مصري يقوم بمثل هذه الزيارة وتعد مخاطرة كبيرة استحق بعدها الرئيس المصري جائزه نوبل للسلام.

ليلة بكى فيها السادات

ووسط مشاغل الرئاسة إلا أن السادات الإنسان لم ينشغل، ففي عام 1976 واجه موقفا مؤثرا جعله يبكي بشدة، وكانت السبب في ذلك إحدى الفنانات التي كرست عمرها للفن وأعطته كل حياتها، ولم يعطها شيئًا، حيث دعا الرئيس السادات زينب محمد مسعد، أو الفنانة زينات صدقي لحضور حفل تكريم واستلام درع عيد الفن، لكنها رفضت الحضور، وتسبب رفضها في بكاء الرئيس وبشدة بعد أن علم بحقيقة رفضها الدعوة.

وكان سبب اعتذار زينات صدقي، لأنها لا تملك ملابس تليق بالخروج على جمهورها ومقابلة رئيس الجمهورية، وتسلم درع أو حضور تكريم، وعندما علم السادات بحقيقة الأمر أرسل زوجته السيدة جيهان للفنانة زينات صدقي بحجة إبلاغها بموعد التكريم، وطالبها بأن تأخذ لها ملابس جديدة كهدية لتحضر التكريم، وقرر صرف معاش شهري لها قيمته 100 جنيه ومنحها شيكا بألف جنيه ودعاها إلى زفاف ابنته وأعطاها رقم تليفونه الخاص وقال لها: “أى شيء تحتاجين إليه أطلبيه فورًا يا زينات”.

بواسطة
منارة جمال
زر الذهاب إلى الأعلى